بين التأييد والرفض والتجاهل.. انقسام أميركي بشأن تنصيب ترامب
21 يناير 2025
تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه للمرة الثانية وسط انقسام حاد بين الأميركيين، حيث تباينت ردود الأفعال بين مؤيدين ومحتجين، فيما فضل البعض تجاهل الحدث بالكامل.
إذ يرى البعض في عودته إلى البيت الأبيض فرصة لتغيير السياسة الاقتصادية والاجتماعية، بينما يشعر آخرون بالقلق من تأثير ذلك على الحقوق المدنية والمساواة. وفي ظل هذه الانقسامات، يواجه ترامب تحديات كبيرة في تحقيق وعوده الانتخابية في ظل وجود أغلبية جمهورية ضئيلة في الكونغرس، وفق تقرير نشرته وكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء.
وبينما أشاد أنصار ترامب بإجراءات تنصيبه السريعة، تركزت الانتقادات على سياساته التي تشمل ترحيل المهاجرين بشكل جماعي والتراجع عن سياسات التنوع والمساواة. وأكد منتقدوه أن خطاباته لا تحمل الوعود التي تروج لوحدة أميركا، بل كانت مليئة بالتصريحات الحادة التي تركز على حملات مكافحة الهجرة غير النظامية، وإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية.
يرى البعض في عودة ترامب فرصة لتغيير السياسة الاقتصادية والاجتماعية، بينما يشعر آخرون بالقلق من تأثير ذلك على الحقوق المدنية والمساواة
وعلى الرغم من محاولاته تصوير نفسه كصانع سلام، إلا أن ترامب لاقى صعوبة في إقناع البعض بقدرته على توحيد البلاد. ففي ولاية كاليفورنيا، أبدى السكان قلقهم بشأن استجابته للحرائق المدمرة التي اجتاحت لوس أنجلوس. في حين أعرب البعض عن شكوكهم في قدرة ترامب على التعامل مع الأزمات البيئية والاجتماعية.
في كاليفورنيا وتكساس، عبر عدد من المهاجرين عن قلقهم من تأثير سياسات ترامب الصارمة على صناعات تعتمد بشكل كبير على العمل المهاجر. وذكرت تقارير من سان ماركوس أن العديد من العمال المهاجرين امتنعوا عن الحضور للعمل، بسبب القلق من المداهمات الحكومية.
من جهة أخرى، أعرب أصحاب الأعمال والناخبون الجمهوريون عن تفاؤلهم بعودة ترامب إلى القيادة وسط التحسن البطيء في سوق العمل. وفي "إنجلوود"، وهو حي من الأحياء الفقيرة في شيكاغو، قال جمال جونسون، وهو يعمل في مجال العملات المشفرة، إن الاقتصاد كان أحد الأسباب التي دفعته للتصويت لصالح ترامب، معتبرًا أن الاقتصاد في البلاد قد شهد تراجعًا خلال ولاية بايدن.
وفيما يخص قضايا المرأة، قوبل قرار المحكمة العليا بإلغاء حق الإجهاض بتنديد واسع من قبل المدافعين عن حقوق المرأة، فيما حذر منتقدو ترامب من أن سياساته قد تؤدي إلى تراجع حقوق المرأة. في المقابل، لم تقتصر الاحتجاجات على مسائل اقتصادية أو اجتماعية فحسب، بل شهدت البلاد أيضًا تظاهرات صغيرة احتجاجًا على تنصيب ترامب، حيث وصف البعض هذا التنصيب بأنه يهدد قيم المساواة وحقوق الإنسان.
شهدت البلاد تظاهرات صغيرة احتجاجًا على تنصيب ترامب، حيث وصف البعض هذا التنصيب بأنه يهدد قيم المساواة وحقوق الإنسان
أما بالنسبة لبعض المواطنين، فقد فضلوا تجاهل الحدث بالكامل. كارلا ميلر، من نورث كارولينا، قالت إنها لم تتابع حفل التنصيب وفضلت قضاء اليوم في تكريم مارتن لوثر كينغ. في حين أشار بول هامبلتون، رئيس الحزب الديمقراطي في ولاية ويسكونسن، إلى أن أميركا لا تزال دولة ديمقراطية ويجب التكيف مع التحديات الجديدة من خلال التمسك بحقوق الإنسان.
