اليوم الـ225 من العدوان.. قصف لا يتوقف ومأساة بدون حدود في قطاع غزة
18 مايو 2024
في اليوم الـ225 من العدوان، يتواصل العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، إذ يستمر القصف الإسرائيلي والتوغل البري في شمال القطاع وجنوبه، مما يسقط المزيد من الضحايا وحالات إضافية من النزوح.
وعلى صعيد القصف، أفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا وسط مدينة رفح ما أدى لاستشهاد فلسطينيين اثنين، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال شرق ووسط المدينة.
قال الهلال الأحمر في غزة للتلفزيون العربي إن "أكثر من 40% من شهداء القطاع سجلوا في مناطق يدعي الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة"
وأكدت مصادر محلية إصابة فلسطينيين على الأقل، عقب قصف من طائرات حربية إسرائيلية، بالقرب من المستشفى الإماراتي غرب مدينة رفح. كما قصفت طائرات حربية إسرائيلية منطقة "ميراج" شمال رفح.
كما أصيب العشرات بجروح، إثر إطلاق آليات جيش الاحتلال النيران بكثافة صوبهم، بالتزامن مع قصف مدفعي جنوب شرق رفح، نقلوا على إثرها الى مستشفى الكويت التخصصي غربًا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في شرق مدينة رفح، إذ ينفذ عدوانه في أطراف المدينة.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 640 ألف شخص نزحوا من المدينة، وتوجه الكثير منهم شمالًا إلى دير البلح، مشيرةً إلى أن الظروف كانت "قاسية".
وقال مستشفى الكويت التخصصي في رفح: "استقبلنا 6 شهداء و5 جرحى خلال 24 ساعة جراء استهدافات الاحتلال لمدينة رفح".
وسقط عدد من الجرحى بقصف منزل في منطقة معن جنوب شرق مدينة خانيونس، بالإضافة إلى غارات على منطقة الفراحين شرق بلدة عبسان الكبيرة في خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وأكدت مصادر محلية سقوط 3 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلًا شرقي خانيونس.
31 شهيدًا في 4 مجازر ارتكبها الاحتلال في #غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. pic.twitter.com/i6bV7p2oYo
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) May 17, 2024
وأكدت مصادر طبية، أن آليات جيش الاحتلال الاسرائيلي أطلقت نيران رشاشاتها، بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع استهدف شرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، فيما استهدف القصف الصاروخي منزل عائلة اصليح في منطقة معن بخانيونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لوقوع عدد من الإصابات نقلت على إثرها إلى مستشفى غزة الأوروبي في المدينة.
وقال مصادر محلية إن طائرات الاحتلال أطلقت النيران بكثافة في محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وأطلقت طائرات مروحية إسرائيلية نيرانها، تزامنًا مع قصف مدفعي على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أسفر عن وقوع إصابات، نقلت إلى مستشفى المعمداني. ووصل 13 إصابة إلى مستشفى العودة في تل الزعتر إثر استهداف فلسطينيين في مخيم جباليا.
وبينما انسحب جيش الاحتلال من حي الزيتون في مدينة غزة، فإن جيش الاحتلال يواصل عدوانه على مخيم جباليا شمال القطاع، ووصفت المعارك فيه بأنه صعبة وعنيفة.
وبحسب مصادر في جيش الاحتلال، فإن المعارك في قلب جباليا "ربما هي الأعنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر".
وفي سياق القصف أيضًا، نفذ جيش الاحتلال غارة على مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، الليلة الماضية، ما أدى إلى استشهاد المطارد والقيادي في كتيبة جنين إسلام خمايسي.
مأساة إنسانية
وقال الهلال الأحمر في غزة للتلفزيون العربي إن "أكثر من 40% من شهداء القطاع سجلوا في مناطق يدعي الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة"، مضيفًا: "الطواقم الطبية عاجزة عن تلبية احتياجات المتضررين جراء انهيار القطاع الصحي".
وأشار الهلال الأحمر للعربي، إلى أن "إدخال المساعدات عبر الرصيف المؤقت أو الإنزال الجوي لن يكونا بديلين عن المعابر البرية". موضحًا: "نرحب بأي جهود دولية لتخفيف معاناة الأهالي ونطالب بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر".
وفي سياق متصل، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه لم يبق شيء تقريبًا لتوزيعه في قطاع غزة.
وأضاف المكتب، عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسد احتياجاتهم".
وبحسب مصادر إعلامية، بدأت المساعدات الإنسانية في الوصول إلى غزة عبر رصيف أميركي الصنع، لكن مسؤول المساعدات الأميركي قال إن الممر البحري الجديد لا يمكن أن يكون بديلًا للمعابر البرية، وحذر من أن شحنات الغذاء والوقود التي تدخل غزة تباطأت إلى مستويات "منخفضة وخطيرة".
وأكد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، يوم الجمعة، أن شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، أرسلت على متن سفينة من قبرص، قد تم تفريغها على ساحل غزة وتسليمها إلى سيطرة الأمم المتحدة.
الاحتلال يواصل قصف مخيم جباليا لليوم السابع على التوالي وسط اشتباكات ضارية.. مزيد من التفاصيل مع مراسل العربي إسلام بدر@islambader1988 pic.twitter.com/4svVti18y3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 18, 2024
وقال كيربي للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "آمل أنه بحلول الوقت الذي ننتهي فيه هنا، ستكون بعض هذه الأشياء في أفواه بعض الجياع". لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول في الأمم المتحدة لم تذكر اسمه، قوله إن توزيع الشحنة لم يبدأ حتى بعد ظهر الجمعة.
وقالت بريطانيا إن المساعدات التي تم تفريغها يوم الجمعة تضمنت أيضًا 8400 مجموعة لتوفير مأوى مؤقت مصنوع من الأغطية البلاستيكية.
وقالت رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، إن الولايات المتحدة ستستخدم الطريق البحري لتوصيل "أطنان من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الأغذية الغنية بالمغذيات لدعم الآلاف من الأطفال والبالغين الأكثر ضعفًا في غزة؛ والإمدادات الحيوية مثل الأغطية البلاستيكية للمأوى، والأوعية لحفظ المياه النظيفة، ومستلزمات النظافة".
وأضافت: "إن الرصيف الذي تم افتتاحه لا يحل محل أو بديل عن المعابر البرية إلى غزة، التي يجب أن تعمل جميعها بأقصى قدر من الطاقة والكفاءة. وفي كل لحظة لا يكون فيها المعبر مفتوحًا، أو لا تتحرك الشاحنات، أو حيث لا يمكن توزيع المساعدات بأمان، تزيد من التكاليف البشرية الرهيبة لهذا الصراع".
وحذرت باور من أنه "في الأسبوعين الماضيين، تباطأت دخول المواد الغذائية والوقود إلى غزة إلى مستويات منخفضة بشكلٍ خطير، وبالكاد دخلت غزة 100 شاحنة من المساعدات يوميًا، أي أقل بكثير من الـ 600 المطلوبة يوميًا لمواجهة خطر المجاعة". موضحةً "يجب بذل المزيد من الجهود لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة المنتشرة على نطاق واسع".
وبعد إعلان افتتاح الرصيف البحري، أكدت حركة حماس وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية "على حق الشعب الفلسطيني في وصول كل المساعدات التي يحتاجها في ظل الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في عدوانه على غزة".
وكررت حماس رفضها أي تواجد عسكري لأي قوة كانت على الأرض الفلسطينية. مشيرةً إلى أن أي "طريق لإدخال المساعدات بما فيه الرصيف المائي، ليس بديلًا عن فتح المعابر البرية كافة وتحت إشراف فلسطيني".
إسرائيل أمام المحكمة
ومثلت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، يوم أمس، من أجل تقديم مزاعمها بعد مطالبة جنوب أفريقيا بإجراءات إضافية لوقف العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح.
وحاولت إسرائيل طوال جلسات المحكمة نفي تهمة الإبادة الجماعية. وركزت جلسات هذا الأسبوع فقط على إصدار إجراءات الطوارئ، ومن المتوقع أن يتم البت في الطلب الأسبوع المقبل.
توقفت جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية لفترة وجيزة، يوم الجمعة، من قبل متظاهر وصف الفريق الإسرائيلي بـ"الكاذبين" بينما كان مسؤول إسرائيلي يقدم مرافعاته.
The people of #Gaza continue to be forcibly displaced.
— UNRWA (@UNRWA) May 17, 2024
Since the military offensive on #Rafah started 6 May, over 630,000 people have been forced to flee the area.
Many have sought refuge in Deir al-Balah, which is now unbearably overcrowded with dire conditions. #CeasefireNow pic.twitter.com/Y0IJB5nTHb
مقاومة مستمرة
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم تخليص جثث ثلاثة أسرى من قطاع غزة، خلال يوم أمس. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل فورية عن مكان العثور على الجثث.
وفي صباح اليوم، قالت كتائب القسّام: "تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 15 جنديًا صهيونيًا بعد اقتحام مجموعة قسامية لمنزل تحصن فيه عدد كبير من الجنود واشتبكوا معهم من مسافة الصفر وبعدها فجر مجاهدونا عبوة مضادة للأفراد في منطقة حي التنور شرق مدينة رفح جنوب القطاع"، وأشارت إلى قصف قوات الجيش الإسرائيلي في معبر رفح بقذائف الهاون.
كما أكدت استهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في حي التنور شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفي يوم أمس، تكررت البلاغات عن استهداف جيش الاحتلال في معبر رفح جنوب القطاع ومحور نتساريم وسط القطاع.
وقالت في بلاغ آخر: "تمكن مجاهدو القسام من قطع خط إمداد العدو شرق معسكر جباليا شمال القطاع بعد أن استهدفوا فيه ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" وأمطروا مجموعة من جنود العدو بالرصاص برشاش من نوع "BKC" وأوقعوهم بين قتيل وجريح وأجبروا العدو على تغيير خط الإمداد لقواته المتوغلة عدة مرات". وأضافت: "تمكن مجاهدو القسام من التسلل خلف خطوط قوات العدو المتوغلة شرق مخيم جباليا واستهدفوا دبابة ميركافاه يعتليها أحد جنود العدو وناقلة جند صهيونية بقذائف "الياسين 105" كما فجر المجاهدون عين نفق بناقلة جند أخرى بعد وصولها إلى المكان".
وأشارت إلى استهداف قوة إسرائيلية تحصنت في أحد المباني بقذيفة "TBG" شرق مدينة جباليا شمال القطاع، بالإضافة إلى قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة جباليا. وقصف على مقر قيادة وسيطرة للجيش الإسرائيلي شرق مخيم جباليا.
بدوره، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، "إن متلازمة الفشل والتخبط بقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية تتطلب ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين، هي وصفه لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول".
وأضاف: "هذا التضامن والحراك العالمي غير المسبوق الذي يفضح الاحتلال ويكشف حقيقته البشعة ويعبر عما أحدثه طوفان الأقصى من زلزال على مستوى الوعي العالمي، وما حركه من ساحات وجبهات على مستويات كثيرة سيكون له الأثر الاستراتيجي الكبير".
وأعلن حزب الله اللبناني، عن تنفيذ 13 عملية قصف وإطلاق نار تجاه المواقع والمعسكرات الإسرائيلية.