1. رياضة

برشلونة يتوهّج معه.. هكذا بنى هانزي فليك فريقًا يخشاه الجميع

27 يمشي 2025
هانزي فليك (إكس)
أحمد خواجةأحمد خواجة

بعد موسم مخيب لم يحقّق فيه أي بطولة، أعلن برشلونة في شهر أيار/مايو الماضي إقالة مدربه الإسباني تشافي هيرنانديز، وبعدها بأيام قليلة تمّ التعاقد مع الألماني هانزي فليك، لاستلام مهمة تدريب الفريق حتى صيف عام 2026.

وفي ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الفريق الكتالوني، ومشاكل تسجيل عقود اللاعبين الجدد والاضطرار إلى تخفيض سلم الرواتب والأجور أكثر من مرة، كان فليك بطل السداسية مع بايرن ميونيخ عام 2020 يعلم أنه أمام تحدٍّ غاية في الصعوبة.

ميركاتو ضعيف بسبب المشاكل المالية

اضطر الفريق قبل انطلاق الموسم للاستغناء عن بعض اللاعبين لتخفيض سلم الرواتب، مثل إلكاي غوندوغان وفيكتور روكي وماركوس ألونسو، كما أنه لم يفعّل بند شراء بعض اللاعبين المعارين مثل جواو كانسيلو وجواو فيليكس، واكتفى في المقابل بصفقة كبيرة واحدة فقط هي داني أولمو القادم من لايبزيغ الألماني مقابل 55 مليون يورو، وقد واجه الفريق المشاكل المادية لاحقًا قبل أن ينجح بتسجيله، فيما لم يسمح الوضع المالي للفريق بالمضي قدمًا في بعض الصفقات، رغم كثرة الحديث عنها، كما حصل مع نيكو ويليامز نجم أتلتيك بلباو ومنتخب اسبانيا.

 يحافظ فليك على تقاليد برشلونة عبر الاستحواذ واللعب التموضعي والتمريرات القصيرة، والاعتماد على شبان الأكاديمية. لكنه يضع أيضًا لمسته الخاصة

 تأزمت الأمور بداية الموسم مع موجة الإصابات التي حلّت بالفريق، وخاصةً الموهبة الشابة مارك بيرنال الذي تمّ تصعيده من الفريق الرديف بداية العام، وقدّم مباريات مميزة قبل أن يصاب بقطع بالرباط الصليبي أبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.

كان على هانزي فليك التعامل مع الزاد البشري القليل المتوفّر لديه، عمل بشكل أساسي على تطوير اللاعبين الموجودين، فقدّم معظم اللاعبون أفضل مستوياتهم مع فليك، ومن كان الجمهور يطالب برحيله في الموسم الماضي، أصبح ورقة مهمة جدًا سواء في التشكيلة الأساسية أو بحال احتاجه الفريق في الشوط الثاني.

يظهر اليوم في سباق الكرة الذهبية بشكل أساسي اسمان من برشلونة هما رافينيا ولامين يامال، الأول كان قريبًا من مغادرة الفريق العام الماضي، وكانت الإدارة تدرس بعض العروض المقدمة له لتحسين الوضع المالي، لكنه انفجر بشكل كبير مع فليك، حيث سجّل حتى الآن 13 هدفًا في الليغا وصنع 10، كما وصل إلى 16 مساهمة في دوري أبطال أوروبا، أكثر من أي لاعب آخر في المسابقة.

في المقابل فإن يامال الذي بدأ التألق تحت قيادة تشافي، تطوّر بشكل كبير هذا الموسم، وكانت له مساهمات في معظم مباريات الفريق الحاسمة، وأصبح قطعة أساسية دائمًا في مركز الجناح الأيسر، في وقت يتصدر ليفاندوفسكي صدارة هدافي الليغا، ويقدم بيدري أفضل مواسمه على الإطلاق.

دي يونغ يستعيد مستواه

خلق فليك منافسة في خط الوسط، وأشرك كاسادو أساسيًا في معظم مباريات الثلث الأول من الموسم، وكان يُدخل فرانكي دي يونج الذي كان يتعافى من إصابة طويلة كبديل في الشوط الثاني، وقد استعاد الفتى الهولندي مستواه القديم وبات يذكّر المتابعين بدي يونغ نسخة أياكس، وأصبح دوره محوريًا في بناء اللعب ومساعدة الدفاع، بعدما كانت الانتقادات تطاله في آخر موسمين.

وفي قلب الدفاع، كان واضحًا التطور الكبير في مستوى إينييغو مارتينيز، كما كانت له مساهمات بارزة هجوميًا، وقد نجح مع زميله الشاب كوبارسي في تطبيق خطة التسلل التي وضعها فليك. برشلونة هو أكثر فريق في الدوريات الكبرى يوقع خصومه في مصيدة التسلل.

كذلك كان التطور واضحًا في مستوى فيران توريس، اللاعب الذي كان مادة للسخرية في الأعوام السابقة، سجّل هذا العام سبعة أهداف في الدوري وصنع اثنين، وسجل هدفين في دوري الأبطال وصنع آخرًا، رغم أنه بدأ معظم المباريات على مقاعد البدلاء، الأمر نفسه ينطبق على إيريك غارسيا الذي تطوّر بشكل ملحوظ مع فليك.

متواجد في جميع المسابقات

حقق فليك أول ألقابه الرسمية مع برشلونة عندما توّج بكأس السوبر الإسبانية، بعدما اكتسح غريمه ريال مدريد في النهائي الذي أقيم في السعودية بخمسة أهداف مقابل هدفين، وينافس الفريق اليوم على ثلاث جبهات، هي الدوري الإسباني الذي يتصدره، وكأس الملك حيث تنتظره مباراة إياب نصف النهائي ضد أتلتيكو مدريد، كذلك وصل الفريق إلى ربع نهائي دوري الأبطال.

يُحسب لفليك التحضير الذهني الجيد للاعبين، فلم يعد الفريق ينهار بعد تلقي الهدف الأول

بالإضافة إلى الفوز الكاسح في السوبر، هيمن برشلونة على كلاسيكو الذهاب في الدوري، وهزم ريال مدريد في قلب البرنابيو برباعية نظيفة، وفي دوري الأبطال حلّ برشلونة ثانيًا في دور المجموعات بعدما جمع 21 نقطة من أصل 24 ممكنة، وقد نجح الفريق أخيرًا في حل عقدة بايرن ميونيخ، واكتسحه بنتيجة 4-1، في مباراة تألق فيها رافينيا وسجّل هاتريك.

يُحسب لفليك التحضير الذهني الجيد للاعبين، فلم يعد الفريق ينهار بعد تلقي هدف، كما كان يحصل في الأعوام الأخير، في كلاسيكو السوبر عاد الفريق من تأخر وسجّل خمسة أهداف، كذلك قلب الطاولة على أتلتيكو مدريد في الدوري، وعاد من تخلّف بهدفين إلى فوز هيتشكوكي برباعية في الدقائق الأخيرة، وذلك بالإضافة إلى مباريات مهمة أخرى قلب فيها الفريق النتيجة أبرزها الريمونتادا الملحمية ضد بنفيكا في دور المجموعات لدوري الأبطال، حيث فاز الفريق 5-4 بعدما كان متأخرًا بأربعة أهداف لهدفين.

أكثر ما يميّز برشلونة-فليك هو القوة الهجومية الضاربة، فهو يسجل بالمجمل بمعدل أكثر من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة بجميع المسابقات، في الدوري وصل الفريق إلى 75 هدفًا في 27 مباراة، وهو مرشح للوصول إلى مئة هدف في الليغا بحال استمر بالتسجيل بنفس الغزارة، أما في دوري الأبطال فقد سجل الفريق 32 هدفًا في 10 مباريات، بفارق أربعة أهداف عن أقرب منافسيه ريال مدريد، مع العلم أنه لعب مباراتين أقل منه بسبب تأهله المباشر إلى دور الـ16.

نجح هانزي فليك بخلق بيئة سليمة ومنضبطة داخل أسوار الفريق، فبالكاد نسمع عن خلافات بين اللاعبين واعتراضات على دقائق اللعب وما إلى ذلك، يطلب الألماني من لاعبيه أقصى درجات الالتزام، عندما تأخر الفرنسي جول كوندي بضعة دقائق عن إحدى الحصص التدريبية، عاقبه فليك بإبقائه على مقاعد البدلاء في المباراة التالية، لا مجال للتهاون في هذه الأمور بالنسبة للمساعد السابق لمدرب منتخب ألمانيا الفائز بمونديال 2014 في البرازيل.

ثبات انفعالي في المؤتمرات

في المؤتمرات الصحفية، يختار فليك كلماته بعناية، ينجح بإبعاد الضغوط عن لاعبيه، لكنه يظهر روحًا انتصارية دائمًا ويؤكد على تعطّش الفريق للفوز بجميع المباريات، لا يتكلم عن الحالات التحكيمية إلا نادرًا، ولا يحب إيجاد مبررّات للتعثرات كما كان يفعل سلفه تشافي، حصل على بطاقة صفراء واحدة وطُرد مرة واحدة فقط كانت ضد ريال بيتيس، يجيد التدوير بين اللاعبين، فيشعر كل لاعب بأهميته حتى وإن لم يلعب دقائق كثيرة.

أكثر ما يميّز برشلونة-فليك هو القوة الهجومية الضاربة، فهو يسجل بالمجمل بمعدل أكثر من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة

بعد البداية القوية ظنّ الكثيرون أن برشلونة سينهار مع الوقت، خاصةً في ظل نقص العمق في التشكيلة، وعندما تراجعت النتائج في بعض الفترات، اعتقد البعض أن الانطلاقة القوية لم تكن سوى ردة فعل من اللاعبين بعد تغيير المدرب، لكننا اليوم، نحن في الثلث الأخير من الموسم، أي فترة الحصاد، نجد برشلونة يقاتل على جميع الجبهات، ويفرض أسلوب لعبه على جميع منافسيه.

 يحافظ فليك على تقاليد برشلونة عبر الاستحواذ واللعب التموضعي والتمريرات القصيرة، والاعتماد على شبان الأكاديمية. لكنه يضع أيضًا لمسته الخاصة، فيعرف كيف يحفّز لاعبيه ليخرجوا أفضل ما عندهم، ويعرف الفريق معه متى يسرّع النسق ويضرب خصومه بلا رحمة. التعاقد مع هانزي فليك ربما هو أفضل قرار اتخذته إدارات برشلونة المتعاقبة والمتخبطة في السنوات العشر الأخيرة. 

كلمات مفتاحية
image

ذئاب روما تفترس الإنتر ونابولي ينقض على صدارة الكالتشيو

خسر إنتر ميلان آخر 3 مباريات له في مختلف المسابقات، وودع كأس إيطاليا، وأزاحه نابولي من صدارة الكالتشيو

محمد صلاح يقود فريقه لتحقيق الحلم.. ليفربول بطلًا للبريميرليغ

دخل محمد صلاح تاريخ البريميرليغ، وعادل ليفربول الرقم القياسي الذي احتكره مانشستر يونايتد لسنوات، كما كسر هينة مانشستر سيتي على المسابقة في الأعوام الأربعة السابقة

روديغير يعتذر بعد تصرفه العدواني تجاه حكم الكلاسيكو والريال يترقب عقوبة نجومه

اعتذر روديغير عن سلوكه أمام حكم مواجهة الكلاسيكو، فيما ينتظر ريال مدريد عقوبة ثلاثة من نجومه البارزين

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة