المكتب الحكومي في غزة: موجات الصقيع تهدد حياة آلاف النازحين

حذر المكتب الحكومي في قطاع غزة من حدوث أزمة إنسانية تهدد حياة الآلاف من الفلسطينيين، الذين تسببت حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بنزوحهم لأكثر مرة، وذلك نتيجة قدوم فصل الشتاء، مما يعرض حياتهم للخطر جراء البرد القارس، بالإضافة إلى اهتراء خيامهم التي يتخذونها مأوى لهم.

وقال المكتب الحكومي في بيان نشر عبر قناته على تطبيق "تليغرام" إن جيش الاحتلال يتسبب من جديد "بأزمة إنسانية مأساوية جديدة تُهدد بموت آلاف النازحين، بعد اهتراء 81 بالمئة من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة"، لافتًا إلى أن النازحين يعيشون ظروفًا قاسية تسببت خلال الأيام الماضية بوفاة خمس حالات، بسبب شدة البرد ونتيجة تدمير الاحتلال للقطاع الإسكاني".

وأضاف بيان المكتب الحكومي أنه "يعيش مليونا نازح منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية"، مبيّنًا أن "110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81 بالمئة من الخيام قد تدهورت بشكل كامل".

يعيش مليونا نازح منذ أكثر من سنة كاملة في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية

وشدد البيان على أن "هذا الوضع الإنساني الكارثي هو نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل، مما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة"، وأدان بيان المكتب الحكومي "بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال الإسرائيلي المجرم".

وحمل المكتب الحكومي في بيانه الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأميركية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا"، مطالبًا الدول ذاتها بـ"وقف الإبادة الجماعية"، فضلًا عن مطالبته المجتمع الدول "بالتحرك الفوري وممارسة دوره الفعلي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف ممارساته العدوانية وضمان توفير الدعم اللازم لإغاثة المتضررين وفي مقدمة ذلك توفير مأوى لكل أسرة فلسطينية".

وأكد المكتب الحكومي في نهاية بيانه على أن "هذه المأساة تتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف في العالم لتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني"، مشددًا على أن "صمت العالم على هذه المعاناة يمثل تواطؤًا مع الظلم واستمرارًا لمأساة إنسانية لا يمكن قبولها".

وفقًا لموقع "الترا فلسطين"، أشعلت قوات الاحتلال النار في أقسام المستشفى بما في ذلك الجراحة والمختبرات.
اقرأ أكثر: https://t.co/q81TmEdfIe pic.twitter.com/kTIbhWhLjr

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 28, 2024

وفي السياق، يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الممنهجة التي يشنها في شمال غزة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ أصدر إنذارات إخلاء مجددًا لسكان شمال غزة، وتحديدًا بيت حانون، مطالبًا من السكان التوجه نحو طريق صلاح الدين جنوبًا على وجه التحديد، وذلك بعدما أقدم صباحًا على إحراق مستشفى "كمال عدوان"، اليوم الجمعة، فضلًا عن اعتقال جميع المتواجدين داخلها، بما في ذلك الطواقم الطبية والجرحى ومرافيقهم إلى جهة مجهولة.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد قال في منشور على منصة "إكس"، اليوم السبت، إنه: "رغم بذلنا قصارى جهدنا لتقديم المساعدات المنقذة للحياة بغزة، فمن المستحيل تلبية الاحتياجات في ظل السيناريو الحالي من الصراع وانعدام الأمن والقيود"، مشددً على أن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة تأخر كثيرًا، فيما توقفت الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى".

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 45.484 شهيدًا وشهيدة، فضلًا إصابة ما يزيد 108 ألف شخص آخرين، وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن هذه حصيلة أولية نظرًا لأنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيثُ لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.