بأغلبية نيابية.. تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية

أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، مساء اليوم الإثنين، تكليف رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد حصوله على 85 صوتًا من أصل 128 في الاستشارات النيابية، التي أجراها رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب حديثًا، جوزاف عون.

وبحسب سلسلة أخبار منفصلة للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، سُميَّ سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية من قبل كتلة التوافق الوطني، بالإضافة إلى الكتائب اللبنانية، اللقاء التشاوري المستقل، الاعتدال الوطني، اللقاء الديمقراطي، لبنان القوي، والجمهورية القوية. 

وكان النائب فؤاد مخزوني قد أعلن انسحابه من ترشيح اسمه لرئاسة مجلس الوزراء، قبل أن يعلن انسحابه من المنافسة على أحد أهم مناصب صنع القرار السياسي في لبنان، وبحسب ما أفادت أوساط لبنانية، فإن مخزوني سحب ترشيح اسمه، بعد تفاهمات مع حزب القوات اللبنانية، وقال مخزوني في تدوينة على منصة "إكس" إن القرار سيمنح "المجال للتوافق بين كل من يؤمن بضرورة التغيير حول اسم القاضي نواف سلام".

يحظى نواف سلام باحترام في لبنان، بالإضافة إلى أنه من الشخصيات التي يُنظر إليها على أنها من خارج الطبقة السياسية التقليدية، والتي يتهمها الشارع اللبناني بالفساد

ووفقًا لوكالة رويترز، فإن سلام يحظى باحترام في لبنان، بالإضافة إلى أنه من الشخصيات التي يُنظر إليها على أنها من خارج الطبقة السياسية التقليدية، والتي يتهمها الشارع اللبناني بالفساد وتغليب منطق المحاصصة على بناء الدولة. كما أنه من المتوقّع أن تحدث تسمية سلام تغييرًا في أداء المؤسسات الرسمية.

ونقلت رويترز عن الأستاذ الجامعي، علي مراد، وهو من الأسماء التي برزت في ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، قوله إن "الإيحاء بأن تسمية سلام هي بمثابة انقلاب في البلد وإطاحة بالتوازنات، (يعبّر) عن طريقة تفكير سادت في المرحلة السابق"، معتبرًا أن تسميته ستكون بمثابة "إعادة اعتبار لمنطق الاصلاح ومنطق السيادة ومنطق الجمع على مستوى البلد".

وكان اسم سلام قد عاد إلى الواجهة بقوة كمرشح بارز لرئاسة الحكومة اللبنانية بعد انتخاب قائد الجيش، جوزاف عون، رئيسًا للبلاد الخميس الماضي. وسلام يملك مسيرة مهنية وأكاديمية مرموقة، وكان قد ترعرع في كنف عائلة سياسية عريقة، إذ كان عمّه، صائب سلام، من أبرز الشخصيات السياسية اللبنانية، وشغل منصب رئيس الوزراء أربع مرات.

شق سلام طريقه نحو التميز العلمي بحصوله على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية من باريس، ودكتوراه في التاريخ من السوربون، إلى جانب ماجستير في القانون من جامعة هارفارد ودكتوراه أخرى في العلوم السياسية من باريس.

بدأ سلام حياته المهنية في القانون عام 1984 كمحامٍ بالاستئناف في بيروت، ثم توسّعت خبراته إلى مدينة بوسطن الأميركية، حيث قدّم خدماته القانونية لمؤسسات دولية بارزة. هذا المسار قاده إلى العمل الأكاديمي، فشغل منصب محاضر في كبرى الجامعات العالمية مثل السوربون وهارفارد وكولومبيا، إضافة إلى جامعات ييل وبوسطن وفرايبورغ.

في 2005، عيّنه مجلس الوزراء اللبناني عضوًا ومقررًا في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات، لتبدأ مسيرته في العمل الدبلوماسي عندما عُيّن سفيرًا وممثلًا للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، حيث مثّل بلاده أيضًا في مجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وفي نقطة مهمة على مستوى المسيرة المهنية، انتُخب سلام رئيسًا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي في شباط/فبراير 2024.