تأجيل الاجتماع الرباعي.. تعثر مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري
10 ابريل 2023
كشف مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف، عن تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، إلى الشهر المقبل.
وفي تصريح لصحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام، قال المندوب الروسي أن "انعقاد الاجتماع الذي كان متوقعًا، يوم الإثنين، جرى تأجيله إلى بداية شهر أيار/مايو المقبل"، مؤكدًا أن "الاتصالات والمشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية للوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار".
كشف مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف، عن تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري
واعتبر أن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري "طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات". لكن المندوب الروسي عبر عن إمكانية الوصول إلى" نتائج إيجابية" لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، قائلًا "المسار طويل، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة بعد خطوة".
وعقد اجتماع نواب وزراء الخارجية والذي كان من المفترض أن يركز على الجوانب "الفنية"، بعد عدة مرات من التأجيل، فيما كان من المتوقع تركيًا على الأقل، عقد اجتماع وزراء خارجية تركيا والنظام السوري، في شهر شباط/ فبراير الماضي، لكن نظام الأسد، ماطل وعمل على تأجيل وإلغاء الاجتماعات، في محاولة لتحقيق أكبر كم من المكاسب، مقابل عملية التطبيع.

اجتماع موسكو
وجرى الأسبوع الماضي، اجتماع في العاصمة الروسية موسكو، ضم نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري لمناقشة الاستعدادات لعقد اجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية، وتوافق الاجتماع على "استمرار المشاورات".
وذكرت وكالة "تاس" الروسية بأن موضوع الاجتماع الرباعي كان "تطبيع العلاقات" بين تركيا والنظام السوري.
وطرح مندوب النظام مسألة انسحاب القوات التركية من الشمال السوري كمدخل لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
وشارك في الاجتماع نائب وزير الخارجية التركي بوراك أق تشابا ونائب وزير خارجية النظام السوري أيمن سوسان، إضافة إلى ميخائيل بوغدانوف ممثلًا عن روسيا، وعلي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية الإيراني.
تعثر التطبيع
في هذا الإطار، نقلت وسائل إعلام تابعة للنظام عن أيمن سوسان، قوله إن اجتماع موسكو فشل في إيجاد اتفاق لتطبيع العلاقات بين الجانبين، مشيرًا إلى إنه "لا توجد مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا ووقف دعم المجموعات المسلحة"، متهمًا الجانب التركي بعدم الالتزام حتى بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في إطار مسار أستانا، أو مع الجانب الروسي، معربًا في نفس الوقت عن استعداد النظام للتنسيق مع الروس والإيرانيين ومع الجانب التركي "حول مختلف الجوانب العملية المتعلقة بانسحاب قواته من الأراضي السورية".
بالمقابل، فإن تركيا ربطت تواجدها العسكري في الشمال السوري بتواجد تنظيم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال السوري، وطلبت من النظام التعاون الكامل في القضاء على "قسد" قبل الدخول في أي مفاوضات جدية للانسحاب من الأراضي السورية التي تتواجد فيها.
الانتخابات في تركيا
نقلت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام، عن عدة مصادر قولها، أن "التقارب التركي من دمشق مؤخرًا لم يكن بهدف التقارب الحقيقي بقدر ما كان بهدف تحقيق مكاسب في الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في منتصف أيار/مايو القادم، الأمر الذي ترفضه دمشق وتؤكد أنها ليست بصدد تقديم هدايا للرئيس التركي في حملته الانتخابية ولن تتدخل في شؤون تركيا الداخلية".
يذكر أن بشار الأسد في أعقاب زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو واللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد ليكرر شروطه للدفع بعملية التطبيع مع أنقرة، حيث أكد على "انسحاب تركيا من سوريا ووقف دعم الإرهاب"، بحسب تعبيره.
وعن لقاءه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصر بأن الأمر يعتمد على التقدم في هذه الشرطين، قائلًا لوسائل إعلام روسية: "إذا استوفيت الشروط فلا موعد محددًا للقاء أردوغان، قد يكون اليوم أو غدًا، التوقيت ليس مشكلة"، وتابع أن "أولوية أردوغان هي الانتخابات ولا شيء آخر، أما بالنسبة لسوريا فالأولوية هي للانسحاب واستعادة السيادة".
جرى الأسبوع الماضي، اجتماع في العاصمة الروسية موسكو، ضم نواب وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري
في حين، أشارت تحليلات إلى أن الأسد يراهن على فوز المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لذلك يحاول تصدير الشروط، التي تراها أنقرة غير واقعية في الوقت الحالي، وخاصة انسحاب قواتها من شمال سوريا.
ولطالما أظهر مرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، نيته التقارب مع النظام السوري، في حال وصوله إلى السلطة. وأطلق مؤخرًا خلال زيارته للحدود التركية السورية تهديدات بإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا "في غضون عامين"، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستحصل بعد استكمال التطبيع مع نظام الأسد.