1. سياسة
  2. سياق متصل

انتهت مهلة 60 يومًا.. شهداء وجرحى في رحلة عودة اللبنانيين إلى قراهم الجنوبية

27 يناير 2025
لبنانيون يعودون إلى قراهم في جنوب لبنان / Globallookpress
حوراء دهينيحوراء دهيني

 

دفعت القرى الحدوديّة أو ما بات يسمّى اليوم "قرى الحافّة الأماميّة" الضريبة الأكبر من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، ومجدّدًا مع عمليّة "طوفان الأقصى"، وما تلاها من تطورات استدعت "فتح جبهة لبنان لدعم غزة"، كانت هذه القرى هي الأكثر تضرّرًا. فقد نزح أهلها عنها منذ الأيام الأولى التي تلت السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولم يعودوا بعد أن وقّع اتّفاق وقف إطلاق النار، وانتظروا مهلة الـ60 يومًا التي نصّ عليها الاتفاق لانسحاب الجيش الإسرائيلي منها.

نهار الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025 كان اليوم الأوّل لانتهاء المهلة، ترقّب اللبنانيّون جميعًا هذا اليوم بالكثير من التوجّس والقلق والفضول من الأحداث التي ستحدث بعده وانطلاقًا منه، وبالطبع كان أهل القرى الحدوديّة التي منع الجيش الإسرائيلي أهلها من العودة إليها أكثر الناس انتظارًا لهذا اليوم.

إسرائيل كانت تُشيع منذ أسابيع أنّها لن تنسحب من بعض النقاط العسكريّة بعد نهاية المدّة المتّفق عليها في قرار وقف إطلاق النار. وأشاعت التسريبات الإعلاميّة أيضًا أنّ الولايات المتّحدة تتوجّه إلى منح إسرائيل صلاحيّة البقاء، بينما كانت دول أخرى كفرنسا تضغط لتطبيق الاتفاق ولانسحاب إسرائيل ضمن المهلة المتفق عليها.

إسرائيل كانت تُشيع منذ أسابيع أنّها لن تنسحب من بعض النقاط العسكريّة بعد نهاية المدّة المتّفق عليها في قرار وقف إطلاق النار. وأشاعت التسريبات الإعلاميّة أيضًا أنّ الولايات المتّحدة تتوجّه إلى منح إسرائيل صلاحيّة البقاء

في ظلّ هذه المعطيات بقي التخبّط سيّد الموقف على السّاحة اللبنانيّة، بداية تمنّى الجيش اللبناني على الأهالي عدم الصعود إلى قراهم قبل أن يتمركز في نقاطه العسكريّة فيها، واعتبر الكثيرون أن حزب الله وحركة أمل وباعتبارهما الجهات الحزبيّة الفاعلة على الأرض، وأصحاب التمثيل الأكبر لدى عموم الجنوبيّين هم المسؤولون عن توجيه الأهالي إلى الخطوات المطلوب القيام بها وقت إطلاق النار ونهاية الـ60 يومًا، وأنّهم الجهة التي تتحمّل كلّ المسؤولية عن أي ضرر يصيب المواطنين، بينما اعتبر آخرون أنّ واجب الدولة توجيه مواطنيها للخطوة المراد القيام بها وحمايتهم.

 

هل ذهب الناس إلى قراهم عفويًّا أم استجابة لطلب أحزاب المنطقة؟

علي قبلان نجّار من بلدة ميس الجبل، قال يوم السبت إنّه ينتظر صبيحة نهار الأحد على أحرّ من الجمر، مؤكّدًا أنّ أهالي القرية اتفقّوا على التجمع قرب بركة شقرا والدخول معًا إلى القرية صباح الأحد، وأنّه رغم سكنه في بيروت بفعل الحرب التي بدأت منذ قرابة العام والنصف، صعد إلى منطقة صور مع نهاية الأسبوع واستقرّ في منزل أقربائه ليقصّر المسافة بينه وبين القرية، ويكون أوّل الواصلين مع ساعات الفجر إلى ميس الجبل.

وفي سؤاله عن دعم جهات حزبية لهم للعودة قال لـ"الترا صوت": "أنا لا تربطني انتماءات حزبيّة، بل على العكس استجبت لطلب بعض الإخوة في حركة أمل الذين تمنّوا علينا انتظار مهلة الـ60 يومًا قبل العودة إلى ميس الجبل، بعد أن كنّا مصمّمين على العودة قبل ذلك".

يشير علي إلى أنّه ولد في بيروت بعد أن تهجّر أهله بسبب الاحتلال. قبل العام 2000 كانوا يزورون الأقارب في القرية مثلهم مثل باقي الجنوبيين، وأنّه استقر نهائيًّا في البلدة في العام 2019، وقرّر منذ ذلك الحين عدم مغادرة ميس الجبل إلى أن جاءت الأيام المشؤومة التي أجبرته بالنزوح عن بلدته، وفق تعبيره.

يؤكّد علي أنّ ميس الجبل ليست مجرّد بلدة حدوديّة، فقد كانت حاضرة مزدهرة يقصدها الناس ليس من الجنوب فحسب بل من كلّ لبنان لما تشتهر به من تجارة المفروشات والسجاد والأدوات المنزلية، فيها مستشفى حكومي ومعهد فني وثانوية رسمية يقصدها الناس من بلدات الجوار، بالإضافة إلى "قلم نفوس"، وكان العمل جاريًا لتحويلها إلى مركز قضاء قبل وقوع كل هذه المآسي.

أمّا ذو الفقار حاريصي، وهو شاب من عيتا الشعب، فيضحك ويقول لـ"الترا صوت" إنّ حياته موسومة بالشقاء، وفقه، كفتى ولد في الجنوب عام 1996 في ظل الاحتلال وويلاته. يؤكّد ذو الفقار أنّ هذه الحرب هي المرّة الثانية التي يغادر فيها قريته بعد حرب تمّوز/يوليو 2006. وقد عانى أهله الأمرّين بسبب القوات الإسرائيلية والمضايقات التي تعرّضوا لها من العملاء، وأنّ أباه كان أسيرًا في معتقل الخيام لمدّة عام كامل، وأنّ أمّه أُسرت لشهور أيضًا قبل العام 2000.

انتظر ذو الفقار بشوق عميق انتهاء مدّة الـ60 يومًا، يخبرنا عن مغادرته القرية قبل سنتين من اندلاع "طوفان الأقصى" للعمل، وعن عودته في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى القرية، بعد استئجاره منزلًا فيها، لتأسيسه للاستقرار، وحظّه العاثر حيث نام ليلة واحدة في منزله قبل اضطراره للنزوح عن القرية بسبب الأحداث التي طاله تأثيرها من اللحظات الأولى. يقول ذو الفقار إن عيتا الشعب ليست قريتي فحسب، إنّها ملاذي الآمن، سقط بيتنا نعم في الحرب لكنني سأعود إلى القرية صباح الأحد لأفترش التراب وأشم نسيمها.

خلال نهار السبت نقل الكثير من المواطنين من سكّان الشريط تلقيّهم اتصالات مجهولة المصادر بلغة عربيّة ركيكة تطلب منهم عدم العودة إلى قراهم أو الاتجاه جنوبًا، ورغم ذلك عند المساء بدأت مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب تنقل أخبار اتخاذ الأهالي قرار التجمّع عند مداخل قراهم للدخول إليها صباح اليوم.

فجر الأحد عند الساعة الرابعة بدأت مدّة انتهاء الشهرين بالسريان، وانسحبت القوات الإسرائيليّة من العديد من المناطق، وظل الأهالي طوال ساعات الصباح الأولى يسمعون أصوات تحرك الآليات الاسرائيلية، واستمر الناطق باسم جيش الاحتلال بتحذير سكّان جنوب لبنان من الانتقال جنوبًا حتى إشعار آخر.

 

كيف كان المشهد صباحًا؟

تجمّع الناس عند مداخل قراهم، بينما انتشرت قوات الجيش اللبناني على الطريق، وعزّزت وجودها في كلّ الجنوب، حاول الجيش اللبناني في بعض النقاط منع الأهالي من الدخول إلى قراهم في أولى ساعات وقف إطلاق النار، وبعد مفاوضات بينهم وبين الجيش وإصرارهم على العبور فتح لهم الطريق وعبر الكثير منهم سيرًا على الأقدام إلى قراه.

في مارون الراس حاول الأهالي الدخول إلى البلدة بينما لم تزل الدبابات متمركزة في وسطها، وألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة بعض القنابل قرب تجمع الأهالي في ميس الجبل، ووضعت حاجزًا قرب مكان تجمع الناس في كفركلا.

