1. سياسة
  2. سياق متصل

بعد مؤتمر "العمال البريطاني".. تجدد هستيريا إسرائيل ضد جيرمي كوربن

30 سبتمبر 2018
أثارت خطوة حزب العمال البريطاني هستيريا إسرائيلية (Getty)
مها عمرمها عمر

في مؤتمر حزب العمال البريطاني، ووسط أمواج من الأعلام الفلسطينية، أعلن الحزب اليساري تصويته على عريضة تندد باستخدام إسرائيل للقوة في مواجهة المتظاهرين في غزة، وتطالب بوقف بيع الأسلحة إلى إسرائيل، كما التزم الحزب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.

صوت أعضاء حزب العمال بالموافقة على العريضة التي استنكرت القمع الإسرائيلي لمظاهرات غزة وطالبت بزيادة التمويل البريطاني للأونروا

ووجه كولين مونهين مندوب الحزب خطابًا واضحًا، أعلن فيه مناهضته للإجراءات الإسرائيلية، قائلًا: "أريد أن نقول هذا لكل فلسطيني: لقد سمعتك تعاني من الظلام ولا يمكننا أن نتجاهلك أو نتجاهل مأساتك". وأضاف أنه لا يمكن ترك الفلسطينيين يعانون، ويجب أن تُعلن قصتهم.

وصوت أعضاء الحزب الثلاثاء بالموافقة على العريضة التي استنكرت القمع الإسرائيلي لمظاهرات غزة وطالبت بزيادة التمويل البريطاني لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة وتجميد بيع الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل.

هستيريا إسرائيلية

وكما كان متوقعًا، أطلق مؤتمر الحزب الهستيريا المعتادة في الصحف الإسرائيلية، حتى تلك المحسوبة على المعارضة، التي تصيبها حساسية "معاداة السامية"، طالما أن سياق الحديث موجه للفلسطنيين ويتعلق في المطالبة بحقوقهم.

ولم تخف صحيفة جورالزم بوست امتعاضها الشديد إزاء ما جرى، حيث أكدت أن التصويت على هذه القرارات ليس ملزمًا لقيادات الحزب، ثم نقلت رأي عضوة الكنيست عن كتلة "المعسكر الصهيوني"،  إيليت نحمياس، التي  حضرت المؤتمر، وقالت إنه كان هناك جو مزعج للغاية في هذا الحدث، وأن أعضاء البرلمان من حزب العمال وأعضاء حكومة الظل قد أدلوا بتعليقات مثيرة للجدل، مثل إلقاء اللوم على أعضاء الحزب المقربين من إسرائيل بسبب ادعاءاتهم بمعاداة كوربين للسامية، هو وبعض أعضاء حزبه. وحرصت الصحيفة على نقل ما ادعته عضوة الكنيست نحمياس من أن هناك أعضاء  برلمانيين يقدمون "دعمًا رائعًا" لإسرائيل، مثل جوان ريان، وإيان أوستن، ولويس إيلمان، ولوسيانا بيرغر. وأضافت أيضًا "بأن هناك نوابًا في حزب العمال قالوا إنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لضمان ألا يصبح كوربين رئيسًا للوزراء".

تحتل خطوة حزب العمال  البريطاني أهمية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين والمجموعات المناصرة لهم، في مواجهة الدعاية الإسرائيلية واسعة الانتشار

الجدير بالذكر أن لنحمياس مواقف متطرفة سابقة ومعروفة ضد الفلسطنيين، كان من أهمها تشكيل فريق ناشط داخل الكنيست "يعمل على فحص كيفية صرف أموال المساعدات التي تصل السلطة الفلسطينية من الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف التأكد من عدم وصول هذه الأموال إلى ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين".

اقرأ/ي أيضًا: مظلة "العمال البريطاني" لا تفتح في القدس

وبينما تعد خطوة كهذه ذات ثقل تاريخي في مسيرة القضية الفلسطينية ،حاولت صحيفة هآرتس  نفسها ذات الميول اليسارية، أن تقلل من شأنها، باعتبارها ملفًا ضمن ملفات حزب العمل التي لا تحتل المرتبة الأولى في اهتمامات الناخب البريطاني، مضيفة: "لم تكن هذه هي القضية الوحيدة المتعلقة بالسياسة الخارجية التي تم مناقشتها خلال المؤتمر، وفي تصويت أولي أجراه أعضاء الحزب حول أولويات جدول أعمالهم، جاءت فلسطين في المرتبة الرابعة - حيث تجاوزتها القضايا الأكثر صلة بالمواطنين البريطانيين مثل عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والخدمات الصحية الوطنية المنكوبة بأزمات متعددة.

وعلى نفس المنوال ناقشت هآرتس "غياب" وجهة النظر الإسرائيلية في المؤتمر. وفي معرض تعليقها على تجميد مبيعات الأسلحة من بريطانيا لإسرائيل، فقد وصفتها بأنها  حركة "دعائية بشكل كبي" لأن إسرائيل لا تحصل على أي أنظمة عسكرية هامة من بريطانيا، حسب زعم الصحيفة.

وأرجعت الصحيفة الإسرائيلية أيضًا ما حدث إلى محاولة الحزب إبراز رأي مختلف فيما يخص إسرائيل خاصة بعد أن سبق و تبنى، في وقت مبكر من هذا الشهر، تعريف "التحالف الدولي لذكرى المحرقة" للعداء للسامية، بعد أن كان يرفضه سابقًا، وسط حملة إعلامية شرسة مدعومة إسرائيليًا ضد زعيم الحزب، جيرمي كوربين. وهو إجراء جاء على خلفية  تصريح لكوربين قال فيه إن إقامة دولة إسرائيل التي تسببت بتهجير غالبية الشعب الفلسطيني وقتله ونهب أراضيه، يعد عملًا عنصريًا".

أما موقع "القناة الإسرائيلية السابعة" المقرب من مجتمع المستوطنين، فإنه أعاد اتهام كوربين وأعضاء آخرين من حزب العمال بالعداء للسامية، وادعى أن الحزب البريطاني قد "فشل في التعامل مع العداء للسامية من بعض أعضائه". وهو ما كررته صحيفة يدعوت أحرنوت ووسائل إعلام إسرائيلية عدة.

وتحتل خطوة الحزب البريطاني أهمية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين والمجموعات المناصرة لهم، في مواجهة الدعاية الإسرائيلية واسعة الانتشار. وتأتي جملة هذه المواقف المناصرة لفلسطين من حزب العمال البريطاني، الذي طالما نأى بنفسه عن اتخاذ وقفة جدية لصالح القضية الفلسطينية، في ظل رئاسة الناشط اليساري البارز جيرمي كوربن للحزب، وهو المعروف بانشطته التي تتخطى حدود بلاده تضامنًا وإسنادًا للقضايا العادلة. على الرغم من أن كوربن تعرض في الأشهر الأخيرة لواحدة من أوسع حملات التشهير والتحريض ضده من طرف إسرائيل وأصدقائها إلا أن ذلك لم يخلخل مواقفه المبدأية تجاه حرية الشعوب وحقوقها المشروعة.

 

اقرأ/ي أيضًا. 

حرب لوبي إسرائيل ضد جيرمي كوربين.. تهمة معاداة السامية ثمن الانتصار لفلسطين!

الرايخ الرابع في تل أبيب.. حرب إسرائيل "النازية" على جيرمي كوربن

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة