بسبب موقفها الضعيف.. إدارة بايدن لا تستبعد سعي إيران لامتلاك سلاح نووي
24 ديسمبر 2024
كلّما ازداد الخناق على إيران تزايد القلق من برنامجها النووي، على اعتبار أنّ "القنبلة النووية" قد تكون الورقة الوحيدة القادرة على إخراج إيران من عنق الزجاجة وتجنب سيناريو توجيه ضربة عسكرية قوية ضدّ منشآتها النووية.
وفي هذا الصدد كان لافتًا للانتباه ما قاله مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من أنّ الإدارة الأميركية "تشعر بالقلق من سعي إيران التي اعتراها الضعف إلى امتلاك سلاح نووي"، مضيفًا أنه بهذا التصريح "يُطلع الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريقه الرئاسي على هذا الخطر". ومن المعلوم أنّ ترامب يحتفظ بمواقف صارمة من برنامج إيران النووي، حيث اتخذ بشكل أحادي قرار الخروج من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة باراك أوباما مع إيران، والذي بموجبه تحدّ إيران من طموحاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الغربية المفروضة عليها، ويتوعّد ترامب إيران بخطوات قوية بمجرد دخوله البيت الأبيض، معبّرًا عن رفضه القاطع لوجود أي برنامج نووي إيراني بغض النظر عن كونه سلميًا أم غير سلمي.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استغلال هذا الموقف الترامبي لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ومشروعها النووي، ليحرم بذلك إيران من آخر أوراق قوتها، بعد الانتكاسة التي تعرض لها مشروعها في سوريا والهجمات التي أضرّت بحزب الله في لبنان.
إيران في موقف ضعيف يدفعها إما نحو تقديم تنازلات أو السعي للحصول على سلاح نووي
يشار في هذا الصدد إلى ما قاله جيك سوليفان في مقابلة مع قناة "سي إن إن" من أنّ "الضربات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية، قللت من القدرات العسكرية التقليدية لإيران".
وانطلاقًا من هذا يرى سوليفان أنه "ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات في إيران تقول: ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي، ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية".
يشار إلى أن إيران أعلنت مؤخرًا رفع مستوى التخصيب وإدخال أجهزة طرد مركزي متطورة في العمل داخل منشآتها النووية، الأمر الذي علق عليه سوليفان بالقول إنّ ثمة خطرًا حقيقيًا من تخلي طهران
"عن تعهدها بعدم امتلاك أسلحة نووية"، مضيفًا القول: "هذا خطر نسعى لأن نكون يقظين بشأنه الآن. أعمل حاليًا بشكل شخصي على إطلاع فريق الرئيس الجديد على هذا الخطر"، لافتًا في ذات السياق إلى "تشاوره مع إسرائيل حول هذه المسألة".
وفي محاولة للتأثير على توجهات الإدارة القادمة قال سوليفان إنّ "ترامب ستتاح له الفرصة لمواصلة الجهود الدبلوماسية مع طهران، بالنظر إلى الحالة الضعيفة لإيران"، مضيفًا أنه "ربما يغير موقفه هذه المرة، في ظل الوضع الذي تجد إيران نفسها فيه، ويتوصل فعليا إلى اتفاق نووي يحد من طموحات إيران النووية على الأمد البعيد".
من الواضح أنّ إدارة بايدن ـ من خلال تصريحات سوليفان ـ لا تزال متمسكةً بالحل الديبلوماسي، وتحث ترامب على عدم الإقدام على الخيار العسكري في التعامل مع إيران، فالضغوط الديبلوماسية كفيلة بتحقيق هدف "الحد من طموحات إيران النووية".
في المقابل أوصى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" المستوى السياسي في إسرائيل، حسب القناة الـ13 ـ بشن هجوم مباشر على إيران، بدلًا من التركيز على الحوثيين، حيث قال رئيس الموساد ديفيد برنيع خلال مناقشات أمنية إن على إسرائيل أن "تضرب الرأس، أي إيران. إذا ضربنا الحوثيين فقط، ليس من المؤكد أننا سنتمكن من إيقافهم" وفق تعبيره.
هذا وتشير تقديرات الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والأميركية إلى أنّ أمام إيران ما بين "10 أشهر إلى عام ونصف العام حتى يتسنى لها إنتاج قنبلة نووية".
وانطلاقًا من ذلك يرى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرنوت رون بن يشاي أن هذا الوضع "سيجعل استهداف إسرائيل والولايات المتحدة للمنشآت النووية الموجودة عميقا في باطن الأرض غير مفيد" وفق تصوّره.
مستنتجًا من ذلك أنّ التهديدات والنقاشات حول "ضرب المنشآت النووية في إيران، تندرج أكثر في إطار الحرب على الوعي أكثر من كونها تعبيرًا عن نيات وتخطيطات عملياتية كبيرة"، الهدف منها حسب بن يشاي هو "مساعدة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في التوصّل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران يتناسب مع طموحه".