مع تزايد عدد الأهالي القادمين إلى قراهم بدأ عدد الإصابات بين المدنيين بالارتفاع، ألقى الجيش الاسرائيلي القنابل الفسفوريّة وبدأ وقوع الإصابات بالرصاص الحي في كفركلا، قنابل دخانيّة ورصاص أطلق على المدنيين العزل، والدبابات الاسرائيليّة وجهت مدافعها نحو الناس، الذين قابلوها وجهًا لوجه، وسخر الكثير منهم من الجنود وتحدّوهم، ثمّ سقط أول شهيد مدني في حولا.

 

إسعاف مصاب

 

دخلت دوريات الجيش اللبناني بعد دخول المواطنين إلى بعض القرى، وانسحبت قوات الاحتلال من الكثير من القرى تزامنًا مع ذلك. عند الساعة العاشرة صدر عن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بيان يشارك فيه فرح أهل الجنوب بالعودة إلى قراهم وانتصار الحق، ويؤكّد أنّ سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، ويصرّ فيه متابعته لانسحاب الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى اتخاذه ما يلزم لتطبيق القرارات الدوليّة وحفظ حقوق المواطنين.

على امتداد ساعات النهار، بدأت أعداد الجنوبيين الوافدين إلى القرى الحدوديّة بالتزايد، وبدأت التصريحات السياسيّة التي تدعم قرار الجنوبيين بالعودة إلى قراهم بمؤازرة الجيش، كذلك ازدادت أعداد الضحايا والمصابين برصاص جيش الاحتلال. كان النهار حافلًا، قدم الناس من البقاع ومن مناطق مختلفة في لبنان، الكثيرون من أبناء القرى في عمق الجنوب وصلوا إلى الحدود وساندوا أهالي قرى الحافة الأمامية وشاركوهم لحظات العبور.

على امتداد ساعات نهار الأحد، بدأت أعداد الجنوبيين الوافدين إلى القرى الحدوديّة بالتزايد، وبدأت التصريحات السياسيّة التي تدعم قرار الجنوبيين بالعودة إلى قراهم بمؤازرة الجيش، كذلك ارتفع أعداد الضحايا والمصابين برصاص جيش الاحتلال

مع تقدّم الوقت ازداد تلقّف الجيش اللبناني لمشهد عودة الناس واحتواها، ولم يتجاوب مع القوات الدوليّة العاملة في جنوب لبنان والتي طلبت مساعدته في إبعاد المواطنين وإرجاعهم بعد ضغط إسرائيل لحصول ذلك.

شهد الجنوبيون عن قرب البارحة كيف تحوّلت قراهم إلى مناطق محروقة، لا يكاد بيت واحد يقف على أعمدته في قرى الشريط الحدودي، اختفت معالم القرى، حرقت إسرائيل شجر الزيتون الصغير، وأخذت إلى الأراضي المحتلّة الشجر المعمّر، قطعت الأشجار بين مداخل القرى، جرفت الإسفلت، البيوت التي لم تزل واقفة هي بيوت سكنتها قوّات الاحتلال وعاثت فيها فسادًا، شوهّوا حيطانها بالكتابات العبريّة، دمّرت المساجد وحرقت بعضها، فجّرت معالم تاريخيّة كالقلاع والمزارات.

لكنّهم رغم ذلك كانوا سلاطينًا ككلّ أصحاب الأرض البارحة، عادوا إلى قراهم الخالية من معالم الحياة، مشوا فوق طرقات باتت غير معبّدة، شمّوا هواء بلادهم ولمسوا ترابها، سبح بعضهم في بحر الناقورة المحاذية للحدود الإسرائيلية رغم برد كانون، جلسوا فوق ركام بيوتهم التي هدمها الاحتلال، انتشل الكثير منهم الشهداء من تحت ركام البيوت، دخّنوا النراجيل، ولوحّوا لناس لا يعرفون إلّا أنّهم مثلهم أصحاب الأرض.

عاد اللبنانيون إلى قراهم الخالية من معالم الحياة، مشوا فوق طرقات باتت غير معبّدة، شمّوا هواء بلادهم ولمسوا ترابها، سبح بعضهم في بحر الناقورة المحاذية للحدود الإسرائيلية رغم برد كانون، جلسوا فوق ركام بيوتهم التي هدمها الاحتلال، وانتشل الكثير منهم الشهداء من تحت الركام 

أعلنت وزارة الصحة العامّة ليل الأحد سقوط 22 شهيدًا، بينهم عسكري في الجيش اللبناني، بالإضافة إلى ست سيّدات، و124 جريحًا، بينهم تسعة أطفال ومسعف، وذلك في حصيلة أخيرة لاعتداءات الجيش الاسرائيلي على المواطنين العزّل.

 

كيف يسجّل نهار الأحد 26 كانون الثاني/يناير 2025 في السياسة؟

كعادتهم اختلف اللبنانيون في قراءتهم للمشهد الحاصل في الجنوب، فئة اعتبرت أنّ دخول المواطنين مع الجيش اللبناني إلى قراهم افتتاح لعهد "جيش وشعب ودولة"، وتطبيق للقرارات الدوليّة، وكذلك ضغط شعبي على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالقرارات الدوليّة.

وآخرون رؤوا أنّ حزب الله دفع الأهالي المدنيين العزّل لمواجهة مع قوات الاحتلال كدرع مدني له ولإعادة وجوده في قرى الشريط، ووضعهم في مشادة مع جيشهم الوطني لإعادة الإذعان لمعادلة "جيش وشعب ومقاومة" على اعتبار أن غيرها ساقط بفعل قوة الأمر الواقع.

آخرون رأوا أنّ دعم حزب الله للمواجهة الشعبيّة مع الاحتلال دلالة على أنّ الحزب لبس الثوب المدني للأبد، لكنّه يريد أن يؤكّد أنّ حاضنته الشعبيّة لم تتخلّ عنه، وأنّ قوّته يستمدّها من دعم هؤلاء الناس له ومن وجودهم وليس من الترسانة العسكريّة.

بالمحصّلة استطاع الأهالي دخول معظم القرى الحدوديّة التي تبلغ نحو 50 قرية بشكل كامل، باستثناء ثمانية بقي الدخول إليها صعبًا، ولم تزل القوات الإسرائيلية متمركزة في ما يقارب 10 نقاط عسكريّة

مساءً أصدر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهوريّة أنّ الرئيس لم يزل يتابع اتصالاته لانسحاب العدو من كافّة الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب القوات الإسرائيليّة التي لم تزل منتشرة في الجنوب لانتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي. لكنّ البيت الأبيض أعلن أنّ اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مستمرّ حتّى 18 شباط/فبراير المقبل. ثمّ أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بيانًا مدّد فيه العمل باتّفاق وقف إطلاق النار حتّى 18 شباط/فبراير المقبل، بعد تشاوره مع رئيس الجمهوريّة ورئيس مجلس النواب.

بالمحصّلة استطاع الأهالي دخول معظم القرى الحدوديّة التي تبلغ نحو 50 قرية بشكل كامل، باستثناء ثمانية بقي الدخول إليها صعبًا، ولم تزل القوات الاسرائيلية متمركزة في ما يقارب 10 نقاط عسكريّة، ولعلّ أبرز ما حصل نهار الأحد كان أنّ تطبيق خطّة انتشار الجيش اللبناني حصل في يوم واحد، رغم تأخر انتشار ذلك لشهرين، فبعد أن تدافع الأهالي إلى ما وراء حواجزه، تتبّعهم الجيش حتّى أعاد تمركزه في 18 قرية حدوديّة في القطاع الغربي والأوسط والشرقي.

ينتظر الجميع المستجدّات التي سيسفر عنها نهار الأحد، هل سيسجّل زحف الجنوبيين إلى قراهم كانتصار سياسي للثنائي الشيعي؟ هل سيخرج الجيش الإسرائيلي من النقاط التي لم يزل متمركزًا فيها أم سيبقى حتّى 18 شباط/فبراير؟ أم أنّ إسرائيل تخطط حقًّا لعدم الانسحاب ولإقامة المنطقة العازلة بينها وبين جنوب لبنان؟ وهل ستنجح المساعي لتأليف حكومة في أسرع وقت والضغط على إسرائيل عبر اللجنة الخماسيّة والقوات الدوليّة لتطبيق القرار 1701؟

كلّها أسئلة لم تزل الإجابات عنها ضبابيّة، لكنّ الأكيد لبنان يمرّ بمنعطف تاريخي، والأكيد أيضًا أنّه ليس هناك أصعب من جيرة الذئاب.

 

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة