اليوم الـ381 من العدوان.. الاحتلال يكثّف هيستيريا الإبادة العابرة للحدود
21 أكتوبر 2024
في اليوم الـ381 من العدوان على قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هيستيريا حرب الإبادة الجماعية التي يشنها في مختلف أنحاء القطاع، وسط تكثيف القصف الجوي والبري على شمال القطاع بهدف تهجير آلاف الفلسطينيين قسريًا نحو الجنوب. كما شهد لبنان ليلة طويلة من القصف العنيف الذي استهدف فروع جمعية "القرض الحسن" الخيرية التابعة لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية أن طيران الاحتلال استهدف منزلًا في منطقة مسجد التوبة بمخيم جباليا شمال القطاع، مما أدى إلى سقوط شهيدين وعدد من الإصابات.
وذكرت المصادر أنه استمر دوي الانفجارات التي هزت أنحاء مدينة غزة، حيث جاءت هذه الانفجارات نتيجة لغارات مكثفة شنتها طائرات الاحتلال الحربية. كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال عدة منازل في مخيم جباليا، مع أنباء عن إصابات إضافية بين المواطنين.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هيستيريا حرب الإبادة الجماعية التي يشنها في مختلف أنحاء القطاع، في الوقت الذي شهد لبنان ليلة طويلة من القصف العنيف الذي استهدف فروع "القرض الحسن"
وفي إطار التصعيد المستمر، قامت قوات الاحتلال بتجديد عمليات تدمير المنازل في المناطق الغربية لمخيم جباليا، وكذلك في منطقتي الصفطاوي والتوام شمال القطاع. وبحسب شهود عيان، نسفت قوات الاحتلال عدة بنايات سكنية في منطقة الصفطاوي، مما أدى إلى تشريد العديد من العائلات.
وفي تطور آخر، شنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مستهدفةً مناطق مأهولة بالسكان، بينما شهد مخيم النصيرات وسط القطاع قصفًا مدفعيًا عنيفًا، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين في هذه المناطق.
إلى ذلك، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت بقذائف الهاون الثقيل مقر قيادة وسيطرة تابع لجيش الاحتلال بمنطقة جحر الديك في قطاع غزة.
وأمس الأحد، أعلن جيش الاحتلال في بيان مقتصب "مقتل العقيد إحسان دقسة (41 عامًا)، خلال إحدى المعارك المندلعة في شمال قطاع غزة، وهو قائد لواء 401 في الجيش"، وهو الإعلان الأول من نوعه لضابط بهذه الرتبة، منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في الـ27 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب وكالة "الأناضول".
مشاهد خاصة للتلفزيون العربي من القصف المشترك لألوية الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى لمواقع قوات الاحتلال في جحر الديك pic.twitter.com/9yuxzkS8X5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 21, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,603 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 99,795 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
الاحتلال يرفض إجلاء العالقين تحت الأنقاض
إنسانيًا، قالت مسؤولة الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إيناس حمدان، إن إسرائيل رفضت طلبًا عاجلًا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض جراء الإبادة التي ترتكب شمال قطاع غزة.
وقالت المسؤولة الأممية: "على مدى الأسبوعين الماضيين، حذرنا مرارًا من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة الشمال بشكل عام يزيد الأوضاع كارثية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق".
وأضافت حمدان: "علاوة على ذلك، فإن الهجوم العسكري في شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم، بما في ذلك المياه"، محذّرةً من أن "مخيم جباليا مُحاصر منذ أكثر من أسبوعين، ونتلقى معلومات عن عائلات محاصرة في منازلها، والمياه والطعام على وشك النفاد، والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه".
وعلى صعيد المنظومة الطبية، قالت حمدان: "في 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تم استهداف اثنين من أصل ثلاث مستشفيات متبقية في محافظة شمال غزة بشكل مباشر (مستشفى العودة والإندونيسي)، وهذه الهجمات تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غزة بشكل مقلق للغاية".
قصف مدفعي عنيف يستهدف بيت لاهيا وجباليا شمالي قطاع #غزة.. المزيد مع مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/8mHbNQRIGj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 21, 2024
وأشارت حمدان إلى أنه "في المستشفى الإندونيسي، توفي مرضى بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الإمدادات، ومنذ أمس (الأحد)، لم يتم تنفيذ طلب عاجل من الأمم المتحدة للوصول إلى شمال غزة لإنقاذ المصابين العالقين تحت الأنقاض من قبل السلطات الإسرائيلية"، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بـ"السماح للفرق الإنسانية وفرق الإنقاذ بالوصول إلى المرضى والجرحى والمحاصرين دون تأخير، لأن كل دقيقة تأخير تفاقم الكارثة".
انتهاكات الاحتلال والمستوطنين تتواصل في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم، إن عشرات المستعمرين اقتحموا الموقع الأثري في بلدة سبسطية، وسط حماية مشددة من جيش الاحتلال، وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت الموقع الأثري والمحال التجارية أمام المواطنين ومنعت الدخول إليها، مشيرًا إلى أن المنطقة تتعرض بشكل ممنهج لاقتحام قوات الاحتلال والمستعمرين بهدف الاستيلاء على المنطقة.
من جانبه، أفاد مدير مجلس قروي حوسان، رامي حمامرة، لوكالة "وفا" بأن قوات الاحتلال أجبرت أصحاب المحلات التجارية الممتدة على طول الشارع الرئيسي من المدخل الغربي وحتى منطقة "الشرفا" على المدخل الشرقي في قرية حوسان غرب بيت لحم، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال صعدت في الفترة الأخيرة من اعتداءاتها المتكررة على أصحاب المحلات التجارية في منطقتي "المطينة" و"الشرفا"، إضافة إلى منع تنقلات المواطنين.
الأمم المتحدة تقيّم نحو 600 شجرة زيتون أحرقت أو خُرّبت أو سرقت على يد المستوطنين في #الضفة_الغربية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 19, 2024
اقرأ أكثر في التقرير: https://t.co/3akakWz8Xj pic.twitter.com/dwETz3L6DM
وقالت وكالة "وفا" إن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم الإثنين، 11 فلسطينيًا من قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة، بالتزامن مع اقتحام قرية دير أبو مشعل. كما ذكرت الوكالة الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين بينهم طفلان من بيت لحم.
غارات عنيفة تستهدف فروع "القرض الحسن"
وفي شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة صدرت تباعًا إنه قصف بصليات صاروخية مستعمرة كريات شمونة، بالإضافة إلى قاعدة بيت هلل، كما شمل القصف مناطق "خلة الورد، جبل كحيل في بلدة مارون الراس، بلدة مركبا"، ومواقع أخرى تقع في جنوب لبنان المحاذية للأراضي المحتلة.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد إطلاق 25 صاروخًا من لبنان، بعد دوي صفارات الإنذار في الجليل الأعلى والغربي والأوسط، مشيرًا إلى أنه تم اعتراض بعضها، دون تسجيل إصابات. كما أعلن حزب الله أن وحدات الدفاع الجوي أسقطوا، أمس الأحد، مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900".
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن العدو الإسرائيلي ارتكب، اليوم الإثنين، مجزرة بحق الأطفال والنساء في حي النبي إنعام في مدينة بعلبك، حيث استهدفت مسيّرة معادية منزلًا ضمن حي بيوته متقاربة ومأهولة بالسكان، مشيرةً إلى أن القصف أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار في البيوت المجاورة، واستشهاد ستة أطفال ونساء، فضلًا عن إصابة ثمانية مواطنين في الحي بجروح تراوحت ما بين حرجة ومتوسطة وطفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "طائرات سلاح الجو أغارت خلال ساعات الليلة الماضية (اليوم الإثنين) في بيروت وعمق لبنان وجنوبه، وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية، على عشرات المقرات والمواقع التي تم استعمالها لتخزين الأموال، والتي كانت تستخدمها الذراع العسكرية لحزب الله لأنشطة ضد دولة إسرائيل"، في إشارة إلى استهداف فروع جمعية "القرض الحسن" الخيرية.
حركة نزوح إثر سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مؤسسة "القرض الحسن" في ضاحية #بيروت الجنوبية و #البقاع و #الهرمل pic.twitter.com/YMJAytJvPO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 21, 2024
وبحسب وكالة "الأناضول"، نفذ جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية 11 غارة جوية استهدفت فروع جمعية "القرض الحسن" في ضاحية بيروت الجنوبية، إحداها قرب مطار "رفيق الحريري الدولي"، وذلك بعد وقت قصير من تهديد المتحدث باسم جيش الاحتلال بضربها.
وطالت غارات الاحتلال الإسرائيلي فروع "القرض الحسن" بالضاحية الجنوبية لبيروت مناطق "برج البراجنة، حارة حريك، الشياح، طريق المطار، حي السلم، العمروسية"، ومنطقة الشويفات قرب بيروت، بالإضافة إلى فروع الجمعية في بعلبك والهرمل وعلي النهري في محافظة بعلبك-الهرمل شرقي لبنان.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2464 شهيدًا وشهيدة، ونحو 11530 جريحًا، فيما سجل نزوح أكثر 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.