بعد الجدل حول ركلة جوليان ألفاريز… قوانين قد لا تعرفها في لعبة كرة القدم
15 يمشي 2025
بعد انتهاء المباراة بين ريال مدريد وجاره اللدود أتلتيكو مدريد في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وتأهّلِ الأول عقب التفوق بالركلات الترجيحية، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الحادثة النادرة التي شهدتها المباراة، حيث ألغى الحكم البولندي سيمون مارشينياك الركلة التي سجّلها جوليان ألفاريز لصالح أتلتيكو مدريد بعد مراجعة الفار، لأن الأرجنتيني لمس الكرة بقدمه اليسرى بشكل طفيف قبل أن يسدّدها باليمنى داخل المرمى.
قوانين كرة القدم واضحة في هذا المجال، حتى إن كان اللمس غير متعمد ولم يؤدِّ حتى إلى تحريك الكرة، كما أن الكرة المستخدمة في المسابقة تحتوي على أجهزة استشعار قادرة على التقاط لمس الكرة مهما كان بسيطًا أو غير مرئي بالعين المجرّدة، وبالتالي فإن القرار كان سليمًا من الناحية القانونية بنسبة 100%، وإن اعتبره البعض مجحفًا طالما أن اللمس لم يؤثر على التسديدة أو يخدع حارس المرمى، وقد وردت معلومات حول نية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إعادة النظر بهذا القانون، في حال كان اللمس غير متعمّد وغير مؤثّر، ومن المحتمل أن يعدّل القانون بحيث يعيد اللاعب تنفيذ الكرة بهذه الحالة في حال دخلت المرمى.
ورغم التأكد من صوابية القرار، إلا أن الجدل لم يتوقف بين المستخدمين عبر منصّات التواصل، وقد اعترض مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني بشدة على القرار في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة، وسأل الصحفيين إن كانوا قد شاهدوا مواطنه ألفاريز يلمس الكرة مرتين.
الحالة الملتبسة هذه هي واحدة من حالات عديدة لا يتفطّن إليها كثير من متابعي كرة القدم، لأنها لا تتكرّر كثيرًا، نستعرض فيما يلي معلومات وقوانين في الكرة ربما لم يسمع ببعضها أو بمعظمها بعض القراء. سنقدم هذه المعلومات على شكل أسئلة ثم نجيب عليها، لمنح القارئ فكرة اختبار معلوماته قبل قراءة الإجابة.
هل يمكن تسجيل هدف من رمية تماس مباشرة؟
في كرة القدم لا يمكن تسجيل هدف باليد بأية طريقة، وفي حال حصل فريق ما على رمية تماس، ولُعبت باتجاه المرمى فدخلت مباشرة دون أن تلمس أي لاعب من الفريقين، فعندها لا يحتسب الهدف ويحصل الفريق الخصم على ركلة المرمى.
ثمة العديد من القوانين التي لا يعرفها أكثر متابعي كرة القدم، نستعرض لكم أبرزها
كما أن الحارس لا يمكنه أن يسجّل هدفًا بيده، ففي حال رمى الكرة بيده من المرمى إلى المرمى الآخر (الأمر صعب من الناحية النظرية) ودخلت دون أن تلمس أي لاعب فالهدف يلغى، مع العلم أن الحارس يحق له تسجيل الأهداف من أي مكان من الملعب، ويمكنه أيضًا التسجيل من خلال لعب ركلة المرمى مباشرة باتجاه مرمى الخصم حتى وإن لم تلمس أي لاعب آخر.
هل يمكن تسجيل هدف مباشرةً من ركلة البداية؟
تُلعب الكرة من دائرة المنتصف مع بداية شوطي المباراة، وبداية الشوطين الإضافيين، كذلك عند دخول هدف في أحد المرميين، حتى عام 1997 لم يكن مسموحًا للّاعبين تسجيل هدف مباشر من ركلة البداية، وفي حال سدد اللاعب الكرة باتجاه مرمى فريقه ودخلت لم يكن الهدف يُحتسب أيضًا، في ذلك العام أصبح يمكن للاعب التسجيل مباشرة من ركلة البداية، وإذا أعاد الكرة إلى حارس فريقه ودخلت دون أن تلمس أي لاعب فإن الهدف (العكسي) يُحتسب.
إمكانية تسجيل هدف مباشر من ركلة البداية لا تزال متاحة حتى هذه اللحظة، لكن في العام 2016 لم يعد يُحتسب الهدف العكسي الذي يسجل مباشرة من ركلة البداية، وبهذه الحالة يحصل الفريق الخصم على ركلة ركنية.
ما فائدة القوس المرسوم بمحاذاة منطقة الجزاء؟
لا يمكننا تخيّل ملعب كرة قدم بدون القوسين عند حافة منطقتي الجزاء، ومع ذلك لا يعرف الكثيرون السبب وراء وجودهما، خاصة وأن نصف الدائرة المرسوم لا يعدّ جزءًا من منطقة الجزاء.
في الحقيقة، ينص القانون أن يبتعد لاعبو الفريقين عن اللاعب الذي يسدّد ركلة الجزاء لمسافة 10 ياردات على الأقل (تسعة أمتار تقريبًا)، وقوس منطقة الجزاء هو جزء من دائرة وهمية (بنفس مساحة دائرة المنتصف) مركزها نقطة الجزاء وشعاعها 10 ياردات، وبالتالي لا يُسمح للّاعبين الوقوف داخل القوس أثناء تنفيذ ركلة الجزاء، ما يؤمّن ابتعادهم عن نقطة الجزاء لمسافة 10 ياردات على الأقل.
هل يحق للاعب متابعة ركلة الجزاء بحال اصطدمت بإحدى الخشبات الثلاث؟
من المعروف أنه يحق للفريق الذي يحصل على ركلة جزاء، أن يتابع الكرة بحال تصدّى لها الحارس أو ارتدت من أحد القائمين أو العارضة، طالما أنهم لم يخالفوا القوانين مثل الدخول إلى المنطقة أو قوس الجزاء قبل تسديد الكرة، باستثناء حالة واحدة فقط، هي عندما تصطدم الكرة بإحدى الخشبات دون أن تلمس الحارس، وتعود للاعب المسدّد، الأمر نفسه ينطبق على الركلات الحرة والركلات الركنية، لأنه في هذه الحالة يكون اللاعب قد لمس الكرة مرتين قبل أن يلمسها أي لاعب آخر من الفريقين، وهذا يتناقض مع آلية تنفيذ الركلات الثابتة.
ما هي الحالة التي لا يحق للحكم فيها إنهاء المباراة؟
الحكم الرئيسي هو قاضي المباراة، ويحقّ له إنهاؤها دون أن يحتسب وقتًا بدلًا عن ضائع، أو إطلاق صافرته قبل تنفيذ ركلة ركنية أو ركلة حرة خطيرة، يمكنه أيضًًا إنهاء المباراة حتى وإن كانت تسديدة ما متجهة نحو المرمى، أما الحالة الوحيدة التي لا يحقّ له القيام بالأمر، هي لدى حصول أحد الفريقين على ركلة جزاء، وعليه انتظار تسديد الكرة مهما كان الظرف.
هل يحق للحكم العودة مرة أخرى للـ "var" بعد انتهاء المراجعة؟
لنفترض أن أحد الفريقين طالب بركلة الجزاء، فشاهد حكّام الفار الإعادة وقرروا أن الحالة سليمة، وأمر الحكم باستئناف اللعب، في هذه الحالة تظهر على الشاشة عبارة check over أي انتهاء فحص الحالة، بعد ذلك، لا يمكن العودة أبدًا إلى الحالة حتى لو أظهرت إعادة من زاوية أخرى أن القرار لم يكن صحيحًا. ينطبق هذا الأمر على كل الحالات الأخرى التي يقررها الفار، لا يمكن العودة في القرار بعد استئناف اللعب.
ما حكم إعادة الكرة للحارس بالركبة؟
بهدف منح اللعبة المزيد من الإثارة وتجنب إضاعة الوقت، لا تسمح القوانين لحارس المرمى مسك الكرة بحال مررها له زميله بالقدم، كما أنه لا يحق التقاط الكرة في حال وصلته من ركلة تماس مباشرة من أحد رفاقه، في هذه الحالة يحصل الفريق الخصم على ركلة غير مباشرة من المكان الذي التقط فيه الكرة، أما إذا أمسك الحارس الكرة داخل المربع الصغير، فتُلعب الركلة الحرة غير المباشرة عن خط المنطقة الصغيرة، بمواجهة النقطة التي أمسك فيها الحارس الكرة.
في المقابل يحقّ للحارس التقاط الكرة إذا أتت من قدم زميله، بشرط أن الأخير لم يكن يتعمّد تمرير الكرة له ( تشتيت كرة أو ارتداد غير مقصود)، التمرير بالقدم لا يشمل إلا القسم الأسفل من الساق، في حال مرّر اللاعب الكرة للحارس بركبته فيحق للحارس التقاطها.
أبرز مثال على هذه الحال هو تمرير الأرجنتيني روميرو الكرة بركبته لحارسه مارتينز في نهائي مونديال 2022، ظنّ البعض أن فرنسا تستحق ركلة حرة غير مباشرة، لكن المدافع والحارس يعرفان القانون جيدًا. يومها كان الحكم هو الرجل نفسه الذي ألغى الركلة الترجيحية لجوليان ألفاريز ضد ريال مدريد.