بلومبيرغ: إنتاج سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة قد يتأخر حتى 2027
20 نوفمبر 2021
ألتراصوت- فريق الترجمة
تحاول شركة آبل الأمريكية جاهدة الدفع باتجاه تسريع العمل على مشروع "سيارة آبل" الكهربائية، مع إعادة التركيز على إمكانات القيادة الذاتية، وذلك وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ عن أشخاص مطلعين داخل الشركة، ضمن حديث عن التحديات التقنية في هذا المجال.
تسعى شركة آبل إلى حجز موقع ريادي لها في قطاع السيارات الكهربائية ذاتية القيادة بالكامل خلال الأعوام القادمة
وكان فريق شركة آبل المختص بتطوير "سيارة آبل" الكهربائية قد سعى خلال الأعوام الماضية إلى استكشاف السبل المتاحة من أجل بناء هذا المشروع الطموح للشركة التقنية المتخصصة أصلًا بالهواتف والأجهزة المحمولة وأجهزة الحاسوب، حيث كان التفكير منصبًا على نموذجين: الأول هو نموذج سيارة كهربائية بقدرات ذاتية القيادة محدودة، تركز على التوجيه والتسارع كما هي الحال في معظم السيارات الحالية، أو نموذج بقدرات ذاتية القيادة الكاملة، أي تلك التي لا تتطلب أي تدخل بشري.
ويظهر أن مهندسي شركة آبل قد عادوا للتركيز من جديد على النموذج الثاني لتطوير سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة بشكل كامل، وذلك بقيادة المدير التنفيذي للبرمجيات في الشركة، كيفين لينش، والذي يطمح لتطوير سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل في النسخة الأولى من سيارة آبل الكهربائية.
ومع الإعلان عن هذه الأخبار من شركة آبل، ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 2.4%.
ويعد تركيز شركة آبل على المنافسة والريادة في مجال السيارات ذاتية القيادة، فإنها تسعى وراء حلم ليس بسيط التحقيق، أخفق في تحقيقه العديدون قبلها في هذا القطاع. فمن المعلوم أن عمالقة قطاع تصنيع السيارات قد عملوا لسنوات طويلة من أجل تطوير سيارات ذاتية القيادة بشكل كامل، غير أن ما تحقق حتى الآن ما يزال يثير الكثير من الشكوك، وما يزال هامش التطوير كبيرًا جدًا وصولًا إلى المستوى المطلوب.
ولنأخذ مثًلًا شركة تيسلا، وهي الشركة الرائدة في عالم السيارات الكهربائية بلا منازع تقريبًا (حتى الآن)، والتي ما تزال تحتاج إلى العديد من السنوات على الأقل قبل أن تتمكن من تقديم نموذج ناجح وموثوق تمامًا من السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل. وهذا ما ينطبق كذلك على شركة "وايمو"، التابعة لألفابت (جوجل)، والتي حاولت مرارًا أن تحرز قصب السبق في هذا المجال، لكن بلا جدوى، وكذلك شركة أوبر، والتي اضطرت أخيرًا إلى التخلي عن المشروع وبيعه إلى شركة فرعية العام الماضي.
متى ستتوفر سيارة آبل في الأسواق
تطمح الشركة إلى أن تكون سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة متوفرة في الأسواق في غضون أربع سنوات، وهو أقل من الخط الزمني المقترح سابقًا، والذي توقع أن تكون سيارة آبل جاهزة في غضون خمس إلى سبع سنوات. إلا أن ذلك لن يكون هدفًا سهلًا على شركة أبل، والتوقعات بأن تكون سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة جاهزة في العام 2025 قد لا تكون واقعية، وهو مرهون بتحقيق الشركة لاختراق كبير في تقنيات القيادة الذاتية بالشكل المطلوب والمقبول من الهيئات المختصة. وفي حال لم تتمكن آبل من تحقيق هذا الاختراق في سيارة آبل، فإنها ستكون مضطرة إلى تأجيل طرح السيارة مجددًا، أو طرح سيارة آبل بتقنيات عادية، بقدرات قيادة ذاتية متوسطة.
الشكل النموذجي لسيارة آبل، هو أنها سيارة بلا مقود، وبلا دواسات للوقود والمكابح، وتصميم سيارة آبل من الداخل سيعكس فكرة أنها سيارة/صالون، لا سائق لها عمليًا، وأن المساحة الداخلية هي مساحة للجلوس والاستمتاع بالرحلة المحددة سلفًا في سيارة آبل عبر التحكم الصوتي أو الهاتف. بل يمكن أن يكون الركاب في سيارة آبل جالسين على مقابل بعضهم كأنهم في سيارة ليموزين.
كما ناقشت شركة آبل أن يكون نظام المعلومات والترفيه في سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة، في منتصف السيارة، وليس على لوحة تحكم أمامية كما هي الحال في السيارات التقليدية. كما ستكون سيارة آبل بطبيعة الحال متكاملة مع خدمات ومنتجات آبل الأخرى، من الهاتف واللابتوب والساعة وغيرها. ومع أن الشركة فكرت بأن لا يكون في سيارة آبل مقود، إلا أن المهندسين يقترحون وجود آلية للتحكم بالسيارة في حالات الطوارئ.
