1. عشوائيات
  2. مجتمع

تجميد المساعدات الأميركية يهدد النظام الصحي في شمال سوريا

24 فبراير 2025
أطباء يقدمون العلاج لنازحين في احد مراكز الرعاية الصحية في شمال سوريا (تواصل اجتماعي)
الترا صوتالترا صوت

أفاد تقرير حديث صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن سوريا بأن ثلث المرافق الصحية في البلاد تعرضت للدمار، إلى جانب تعطل نصف خدمات الإسعاف، مما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية، خصوصًا في شمال غربي وشمال شرقي سوريا، وهما المنطقتان اللتان كانتا خارج سيطرة النظام السوري حتى سقوط الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي.

يأتي هذا التقرير بعد نحو شهر من توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتعليق أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمدة 90 يومًا، وهو قرار خلّف تداعيات سلبية على الدول التي تعتمد على المساعدات الأميركية لدعم برامج الرعاية الصحية، بما في ذلك سوريا، حيث يعتمد قطاعها الصحي بشكل أساسي على المساعدات الدولية لتقديم الخدمات لملايين الأشخاص.

توقف الخدمات الطبية لآلاف النازحين

يُعدّ مستشفى باب الهوى من أكبر المستشفيات التي تقدم العلاج المجاني للسوريين في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إلا أن قرار تجميد أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية أدى إلى إيقاف جميع الخدمات الطبية التخصصية التي كان يوفرها المستشفى للنازحين في المنطقة. ووفقًا لبيان صادر عن المستشفى، فقد كان يجري أكثر من 1200 عملية جراحية شهريًا، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 31 ألف خدمة طبية لنحو 17 ألف مراجع، واستقبال عياداته الخارجية لأكثر من 7 آلاف مراجع.

قرار تجميد أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أدى إلى إيقاف جميع الخدمات الطبية التخصصية التي كان يقدمها مستشفى باب الهوى في شمال غربي سوريا لآلاف من النازحين

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة "سامز" (SAMS)، مازن كوارة، في حديثه لـ"الترا سوريا"، أن المستشفى لا يزال قيد العمل ولم يُغلق، لكنه أشار إلى أن "التمويل المخصص له قد انتهى تمامًا منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي". وأضاف أن المنظمة تقوم بتمويل المستشفى من "تبرعات خاصة"، بالإضافة إلى منحة صغيرة، إلا أنه لا يمكن للمنظمة الاستمرار في تمويله نظرًا لـ"ضخامة احتياجاته التشغيلية، التي تتجاوز 2 مليون دولار شهريًا".

وكانت "سامز" تعتمد على تمويل الوكالة الأميركية للتنمية عبر منظمة الصحة العالمية في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس، لكن هذا الدعم "عُلّق بسبب قرار إدارة ترامب بإيقاف التمويل الخارجي". وأكد كوارة أن "رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها سامز لتأمين مانح جديد، لم تحصل على أي التزامات حتى الآن"، مما وضع المستشفى أمام تحدٍ كبير في استمرارية تشغيله.

نقص التمويل يزيد الضغط على المرافق الصحية

من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب، كرم الشيخ علي، لـ"الترا سوريا"، أن "توقف الدعم الأميركي عن القطاع الصحي في شمال غربي سوريا ستكون له تداعيات كبيرة"، موضحًا أن "الدعم الأميركي كان يشكّل جزءًا أساسيًا من تمويل وتطوير الخدمات الصحية في المنطقة، التي تعاني من تحديات كبيرة، سواء على صعيد البنية التحتية أو نقص الكوادر الطبية".

وشدد الشيخ علي على أن "توقف الدعم سيؤدي إلى نقص التمويل المخصص للمستشفيات والمراكز الصحية، التي تعتمد بشكل أساسي على هذا التمويل لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية"، مشيرًا إلى أن "نقص التمويل يسبب ضغطًا إضافيًا على الكوادر الطبية، الذين قد يضطرون للعمل في ظروف صعبة دون توافر الأدوات والمعدات الكافية".

وكانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، قد أكدت في تصريحات سابقة أن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية في سوريا، بمن فيهم ملايين النازحين داخليًا. وأشارت إلى أن معظم المرافق الصحية "تجاوزت قدرتها على استقبال المرضى، أو تعاني ببساطة من نقص التمويل"، لافتةً إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل، والحاجة إلى شراء كميات كبيرة من المعدات والمواد الطبية، وفقًا لما نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء.

خدمات الرعاية الصحية مهددة بالانهيار

في بلدة سرمدا، كانت عيادة محمد فارس تقدم الرعاية لنحو 35 ألف شخص في 16 مخيمًا للنازحين، إلا أن تعليق تمويل الوكالة الأميركية للتنمية أدى إلى توقف 10 عيادات تديرها منظمة "أطباء العالم"، مما تسبب في تسريح 184 موظفًا، وفقًا لتقرير صادر عن شبكة "أي بي سي نيوز" الأميركية. ووفقًا للتقرير، فإن "إغلاق العيادات سيؤدي إلى كارثة إنسانية، وسيسبب ضغطًا إضافيًا على المستشفيات التي تعاني بالفعل من نقص الموارد".

وأشار التقرير إلى أن الشمال السوري يفتقر إلى نظام رعاية صحية حكومي، مما يجعل السكان يعتمدون بالكامل على المنظمات الإنسانية. ومع توقف هذه المساعدات، أصبحت خدمات الرعاية الصحية مهددة بالانهيار.

وفي هذا السياق، أكد مدير منظمة "سامز"، مفضل حمادة، أن بعض الخدمات مثل أقسام الولادة والحضّانات لا يمكن إيقافها، لكنه حذر من أن استمرارها غير مضمون بسبب الأزمة المالية. كما أشار إلى أن إيقاف الدعم الأميركي سيزيد من معاناة ملايين السوريين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.

من جهته، أكد مدير منظمة "ميهاد"، ميغو تيرزيان، أنه "من بين 391 منشأة صحية تم تحديدها في إدلب وشمال حلب، هناك 167 مرفقًا مهددًا بالإغلاق بحلول نهاية آذار/مارس بسبب نقص التمويل"، وهو ما "يشكل 45% من المراكز الصحية". علمًا أن المنظمة تدير نحو 40 مركزًا صحيًا في سوريا، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأضاف تيرزيان أن "ما يقرب من نصف مراكز الطوارئ التوليدية ورعاية حديثي الولادة، البالغ عددها 60، مهددة بالإغلاق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مما يعرض حياة الأمهات الحوامل والمواليد الجدد للخطر".

وطالت هذه التداعيات أيضًا العاملين في القطاع الصحي، إذ قامت إحدى المنظمات العاملة في شمال شرقي سوريا بتسريح 700 موظف، وفقًا لأحد العاملين في المجال الإنساني، مشيرًا إلى أن هؤلاء العاملين "خضعوا لسنوات من التدريب واكتسبوا خبرة كبيرة".

وكانت تقارير صحفية قد نقلت عن مسؤول كبير في مجال المساعدات أن العيادات الطبية أُغلقت، وتمت إزالة المعدات الطبية من مخيم الهول، بالإضافة إلى مخيمين آخرين في شرق سوريا. وأضاف أن "الناس الذين لا يملكون أي مصدر للدخل الآن سيتعين عليهم دفع تكاليف الرعاية الصحية بأنفسهم، إن تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات".

كلمات مفتاحية

الفاتيكان عند مفترق طرق.. هل يشهد التاريخ أول بابا إفريقي في العصر الحديث؟

تبدو إفريقيا مرشحة لأن تكون في قلب التغيير الكنسي، وسط توقعات تاريخية بإمكانية انتخاب أول بابا إفريقي في العصر الحديث، في خضم صراع بين التيارين التقدمي والمحافظ

الإسكان الاجتماعي المصري.. حلم الشباب في شقة يتبخر

تحول السكن اليوم إلى حلم بعيد المنال للملايين من الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة

مخيمات مكتظة وأطفال جياع.. لاجئو السودان يواجهون مصيرًا مجهولًا في تشاد

تشير تقارير مفوضية اللاجئين إلى أن مقاطعات شرق تشاد، التي تأوي أصلًا 400 ألف لاجئ سوداني لجأوا إليها عقب اندلاع حرب دارفور عام 2003، تُعد من بين أكثر المقاطعات حرمانًا في البلاد

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة