اليوم الـ389 من العدوان.. الاحتلال يفاوض بالقصف الوحشي
29 أكتوبر 2024
لليوم 389 من العدوان، يواصل جيش الاحتلال حصاره الخانق على شمال غزة، مانعًا دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المهددة بمجاعة تُصيب المدنيين الرافضين للتهجير القسري، في الوقت الذي شن فيه غارات عنيفة استهدفت بلدات شرق لبنان، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء.
وفي التفاصيل، أفادت وكالة "الأنباء والمعلومات الفلسطينية" نقلًا عن مصادر طبية باستشهاد أكثر من 77 فلسطينيًا، بالإضافة إلى عشرات المفقودين، جراء قصف لجيش الاحتلال استهدف عمارة سكنية تتكون من خمسة طوابق وتؤوي قرابة 150 نازحًا في بيت لاهيا.
وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن العشرات من المواطنين لا يزالون تحت الأنقاض، فيما تتواصل المناشدات للمساعدة في البحث عن ناجين أو انتشال جثامين الشهداء، في ظل عدم تمكن الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم.
واصل جيش الاحتلال حصاره الخانق على شمال غزة، مانعًا دخول المساعدات الإنسانية للمنطقة المهددة بمجاعة تصيب المدنيين الرافضين التهجير القسري
ويتعرض شمال قطاع غزة، وتحديدًا منطقتا جباليا وبيت لاهيا، لحرب إبادة وحصار ودمار وخطر المجاعة والنزوح القسري منذ 25 يومًا، مُنع خلالها إدخال الغذاء والمياه والوقود والدواء، ما أسفر عن استشهاد أكثر من ألف فلسطيني، وإصابة آلاف الجرحى، وعشرات المفقودين.
وقالت صحيفة "العربي الجديد" إن طائرات مسيّرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت النار تجاه الأهالي عند مدخل مخيم البريج مع النصيرات وفي منطقة الدعوة وسط قطاع غزة.
شهداء لا يزالون تحت الأنقاض، وجرحى لا يتلقون العلاج في مستشفيي كمال عدوان والعودة.. مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر يرصد المشهد pic.twitter.com/ocBmNKII6A
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 29, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,020 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 101,110 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
عشرات الشهداء شرقي لبنان
وفي لبنان، قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن الغارات المتتالية لجيش الاحتلال التي استهدفت اليوم الثلاثاء مدن وبلدات محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع شرقي لبنان، أسفرت عن سقوط 63 شهيدًا، بينما أُصيب 58 شخصًا آخرون بجروح، ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة في حصيلة غير نهائية.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني في بيان أنه "على إثر تعرض بلدة بيوت السياد في قضاء صور صباح اليوم (الثلاثاء) عند الساعة 7:20 للاستهداف، وبعد إجراء الاتصالات اللازمة مع اليونيفيل لتنسيق تأمين المسار الآمن، تحركت طواقم الصليب الأحمر اللبناني إلى المكان لإسعاف المصابين".
وأضاف الصليب الأحمر أنه "عند وصولهم إلى البلدة، سقط صاروخ على مقربة منهم، ما ألحق أضرارًا بسيارتي إسعاف، فعاد المسعفون إلى المركز ولم يُصب أحد منهم بأذى".
كما قصف جيش الاحتلال بلدات الخيام والسريرة وقليا وجباع في إقليم التفاح جنوب لبنان، وألقى قنابل ضوئية في أجواء تلة الحمامص جنوب بلدة الخيام.
إلى ذلك، قال حزب الله إنه هاجم بسرب من المسيّرات الانقضاضية تجمعًا لآليات العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة، مؤكدًا أن المسيّرات أصابت أهدافها بدقة، كما ذكر الحزب في بيان منفصل أنه هاجم بسرب من المسيّرات الانقضاضية تجمعًا لجنود الاحتلال في كسارة كفار جلعادي ومستعمرة زرعيت، مضيفًا أن الهجومين أصابا أهدافهما بدقة.
وأفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله بمحاولات إسرائيلية جديدة للتقدم بالدبابات باتجاه الحي الجنوبي الشرقي في مدينة الخيام من جهة الوطى، مشيرةً إلى سماع أصوات رشقات رشاشة غزيرة وانفجارات في المنطقة.
سلسلة غارات على جنوب #لبنان واستهداف القوات الإسرائيلية في المنارة وزرعيت وكفار جلعادي.. المزيد مع مراسل التلفزيون العربي@ahmedalhussien pic.twitter.com/28LbBs9Hdt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 29, 2024
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2,710 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 12,592 جريحًا وجريحة، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.
طرح اتفاقين لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان
دبلوماسيًا، قال موقع "أكسيوس" نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، طرح اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 28 يومًا، مقابل إطلاق سراح نحو ثمانية محتجزين لدى حركة حماس، بالإضافة إلى إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الموقع أن بيرنز ناقش الفكرة خلال اجتماع عقده أول أمس الأحد مع نظرائه القطريين والإسرائيليين، خلال الاجتماعات التي شهدتها الدوحة خلال اليومين الماضيين، والتي ضمت رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع وبيرنز.
وفي السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمهم إن المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين توصل إلى تفاهمات متقدمة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، ومن المتوقع أن يصل إلى إسرائيل قريبًا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وبحسب الصحيفة العبرية، يتضمّن الاتفاق المحتمل وفقًا لمصادر الصحيفة، إبعاد حزب الله جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب، على أن يبدأ الاتفاق بفترة أُطلق عليها "60 يومًا من التكيف"، يتوقف خلالها حزب الله وجيش الاحتلال عن إطلاق النار.