ووفق ما نقلت بلومبيرغ، فإن الشركة قد أنجزت بالفعل مؤخرًا مرحلة مهمة من تطوير تقنيات القيادة الذاتية في سيارة آبل، حيث يرى مطورو التقنية أنهم قد انتهوا من العمل على الجزء الأساسي من المعالج، وأن الأمر لن يستغرق سوى سنتين أو ثلاثة قبل وضع سيارة آبل على خط الإنتاج. إلا أن بلومبيرغ أكدت على أن وتيرة التطوير الحالية في سيارة آبل تجعل من الصعب توقع أن يتم إنتاج السيارة بحلول العام 2025، وأشارت إلى أن تلك هي الفكرة السائدة لدى العديد من المهندسين في الشركة.
مستوى السلامة في سيارة آبل
تعد مستويات السلامة في سيارة آبل جزءًا أساسيًا من التحدي أمام الشركة، والتي تسعى إلى أن تكون مستويات السلامة والأمان فيها سيارة آبل أعلى مما هو متوفر في سيارات تيسلا ووايمو وغيرها. وللوصول إلى هذا المستوى المأمول من السلامة في سيارة آبل، فإن فرق المهندسين في المشاركين في هذه الجهود سيحتاجون إلى فترة طويلة من التطوير والاختبار لتحييد أي فرصة لفشل نظام القيادة والقيادة الذاتية في سيارة آبل، والذي لو حدث سيسبب ضررًا هائلًا بسمعة السيارة وقدرة الشركة على تسويقها بشكل مقنع.

كما تعمل شركة آبل على قنص الكفاءات بين المهندسين وجذبهم من الشركات الأخرى، المحلية والعالمية، إليها، من أجل تطوير سيارة آبل وتقنياتها الفريدة وأنظمتها الميكانيكية، مع تركيز أساسي على الكفاءة والسلامة. ولتسريع العمل، لجأت شركة أبل إلى توظيف المزيد من المختصين بمجال أنظمة القيادة الذاتية ومهندسي السيارات، واستهدفت أسماء كبيرة في هذا القطاع، مثلهم "سي جي موور"، وهو مدير قسم تقنيات القيادة الذاتية السابق في شركة تيسلا، والذي سيكون له دور أساسي حاليًا في إنجاح نموذج سيارة آبل الكهربائية.
كما استقطبت شركة آبل مؤخرًا مهندسًا رفيع المستوى من شركة فولفو، ليكون مسؤولًا عن تطوير أنظمة التكييف الذكية في سيارة آبل، إضافة إلى مدير سابق في شركة دايملر/مرسيدس الألمانية، إضافة إلى مهندسين مختصين في مجال هندسة أنظمة البطاريات من شركة "كارما" وغيرها من الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية. كما استقطبت مهندسًا مختصًا بأنظمة الاستشعار من شركة جنرال موتورز، ومهندسين مختصين بأنظمة السلامة من شركات رائدة في المجال، مثل شركة "جويسون سيفتي"، وشركة تيسلا، وذلك وفق ما نقلت بلومبيرغ عن مسؤولين في لينكدإن وأشخاص مطلعين على المسألة.
إلا أن الوصول إلى نقطة إنتاج سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة لن يكون سهلًا، وسيواجه الكثير من التعقيدات والتحديات والمشاكل الإدارية والتنظيمية، وهو ما يمكن استخلاصه من تجربة الشركة المريرة على مدار سبع سنوات ماضية، وإخفاقاتها المستمرة في تحديد موعد واضح لإنتاج سيارة آبل.
المدير الجديد الخامس
يعد كيفن لينش خامس مدير تنفيذي يتعاقب على قيادة مشروع سيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة خلال سبع سنوات، وهذا التبدل في الوجوه في مشاريع شركة آبل ليس أمرًا مألوفًا فيها، إذ يعرف عن الشركة أن كل مشروع من مشاريعها يحافظ على قيادة واحدة على مدى عدة سنوات إلى حين تحقيق اختراق واضح فيها.
أما الحال مع مشروع سيارة آبل، فهو مختلف إلى حد كبير، وما تزال هنالك الكثير من التكهنات حول قدرة كيفن لينش على النجاح في مشروع سيارة آبل، كما نجح في تحويل ساعة آبل إلى منتج أساسي للشركة قبل سنوات. وتنقل بلومبيرغ على أن تعيينه مؤخرًا قد منح دفعة من التفاؤل بشأن مستقبل مشروع سيارة آبل، خاصة وأن كيفن لينش مسؤول بشكل مباشر أمام جيف ويليمز، وهو المدير الرئيسي للعمليات في آبل.
هل سيستطيع المدير الذي أشرف على تطوير ساعة آبل ومنحها فرصة للحياة كمنتج مستقل ناجح، أن يمنح الحياة لسيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة بعد طول انتظار؟
وسيظل أمام المراقبين لهذا المشروع الضخم الخاص بسيارة آبل سؤال معلق برسم الإجابة: هل سيستطيع المدير الذي أشرف على تطوير ساعة آبل ومنحها فرصة للحياة كمنتج مستقل ناجح، أن يمنح الحياة لسيارة آبل الكهربائية ذاتية القيادة بعد طول انتظار؟
اقرأ/ي أيضًا:
شاهد: التجربة الأولى لسيارة "توغ" الكهربائية التركية
سوبارو تعلن عن "سولتيرا".. أول سياراتها الكهربائية بنظام الدفع الرباعي
لوسيد إير 2022.. هل وصلت أخيرًا السيارة التي تستطيع منافسة تيسلا؟