الغارديان: ترامب يهدد آمالًا هشة في غزة
29 يناير 2025
تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية التحديات الجديدة التي تواجه الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث عاد عشرات الآلاف من النازحين إلى شمال القطاع، رغم أن القليل من المنازل لا تزال قائمة.
فقد دمرت الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهراً المستشفيات والمدارس والبنية التحتية بالكامل. وبينما كانت هناك لقاءات عاطفية بين العائلات، اضطر آخرون إلى البحث بين الأنقاض عن جثث أحبائهم. ومع ذلك، يحاول الفلسطينيون العثور على بصيص أمل وسط الركام.
سلطت "الغارديان" الضوء بشكل خاص على التهديد الجديد الذي ظهر مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف القطاع بأنه "أرض مدمرة"، معربًا عن رغبته في تهجير مليون ونصف فلسطيني من القطاع، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، نحو الأردن ومصر
لكن "الغارديان" تلفت الانتباه إلى تهديدات جديدة تلوح في الأفق، ومنها الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل والأمم المتحدة بشأن مستقبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". إذ من المقرر أن يدخل القانون الإسرائيلي الجديد حيز التنفيذ الخميس، وينهي جميع أشكال التعاون مع الوكالة، وذلك في وقت تشتد فيه الحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية في غزة. وبحسب خبراء الإغاثة الذين نقلت عنهم الصحيفة، لا توجد أي جهة أخرى تمتلك القدرة على تقديم الدعم طويل الأمد لسكان القطاع.
🚨 مشروع تهجير جديد.. ترامب يدعو #الأردن و #مصر لاستقبال سكان #غزة على مدى طويل الأمد.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 26, 2025
📌 دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاً من الأردن ومصر إلى استقبال أعداد كبيرة من سكان قطاع غزة، وأشار #ترامب إلى أن هذا الاقتراح يمكن أن يكون حلاً مؤقتًا أو طويل الأمد.
📌 وقال ترامب: أفضل… pic.twitter.com/ytIn5G3h3O
مستقبل وقف إطلاق النار واستمرار الهجمات الإسرائيلية
لفتت الصحيفة البريطانية أيضًا المخاوف بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لا يزال هشًا. فالاتفاق الحالي ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة في المرحلة الثانية، وهي مرحلة تبدو أكثر تعقيدًا من الناحية السياسية والعملية. كما أشارت إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر على جنين في الضفة الغربية المحتلة، حيث وصف مسؤولون إسرائيليون العمليات هناك بأنها "تحول في أهداف الحرب".
ترامب والتهديد بتهجير الفلسطينيين من غزة
سلطت "الغارديان" الضوء بشكل خاص على التهديد الجديد الذي ظهر مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصف القطاع بأنه "أرض مدمرة"، معربًا عن رغبته في تهجير مليون ونصف فلسطيني من القطاع، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، نحو الأردن ومصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين، الذين عاشوا مرارًا تجربة التهجير القسري، لا يملكون أي سبب للاعتقاد بأنهم سيتمكنون من العودة إذا غادروا، مما يجعل هذه التصريحات "تذكيرًا مأساويًا" بنكبة عام 1948.
تأتي تصريحات ترامب في سياق استمرار النقاشات حول الحلول الممكنة للأزمة في غزة، التي تعاني من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة الحرب التي شهدتها.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 28, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/O9FzFY0NwZ pic.twitter.com/Vkc0G8uU6Y
ولفتت "الغارديان" إلى أن ترامب لم يتوقف عند طرح هذه الفكرة فقط، بل أكد عليها وواصل الضغط للذهاب في اتجاهها، يوم الاثنين. وكانت تقارير أميركية سابقة تحدثت عن إمكانية نقل سكان غزة إلى إندونيسيا كبديل.
وصفت الصحيفة تصريحات ترامب بأنها ليست مجرد "أفكار عابرة"، بل تعكس توجهًا خطيرًا في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية
وصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها ليست مجرد "أفكار عابرة"، بل تعكس توجهًا خطيرًا في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. وأشارت إلى أن ترامب حاول التخفيف من وقع تصريحاته بالادعاء أن الفلسطينيين يمكنهم العيش في مكان "أكثر أمانًا وراحة"، لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الطرح تمامًا، معتبرين أن أي تهجير قسري هو جريمة حرب، حتى لو تم تقديمه في إطار "إنساني".
تشجيع اليمين الإسرائيلي المتطرف
وفقًا لـ"الغارديان"، فإن تصريحات ترامب تصب في مصلحة اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي لطالما دعا إلى التهجير القسري للفلسطينيين. وترى أن هذه التصريحات ربما تكون موجهة لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحفاظ على تحالفه اليميني المتشدد.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي بترامب قريبًا، رفض حتى الآن وضع خطة واضحة لـ"اليوم التالي" في غزة، ربما لأنه يحاول تأجيل هذه المرحلة قدر الإمكان.
🎥 #شاهد.. آلاف النازحين يعودون لشمال قطاع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم. pic.twitter.com/xgNMJ3IKMJ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 27, 2025
واعتبرت "الغارديان"، أن تنفيذ خطة التهجير الجماعي للفلسطينيين ستكون صعبة للغاية الآن، خاصة وأن مئات الآلاف قد عادوا إلى شمال غزة. علاوة على ذلك، فإن مصر والأردن ترفضان بشكل قاطع استقبال اللاجئين الفلسطينيين، لأسباب سياسية وأمنية واضحة. كما أن قوى إقليمية ودولية أخرى، بما في ذلك السعودية، أوضحت رفضها لمثل هذه المخططات، خاصة وأن الرياض تربط أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل بإحراز تقدم في مسار حل الدولتين.
تأثير تصريحات ترامب على مستقبل القضية الفلسطينية
تؤكد الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها أن تصريحات ترامب، حتى لو لم تكن قابلة للتنفيذ، تظل "مدمرة". فهي تمنح دعمًا معنويًا لليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي بات أكثر جرأة، خاصة بعد أن ألغت الولايات المتحدة العقوبات على المستوطنين المتهمين بتنفيذ أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. كما أن هذه التصريحات تكرس نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، حيث يبدو أن ترامب لا ينظر إليهم كشعب له حقوق، بل كعقبة أمام "صفقة القرن" التي يتحدث عنها منذ مدة طويلة.
ورأت "الغارديان" أن التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين لطالما بدا مجرد "التزام نظري"، لكنه لا يزال يشكل أهمية رمزية على الأقل. وخلصت إلى أنه رغم كل التحديات، لا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل واضح في دولة مستقلة خاصة بهم، وأن أي سياسات أو تصريحات تدفع باتجاه التهجير القسري ستجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة وستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.