بعد 19 عامًا على "كارثة دورتموند".. ألمانيا تثأر من إيطاليا
24 يمشي 2025
حجزت ألمانيا مكانًا لها في نصف نهائي دوري أمم أوروبا، بعد تعادلها مع إيطاليا بثلاثة أهداف لمثلها، مستفيدة من فوزها التاريخي ذهابًا بهدفين دون رد، بذلك تستضيف ألمانيا مواجهات الدور نصف النهائي والنهائي من النسخة الرابعة في دوري أمم أوروبا.
مثلت مباراة ألمانيا وإيطاليا واحدة من كلاسيكيات كرة القدم العالمية، كلاهما حقق بطولة كأس العالم 4 مرات في تاريخه، وكلاهما توّج ببطولة كأس أمم أوروبا 3 مرات، وفي كل لقاء يجمع الفريقين ثمة مجال لكتابة تاريخ كرة القدم من جديد.
تخلص منتخب ألمانيا من عقدة تاريخية ذهابًا، ونال ثأره إيابًا من نكسة عمرها 19 عامًا
منتخب ألمانيا اصطدم بإيطاليا في ربع نهائي دوري أمم أوروبا، ونجح ذهابًا في التخلص من عقدة تاريخية لازمته، فعلى الرغم من عراقة المنتخبين وقدم المواجهات بينهما، لم ينجح المانشافت في تحقيق الفوز في عقر دار الآزوري، وهو ما فعلته كتيبة المدرب يوليان ناغلسمان، والتي فازت في ملعب سان سيرو ذهابًا بهدفين لواحد.
لكن المهمة لم تنته بعد، فالألمان عليهم تجنب الهزيمة في مواجهة الإياب، والتي استضافها ملعب سيغنال إيدونا بارك، هذا الملعب كان شاهدًا على إحدى أشهر نكسات منتخب ألمانيا في العصر الحديث، وقتها استضافت البلاد بطولة كأس العالم 2006، وبلغت ألمانيا الدور نصف النهائي، ولعبت في دورتموند مباراة للذكرى، توجتها إيطاليا بهدفين أتيا في الدقيقتين الأخيرتين من الشوط الإضافي الثاني، لتمثل هذه المواجهة كارثة كروية بالنسبة لأصحاب الأرض، وتتوج إيطاليا لاحقًا باللقب.
يصعب على كلّ ألماني نسيان تلك الهزيمة، ومن بينهم المدرب يوليان ناغلسمان، والذي كان عمره حينها 19 عامًا، حيث ألمح في المؤتمر الصحفي السابق للمباراة إلى رغبته بالثأر من الطليان بعد كارثة دورتموند، فقال: "أتذكر 2006 وما زلت غير سعيد لأن ألمانيا لم تفز، لكن الأهم بالنسبة لي هو الحديث عن الحاضر وليس الماضي، نحن نريد كتابة تاريخنا الخاص". وذلك لن يتحقق إلى لو تجاوزت ألمانيا إيطاليا في الملعب نفسه، لأنه من حينها نجحت في الفوز على إيطاليا بالعديد من المناسبات، إلا أن الإطاحة بالآزوري من قلب دورتموند هو ما شغل بال الألمان.
المنتخب الألماني قدّم أداءً مبهرًا في الشوط الأول، وضغط بكثافة على مرمى الحارس دوناروما، قبل أن ينجح في افتتاح النتيجة عبر جوشوا كيميتش من ركلة جزاء، وذلك بعد نصف ساعة من بداية المباراة. قبل أن تحدث نسخة مكررة لهدف نادر، شبيه بالذي سجله ليفربول في شباك برشلونة بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، ففي غفلة من حارس المرمى ودفاع إيطاليا، لعب كيميتش ركلة ركنية سريعة إلى جمال موسيالا، والذي دون الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 36، وفي أنفاس الشوط الأول الأخيرة، أضافت ألمانيا الهدف الثالث، عبر تيم كلينسيت، وهو ما ظنّه الكثيرون بمثابة رصاصة الرحمة.
وعلى الرغم من حاجتها لمعجزة كروية، رفضت إيطاليا رفع الراية البيضاء، وعادت للمباراة بهدف مبكر في الشوط الثاني عن طريق مويس كين، اللاعب نفسه نجح في تسجيل الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 69، لتشتعل المباراة من جديد.
منتخب ألمانيا تراجع بشكل مبالغ فيه، وإيطاليا انتفضت بعدما أدركت أن هدفين فقط سيكونا كافيين لتمديد المباراة، وفي دقائق المباراة الأخيرة سجلت إيطاليا ثالث الأهداف، لتعادل المباراة بنتيجة 3-3، لكن ألمانيا نجحت في الحفاظ على التعادل، ونجت من كارثة أخرى في ملعب دورتموند، لتتأهل إلى نصف نهائي دوري أمم أوروبا، وتثأر من كارثة دورتموند التي جرت عام 2006.
سيلعب منتخب ألمانيا في نصف نهائي دوري أمم أوروبا ضد المنتخب البرتغالي، حيث تُلعب مباراتا نصف النهائي والمباراة النهائية بنظام التجمع، إذ وصلت البرتغال إلى نصف النهائي بعد تجاوزها الدنمارك عقب التمديد، كما بلغت إسبانيا هذا الدور بعد تجاوزها هولندا بركلات الترجيح، وستلعب ضد منتخب فرنسا الذي تجاوز كرواتيا بركلات الترجيح.