بدعم من إدارة ترامب.. جيش الاحتلال سيبقى لفترة طويلة في سوريا

أفادت تقارير إسرائيلية بأن حكومة الاحتلال حصلت على دعم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للبقاء في المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود مع هضبة الجولان المحتلة خلال السنوات المُقبلة، وذلك في الوقت الذي يواصل جيش الاحتلال توغله في محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، وسط حملات دهم ينفذها بشكل متكرر لمدن وبلدات المحافظة.

وكان جيش الاحتلال قد حذر للمرة الثانية، يوم الخميس الماضي، سكان جباثا الخشب في القنيطرة من الاقتراب من المنطقة المحمية الطبيعية المحاذية للشريط الحدودي للأراضي المحتلة، معتبرًا أنها أصبحت منطقة عسكرية مغلقة، حيث يعمل على إنشاء نقطة عسكرية جديدة هناك، مهددًا باستهداف أي شخص يقترب من هذه المنطقة.

إدارة ترامب "ثابتة" دعمها

تشير صحيفة "جيروزالم بوست" في تقرير لها إلى أن إدارة الرئيس ترامب لا تزال "ثابتة" على موقفها في دعم إنشاء جيش الاحتلال لمنطقة عازلة داخل الأراضي السورية، رغم الضغط الدولي الذي يطالب حكومة الاحتلال بالانسحاب من المنطقة. وأضافت أن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى وزير الأمن، يسرائيل كاتس، تؤكد أن جيش الاحتلال سيبقى داخل الأراضي السورية طوال عام 2025.

تشير التقارير إلى أن  أن إدارة الرئيس ترامب لا تزال "ثابتة" على موقفها في دعم إنشاء جيش الاحتلال منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، رغم الضغط الدولي الذي يطالب حكومة الاحتلال بالانسحاب من المنطقة

وبحسب الصحيفة العبرية، فإنه على الرغم من إحراز الرئيس السوري أحمد الشرع، تقدمًا في ملف تطبيع العلاقات مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، منها مؤتمر باريس الدولي لدعم سوريا، إلا أن حكومة الاحتلال لا تزال تنظر إلى النظام الجديد في سوريا بحذر شديد، مؤكدةً أنه حتى في حال مارس المجتمع الدولي ضغوطًا على حكومة الاحتلال للانسحاب من الأراضي السورية خلال الأشهر المقبلة، فإن جيش الاحتلال يخطط فعليًا للبقاء فترة طويلة في المنطقة.

وتستند الصحيفة في حديثها إلى أنه طالما أن انتخابات الرئاسة السورية ستكون بعد أربع سنوات، فإن إسرائيل تعتقد أنها ستكون قادرة على إقناع المجتمع الدولي بأن طبيعة النظام الجديد في سوريا "لن تكون واضحة حتى نهاية عام 2025"، لافتةً إلى إدراك حكومة الاحتلال أن ترامب لا يريد إهدار الوقت والطاقة الأميركية في سوريا، حيثُ يرغب في سحب القوات الأميركية المتبقية هناك، لكن هذا لن يؤثر على دعمه المستمر لمنطقة عازلة إسرائيلية هناك.

جيش الاحتلال يخطط للبقاء لفترة طويلة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير سابق أن جيش الاحتلال عمل على بناء موقعين جديدين داخل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام السابق. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقعين متشابهين "في البنية والأسلوب مع تلك الموجودة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان".

وبحسب محلل الصور الجوية ويليام جودهايند، فإن القاعدة الموجودة في جباثا الخشب متطورة بشكل أكبر، في حين يبدو أن القاعدة الواقعة إلى الجنوب قيد الإنشاء، موضحًا أن القاعدة الأولى "ستوفر رؤية أفضل للقوات، في حين تتمتع القاعدة الثانية بإمكانية وصول أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للقاعدة الثالثة إذا تم بناؤها على مساحة من الأراضي التي تم تطهيرها إلى الجنوب".

📌 مراسل "الترا صوت – سوريا" في القنيطرة: دخل رتل عسكري إسرائيلي مكون من أكثر من عشر سيارات محملة بالجنود إلى قرية صيدا الجولان في ريف القنيطرة الجنوبي عند الساعة التاسعة من صباح اليوم.

📌 انتشرت القوات الإسرائيلية في الحي الغربي من إسكان صيدا، فيما توجه قسم آخر نحو طريق… pic.twitter.com/foB8e1eMTk

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 12, 2025

وكان جيش الاحتلال قد بدأ التوغل داخل الأراضي السورية بعد ساعات من سقوط النظام السوري، وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى موسكو في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث تجاوز "خط ألفا" الذي يمثل حدود وقف إطلاق النار على مدى نصف القرن الماضي، وانتقل إلى منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية. وقالت "واشنطن بوست" إنه "في بعض الحالات ذهب أبعد من ذلك".

وفي تصريحات نقلها جيش الاحتلال عن وزير الأمن، أكد كاتس أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ ومنطقة الأمن (وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد) لفترة غير محددة من أجل ضمان أمن سكان الجولان (المحتل) والشمال وكافة سكان إسرائيل"، مضيفًا: "لن نسمح لقوات معادية بالتمركز في منطقة الأمن جنوب سوريا، من هنا وحتى محور السويداء - دمشق"، وفق تعبيره.

وكان جيش الاحتلال قد عمل قبل أيام على تجريف عدد كبير من الأشجار الحراجية والمعمرة في جباثا الخشب، في تصعيد جديد يطال البيئة والموارد الطبيعية للجولان. كما اعتقل جيش الاحتلال قبل أيام رعاة أغنام في منطقة الحانوت التابعة لقرية صيدا الجولان، حيث كبل أيديهم وجمعهم في مكان واحد، قبل أن يوجه إليهم تحذيرًا شديد اللهجة، مطالبًا إياهم بعدم الاقتراب من الشريط الحدودي لمسافة تقل عن كيلومتر واحد، مهددًا باستهداف أي راعٍ يقترب من المنطقة.