تحديات قادمة.. الجماعات المؤيدة لفلسطين في مواجهة إدارة ترامب
2 يناير 2025
تستعد الجماعات المؤيدة لفلسطين إلى التغير المرتقب في الإدارة الأميركية مع عودة ترامب والجمهوريين إلى الحكم، وهو ما سيرتفع التحدي الذي سيواجهونه مع الإدارة الجديدة.
وفي هذا السياق، كشفت مجلة "بوليتيكو"، إلى أن الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، التي كانت تركز جهودها على من يسيطر على البيت الأبيض والديمقراطيين، حيث يعتقد أفراد الجماعات أنه يمكن إقناع قادتهم بتخفيف دعمهم لإسرائيل، ستواجه معضلة أكبر مع قدوم ترامب.
فبعد 15 شهرًا من الحرب في الشرق الأوسط، يحضر الجمهوريون للسيطرة على البيت الأبيض والكونغرس، يجد قادة الجماعات أنفسهم أقل نفوذًا ولديهم الكثير ليخسروه.
الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، التي كانت تركز جهودها على من يسيطر على البيت الأبيض والديمقراطيين، حيث يعتقد أفراد الجماعات أنه يمكن إقناع قادتهم بتخفيف دعمهم لإسرائيل، ستواجه معضلة أكبر مع قدوم ترامب
وتحدثت الناشطة في منظمة "صوت يهودي من أجل السلام"، بيث ميلر، بوضوح عن أن إدارة ترامب ستعني على الأرجح الأسوأ للفلسطينيين. وأشارت إلى أنه من المحتمل أن تقوم الإدارة المقبلة وبسرعة بتفكيك حركة المطالبة بحقوق الفلسطينيين.
ولفتت المجلة الأميركية إلى أنه على الرغم من دعم الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بشكل مطلق إسرائيل، إلا أن الجمهوريين هم الذين قادوا الحملة ضد الجماعات المؤيدة لفلسطين.
حركة "غير ملتزم" قالت إن حملة هاريس رفضت طلبها لعقد لقاء بشأن الانخراط مع الحملة وتغيير السياسة الأميركية بشأن "إسرائيل".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 20, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/Dak3mBmqzA pic.twitter.com/1BtbzSjZfG
فقد دفعت لجنة في مجلس النواب يسيطر عليها الجمهوريون إلى استقالة ثلاث عميدات لجامعات نخبة، بادعاء التسامح مع "معاداة السامية" خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين داخل حرم الجامعات.
والشهر الماضي، أقر مجلس النواب مشروع قانون يعرض الوضع المعفى من الضرائب للاستثناء لأي مجموعة يعتبرها وزير الخزانة "منظمة داعمة للإرهاب"، والتي يخشى قادة الحركات من أن تقييد الخطاب المؤيد للفلسطينيين.
وقالت المديرة التنفيذية لمشروع العدالة في منظمة "عدالة"، ساندرا تماري، إن "فلسطين، مثل طائر الكناري في منجم الفحم الحجري، ولهذا فمنظماتنا تتعرض لمزيد من التهديد، لأن كل ما تحبه القوى الديكتاتورية هو إسكات المعارضة في البلد".
كان عرض الحزب الديمقراطي أصمَ عما يمكن القول إنه القضية الأخلاقية الأكثر إلحاحًا في عصرنا، وهي حرب الإبادة الجماعية التي تدعمها أميركا ضد قطاع #غزة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) August 23, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/6QvaUjN6fM pic.twitter.com/vMqtgCdssW
وقال جيمس زغبي، مؤسس المعهد العربي الأميركي، والعضو المخضرم في اللجنة الوطنية الديمقراطية الذي يترشح حاليًا لمنصب نائب رئيسها: "أنا متأكد تمامًا من أننا سترى قلقًا حقيقيًا بشأن الجهود التشريعية لإسكات الخطاب والسيطرة على المظاهرات والأفعال المماثلة، ولا نعرف إلى أي مدى سيخرج ترامب عن المسار الصحيح عندما يتعلق الأمر بمتابعة خطط نتنياهو".
وأشارت "بوليتيكو"، إلى أن الجماعات المؤيدة لفلسطين، أزعجت من بداية الحرب الديمقراطيين وبشكل دائم. وقامت بالإعلان عن حملة "غير ملتزم"، ضد ترشيح الرئيس جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب، ونظمت تظاهرات حاشدة في مؤتمر الديمقراطيين، الذي عُقد في آب/أغسطس 2024، ولم يصادقوا على ترشيح كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي، حتى مع معرفتهم أن ترامب سيكون أسوأ.
وقالت العضو المؤسس لحملة "غير ملتزم"، ليلى العابد: "لا أدري ما كان يجب علينا عمله للدفع بقوة. ويبدو أن الإستراتيجية آتت أُكُلها، فنقاد بنيامين نتنياهو من الجناح التقدمي، مثل ألكسندرا أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية عن نيويورك، والسناتور المستقل عن ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، رفضا حضور كلمة ألقاها نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس، في تموز/يوليو. كما لم يحضر الكلمة عدد من الديمقراطيين، بمن فيهم هاريس"
وفي الشهر الماضي، دعم 17 نائبًا ديمقراطيًا ومستقلان قراراً قدمه النائب ساندرز من أجل منع إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، مع أن الكونغرس رفضه بهامش من الأغلبية.
إلا أن "غير ملتزم"، أثرت على حملة هاريس التي خسرت ولاية ميشيغان، التي يعيش فيها حوالي 400 ألف عربي أميركي، بما في ذلك الغالبية العربية في مدينة ديربورن، حيث انخفض الدعم لهاريس إلى 33 % مقارنة مع دعم بايدن في عام 2020.
وقال زغبي إن "الوقت قد حان لكي تقوم الحركة المؤيدة لفلسطين بنقد ذاتي، لأنهم حشروا أنفسهم في الزاوية وتمسكوا بمبدأ عدم تقديم الدعم لهاريس".
جامعة #كولومبيا تتجاهل الاعتداء الذي جرى على مظاهرة الطلبة الداعمة لـ #فلسطين في حرمها.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 23, 2024
تفاصيل أكثر: https://t.co/z78QMD7Qxo pic.twitter.com/wqBLL4DpX9
وحين سئلت الصحفية الأميركية العابد إن كانت نادمة وأن حركتها ساهمت بفوز ترامب، أجابت: "أنا في الحقيقة آسفة لحملة هاريس وقادة الديمقراطيين الذين رفضوا الاستماع إلينا"، وأضافت: "لم تخسر هاريس بسبب حملة غير ملتزم، أو لأنها لم تكن مستعدة للتحول عن سياسة بايدن تجاه غزة، ولكن لأنها كانت قادرة على الفوز لو قلبت الصفحة بعيدًا عن سياسة بايدن وجلبت هؤلاء الناخبين، وخاصة الشباب، الذين كانوا يمتنعون عن التصويت، أو قرروا التصويت احتجاجًا في الانتخابات العامة بسبب هذه السياسة”.
بدوره، قالت ميلر: "في الوقت الحالي، نقطة الضغط الكبرى داخل الحزب الديمقراطي قائمة بسبب الفجوة الهائلة بين ما يطالب به الناخبون الديمقراطيون ومدى ابتعاد قيادة الحزب الديمقراطي عما يدعو إليه ناخبوهم"، وأضافت: أن "تركيزها الرئيسي سيكون على إجبار أعضاء الكونغرس الديمقراطيين على تسجيل دعمهم العلني والدعوة إلى وقف الأسلحة للحكومة الإسرائيلية"، وتابعت: "سنعمل على منع المحاولات التشريعية لمهاجمة حركة حقوق الفلسطينيين ومهاجمة حقوقنا الدستورية وحرية التعبير".
ومع تراجع النفوذ في واشنطن، أشارت كل من ميلر وتماري والعابد إلى أن الحركات الداعمة لفلسطين ستتحول لتبني تكتيكات سياسية تركز على الجانب المحلي، بما في ذلك حملات الضغط الاقتصادي مثل المقاطعة ودعم الاحتجاجات وتنظيم النشاط الاجتماعي.