بعد رفض إيران للتفاوض.. واشنطن تشدد سياسة الضغوط القصوى وتلوح بالعمل العسكري
9 يمشي 2025
رفضت إيران على لسان مرشدها الأعلى علي خامنئي، ورئيس برلمانها محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، مقترح التفاوض الأميركي الذي قدّمه الرئيس دونالد ترامب شخصيًا. وادّعت طهران أن الهدف من التفاوض الذي تقترحه الإدارة الأميركية ليس معالجة القضايا محل الخلاف، وإنما السيطرة وفرض ما تريده الولايات المتحدة الأميركية، ويشمل ذلك حسب مرشد إيران "مطالب جديدة تتعلق بالقدرات الدفاعية للبلاد وقدراتها الدولية" وفق تعبيره.
وفي أول ردّ فعلٍ أميركي على قرار إيران برفض التفاوض تحت سياسة الضغوط القصوى والعقوبات، قال البيت الأبيض في تصريح اليوم الأحد: "نأمل أن تضع ايران مصالح شعبها فوق الإرهاب، ونذكّر طهران بما قاله الرئيس ترامب: إنّ أمام إيران طريقين إمّا الخيار العسكري أو التوصل إلى صفقة"، وكإجراء عقابي على رفض التفاوض، قررت إدارة ترامب اليوم الأحد، "عدم تجديد الإعفاء الذي يسمح للعراق باستيراد الطاقة من إيران".
لا تفاوض تحت الضغط:
ألقى محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، كلمة أمام البرلمان الإيراني، ركّز فيها على العرض الأميركي بالتفاوض حول صفقة بشأن برنامج إيران النووي، وكّرر قاليباق الموقف الإيراني في هذا الصدد القائل إنّ إيران لن "تفاوض تحت الضغط والتهديدات"، وأنّ "رفع العقوبات شرط تتمسك به إيران قبل أي تفاوض" مع الإدارة الأميركية التي انسحبت بشكلٍ أحادي من الاتفاق النووي 2017 أثناء عهدة ترامب الرئاسية الأولى.
بعد الرفض الإيراني للتفاوض، سارعت الإدارة الأميركية إلى اتخاذ إجراء مؤلم ضدّ إيران، تمثّل هذه المرة في إلغاء إدارة ترامب إعفاءً كان يسمح للعراق بدفع مستحقات إيران مقابل الكهرباء
وشدّد قاليباف في كلمته أمام البرلمان الإيراني على أنّ "سلوك ترامب مع الدول الأخرى يُظهر بوضوح أن تصريحاته بشأن رغبته في التفاوض مع إيران، مجرد خدعة تهدف إلى نزع سلاح إيران"، مضيفًا "يمكن القول اليوم أكثر من أي وقت مضى، إنه أصبح من الواضح أنّ رفع العقوبات ممكن من خلال تقوية إيران داخليًا وتحييد العقوبات عبر تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى".
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، قد اعتبر في سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه يرفض استئناف التفاوض مع إدارة ترامب، معتبرًا أنّ هدف ترامب هو فرض "رغبات وطلبات جديدة على إيران"، قائلًا في منشور على منصة إكس "إنّ إصرار بعض الدول المتغطرسة على التفاوض، ليس لمعالجة القضايا، بل للسيطرة وفرض ما يريدون"، مضيفًا: "التفاوض بالنسبة إلى الدول المتغطرسة وسيلة لطرح مطالب جديدة، وهذه المطالب لن تلبّيها إيران قطعًا"، وأوضح خامنئي طبيعة تلك المطالب قائلًا: "يطرحون مطالب جديدة تتعلق بالقدرات الدفاعية للبلاد وقدراتها الدولية: لا تفعلوا كذا، لا تلتقوا فلانًا، لا تذهبوا إلى المكان الفلاني، لا تُنتجوا كذا، ألّا يتجاوز مدى صواريخكم الحدّ الفلاني! وهل يمكن لأحد أن يقبل بهذه الشروط؟!".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن خلال لقاء مع فوكس بيزنس أنه أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني يدعوه فيها إلى التفاوض والتوصل إلى صفقة بشأن الأسلحة النووية، معتبرًا أنّ أمام إيران طريقين: عقد صفقة أو مواجهة الخيار العسكري. وجاءت هذه الخطوة بعدما أعاد ترامب فرض سياسة الضغوط القصوى على إيران، وهي سياسة ترمي حسب وزير الخزانة الأميركي إلى "جعل إيران مفلسة مرة أخرى"، عبر "تصفير صادراتها النفطية وعزلها عن الاقتصاد الدولي".
رد أميركي سريع
بعد الرفض الإيراني للمقترح الأميركي، أصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برايان هيوز بيانًا، اليوم الأحد، أكّد فيه أن إيران أمام خيارين "عسكري أو إبرام اتفاق"، وأضاف البيان "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".
لم تكتف الإدارة الأميركية بذلك، بل سارعت إلى اتخاذ إجراء مؤلم ضدّ إيران، تمثّل هذه المرة في إلغاء إدارة ترامب "إعفاءًا كان يسمح للعراق بدفع مستحقات إيران مقابل الكهرباء".
ونقلت رويترز عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله "إن قرار السماح بانتهاء الإعفاء عند انتهاء صلاحيته يضمن أننا لا نمنح إيران أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي"، وأضاف المتحدث أن "حملة ترامب ضد إيران تهدف إلى إنهاء تهديدها النووي، والحد من برنامجها للصواريخ الباليستية، ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية"، وفق تعبيره.