1. سياسة
  2. سياق متصل

بعد وساطة أميركية.. الكونغو ورواندا بصدد الدخول في مسار سلام طويل الأمد

26 ابريل 2025
توقيع إعلان مبادئ بين الكونغو ورواندا بوساطة أميركية (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

وقّعت الكونغو ورواندا، أمس الجمعة، في العاصمة الأميركية واشنطن، إعلان مبادئ تعهّدتا فيه بإعداد مسودة اتفاق سلام بحلول الثاني من أيار/مايو المقبل، والامتناع عن تقديم الدعم العسكري للجماعات المسلحة.

وجاء التوقيع على هذا الإعلان بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة مناقشة صفقات مع الكونغو ورواندا بشأن المعادن. وتتوقع أوساط إعلامية ودبلوماسية أميركية أن يجلب الاتفاق بين الغريمين اللدودين استثمارات أميركية إلى المنطقة المضطربة منذ تسعينيات القرن الماضي، على خلفية حرب الإبادة الجماعية في رواندا، والتي لجأت خلالها قوات من الهوتو إلى الكونغو. ومنذ ذلك الحين، تدّعي رواندا أنها تلاحق تلك الجماعات بدعوى تهديدها للأمن القومي الرواندي من جهة، ومحاسبتها على جرائم الإبادة الجماعية من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، دعمت كيغالي متمردي حركة "إم 23"، التي تتكوّن في معظمها من أبناء التوتسي، فيما تتهم السلطات الكونغولية رواندا باستغلال المتمردين للسطو على الثروات المعدنية النادرة في الشرق الكونغولي، وعلى رأسها التنتالوم والذهب.

لم تكن الوساطة الأميركية الحالية هي الوحيدة، فقد سبقتها عدة وساطات إفريقية وعربية، كان آخرها الوساطة القطرية التي كُللت في آذار/مارس الماضي بعد لقاءٍ بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، دعا خلاله الرئيسان إلى وقف إطلاق النار.

إعلان واشنطن

جاء توقيع إعلان واشنطن وسط تقدم غير مسبوق لمتمردي حركة "إم 23" المدعومة من رواندا في الكونغو، مما يبعث الآمال في احتواء أحدث موجة عنف في الصراع المستمر منذ عقود بين القوات المسلحة الكونغولية والمتمردين.

وبحسب نص الإعلان، اتفق الطرفان على استكشاف آلية تنسيق أمني مشتركة للقضاء على الجماعات المسلحة والمنظمات الإجرامية، إلى جانب تعزيز السلام والتنمية الاقتصادية.

وتولّى التوقيع على الإعلان وزيرا خارجية البلدين، في حفل حضره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وقّع بدوره على وثيقة الإعلان بصفته وسيطًا.

وبمناسبة التوقيع، قالت وزيرة خارجية الكونغو، تيريز كاييكوامبا: "إلى مواطنينا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة في الشرق، نعلم أنكم تترقبون هذه اللحظة"، مضيفة: "لديكم كل الأسباب لتتوقعوا أكثر من مجرد وعود".

بدوره، قال وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريهي إن الاتفاق فتح الباب أمام اتفاق سلام نهائي، مضيفًا: "نناقش كيفية بناء سلاسل قيمة اقتصادية إقليمية جديدة تربط بلدينا، بما في ذلك استثمارات القطاع الخاص الأميركي".

وبناءً على إمكانات الاستثمار التي أبرزها الاتفاق، تُجري واشنطن محادثات لاستثمار مليارات الدولارات في قطاع المعادن في الكونغو، التي تمتلك رواسب ضخمة من التنتالوم والذهب والنحاس والكوبالت والليثيوم، وهي معادن أساسية في صناعة الهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية.

وفي سياق متصل، أعلنت رواندا هذا الأسبوع أنها تُجري محادثات مع واشنطن بشأن صفقة معادن محتملة. وقال روبيو خلال توقيع الإعلان: "إن السلام الدائم في منطقة البحيرات العظمى سيفتح الباب أمام استثمارات أميركية وغربية أوسع نطاقًا، مما سيُتيح فرصًا اقتصادية وازدهارًا"، مضيفًا: "ستُرسي الاستثمارات والشركات الأميركية مبادئ الحوكمة الرشيدة، وستضمن سلاسل توريد مسؤولة وموثوقة للمعادن الأساسية".

وأكد مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز"  أن الإعلان الموقع في واشنطن يغطي أهدافًا واسعة النطاق تتطلب وقتًا لتحقيقها، مضيفًا أن الطرفين الكونغولي والرواندي سيُنهيان العمل على التفاصيل خلال بضعة أشهر قبل توقيع الاتفاقية النهائية.

خلفية قريبة

شهدت الكونغو تصاعدًا في أعمال العنف بعد أن شنت حركة "إم 23" هجومًا كبيرًا في كانون الثاني/يناير الماضي، أدى إلى الاستيلاء على أكبر مدينتين في شرق البلاد.

وتؤكد الأمم المتحدة والحكومات الغربية أن رواندا زودت حركة "إم 23" بالأسلحة والقوات، بينما تنفي كيغالي ذلك، مدّعية أن جيشها تصرف دفاعًا عن النفس ضد الجيش الكونغولي وميليشيات مرتبطة بمرتكبي الإبادة الجماعية عام 1994.

وساطات سابقة

ليست الوساطة الأميركية الحالية هي الأولى، إذ سبقتها عدة مبادرات إفريقية وعربية، كان آخرها الوساطة القطرية التي تُوّجت في آذار/مارس الماضي بعد لقاء بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي، حيث دعا الطرفان إلى وقف إطلاق النار.

كما استضافت قطر محادثات بين الكونغو وحركة "إم 23"، وأصدر الجانبان هذا الأسبوع بيانًا تعهدا فيه بالعمل من أجل السلام. وصرحت وزارة الخارجية القطرية بأن الاتفاق الموقع في واشنطن يُعد "خطوة إيجابية ومهمة نحو تعزيز السلام والاستقرار".

الاهتمام الأميركي بالكونغو

مؤخرًا، أبدت إدارة ترامب اهتمامًا خاصًا بالكونغو، بعدما اتصل مسؤول كونغولي بمسؤولين أميركيين عارضًا صفقة "المعادن مقابل الأمن". وتسعى واشنطن إلى تأمين وصول أكبر إلى المعادن الاستراتيجية، التي تستحوذ عليها حاليًا شركات صينية بشكل رئيسي.

وفي هذا السياق، صرحت وزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة مهتمة بالاتفاق، وتتوقع أن يشمل شركاء من القطاع الخاص.

وأبدى إريك برينس، أحد أبرز داعمي ترامب، استعداده لدعم هذه الشراكة، حيث وافق في وقت سابق من العام الجاري على مساعدة الكونغو في تأمين ثرواتها المعدنية الهائلة وفرض الضرائب عليها.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة