اليوم الـ307 من العدوان.. دورة لا نهائية من الموت والنزوح
8 أغسطس 2024
لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية، لليوم الـ307 على التوالي، عن قصف قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العُزّل سواء في منازلهم أو في أماكن النزوح التي أصبحت هدفًا ثابتًا لغاراتها وقذائفها المدفعية، وفقد العشرات حياتهم داخلها خلال الأسابيع القليلة الأخيرة.
وبينما يستمر العدوان، تواصل قوات الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية والوقود إلى القطاع. وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريحات صحفية، إن الاحتلال لا يزال يمنع إدخال غاز الطهي منذ بداية الحرب، إضافةً إلى مواد النظافة الشخصية، والخضار والفواكه والمواد الأساسية لمحافظتي غزة والشمال منذ 91 يومًا.
وكثّف جيش الاحتلال ليل الأربعاء - الخميس من قصفه على قطاع غزة، حيث طال القصف مناطق متفرقة من القطاع وأدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بينهم 5 شهداء ارتقوا إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "شلدان" بشارع الصحابة وسط مدينة غزة.
حذر ضابط إسرائيلي من أن جيش الاحتلال غير قادر على الاستجابة لحرب إقليمية من دون دعم الولايات المتحدة
وقصفت قوات الاحتلال محيط المجمع الإسلامي ومحيط ديوان أبو شريعة، في حي الصبرة، جنوب مدينة غزة بالقذائف المدفعية. فيما شنت طائرات الاحتلال عدة غارات طالت وسط المدينة والمناطق الشرقية منها. كما ارتقى شهيدان في قصف طال محيط دوار الكويت في حي الزيتون جنوب المدينة.
وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، استهدفت برج جبريل في شارع البيئة بالمدينة. كما تعرضت مدينة الأسرى، شمال مخيم النصيرات، للقصف أيضًا.
وأُصيب عدة أشخاص جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "أبو حسنة" وسط بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وطال القصف الجوي أيضًا جنوب مدينة خانيونس، وشمال شرق مدينة رفح، وذلك تزامنًا مع إطلاق دبابات الاحتلال نيرانها تجاه بلدة القرارة شمال شرق خانيونس.
أما في شمال غزة، حيث أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة أمس الأربعاء، فقد قصفت المدفعية شرق مخيم جباليا، ودوار التعليم، ومدينتي بيت لاهيا وبيت حانون، إضافةً إلى استهداف منزل يعود لعائلة "ريان" شرق مخيم جباليا، ما أسفر عن ارتقاء شهيد وإصابة عدة أشخاص.
وقالت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة إن قوات الاحتلال تُنذر المواطنين بالإخلاء لكنها لا تعطيهم مهلة كافية لفعل ذلك، مشيرةً إلى أن النزوح الكبير يعيق تحرك هيئات الإغاثة، ومشددةً على أنه لا يوجد مكان آمن يمكن أن يلجأ إليه النازحون.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 39.677 شهيدًا و91.645 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
الدفاع المدني في #غزة للتلفزيون العربي: 27 شهيدا في الساعات الأخيرة بقطاع غزة منهم 18 في #خانيونس@RuEid pic.twitter.com/ZBGTPWTlIJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2024
وقالت إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، مجزرتين بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 24 شهيدًا و110 مصابين، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
دورة لا نهائية من النزوح
وفي سياق متصل، قال مكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أمس الأربعاء، إن الأعمال العدائية المستمرة في غزة، وأوامر الإخلاء المتكررة، تتسبب في: "دورة لا نهائية من النزوح"، وتجعل من الصعب على الناس الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح المكتب الأممي أن النزوح المتكرر يجعل من الصعب على العاملين في المجال الإنساني مراقبة ومتابعة تقديم الخدمات الضرورية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، كما يصعّب على الأسر النازحة حمل لوازم الوقاية من سوء التغذية وعلاجه. عدا عن أن النزوح المتكرر يعيق الكشف المبكر عن الأطفال والنساء الذين يحتاجون إلى خدمات التغذية، وفق المكتب.
وأشار إلى أن استمرار القصف وما أدى إليه من إصابات، خلال الأسابيع الأخيرة، أدى إلى إجهاد قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة لحالات إصابات الرضوح وحالات الطوارئ، لافتًا إلى أن سوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة والاكتظاظ يؤدي إلى تفشي الأمراض.
إسرائيل عاجزة دون الولايات المتحدة
إلى ذلك، لا تزال المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة قائمة في انتظار رد "إيران" و"حزب الله" على اغتيال دولة الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران؛ والقيادي في الحزب فؤاد شكر بضاحية بيروت الجنوبية.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إنه: "أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب وقلقون، وأطلب منكم شيئًا واحدًا: تحلّوا بالصبر والهدوء. نحن مستعدون دفاعيًا وهجوميًا".
وحذر عدد من القادة العسكريين الإسرائيليين من أن "إسرائيل" لا تمتلك القدرة على التعامل مع حرب إقليمية واسعة دون دعم الولايات المتحدة، حيث قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال، إسحق بريك، إنه: "ليس لدى الجيش الإسرائيلي قدرة على الاستجابة لحرب إقليمية، لا في الدفاع عن البنى التحتية الوطنية وغيرها، ولا في القدرة على هزيمة إيران وحزب الله ووكلائهما".
وأضاف: "بما أن اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة هو اعتماد مطلق، فإن صمود إسرائيل في حرب إقليمية يعتمد بشكل مطلق على الولايات المتحدة".
الإسرائيليون يستعدون للرد الإيراني واحتمالات توقف الطاقة والخدمات.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد جرادات@JaradatAhmad1 pic.twitter.com/kIwFxmJhEe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2024