1. سياسة
  2. سياق متصل

تحريك "قاذفات بي 2" الشبحية.. رسائل عسكرية أميركية لإيران

10 ابريل 2025
قاذفات بي 2 الشبحية (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

لا يقتصر الضغط الأميركي على إيران على الإجراءات الاقتصادية الظاهرة، بل يتخذ أشكالًا أخرى تتّسم بالحذر، وعلى رأسها التحركات العسكرية المدروسة. فالأمر لا يتعلق فقط بالتصريحات النارية التي لوّح بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مرارًا، بل يتعدّاها إلى خطوات ميدانية تستدعي من طهران حسابات تختلف عن تلك التي تُخصّص عادةً للتصريحات الإعلامية.

ومن أبرز هذه الخطوات، قيام الولايات المتحدة بنقل ست قاذفات استراتيجية من طراز "بي ـ 2" إلى قاعدة دييغو غارسيا العسكرية، وهي منشأة أميركية ـ بريطانية مشتركة في المحيط الهندي، على مقربة من الأراضي الإيرانية.

دلالات تحريك قاذفات "بي ـ 2"

تحمل هذه الخطوة دلالات استراتيجية عميقة. فقاذفات "بي ـ 2" تُعدّ من أندر وأكثر الأسلحة الجوية تطورًا في الترسانة الأميركية، إذ لا تمتلك الولايات المتحدة منها سوى 20 قاذفة فقط. ونظرًا لندرتها وكلفتها الباهظة، فإن البنتاغون لا يُقدم على تحريكها إلا في حالات استثنائية وبأقصى درجات التحفّظ.

تتميز هذه القاذفات بتقنيات الشبحية (التخفي عن الرادارات)، وبقدرتها على حمل أسلحة ثقيلة، بما في ذلك القنبلة الخارقة للتحصينات "جي بي يو-57" التي تزن 30 ألف رطل، والمصممة لاختراق المنشآت تحت الأرض. ويعتقد خبراء عسكريون أن هذه القنبلة تحديدًا تمثل الخيار الأميركي الأبرز لتدمير المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين.

وبحسب محللين تحدّثوا لوكالة "رويترز"، فإنّ نقل هذه القاذفات إلى قاعدة دييغو غارسيا يمنحها موقعًا مثاليًا لتنفيذ عمليات في منطقة الشرق الأوسط. وقد تم استخدامها بالفعل في الحملة العسكرية الأميركية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، في خطوة اعتبرها البعض مبالغة في استخدام القوة، وتهدف بالأساس إلى توجيه رسالة ردعية إلى طهران، التي تتهمها واشنطن بدعم الحوثيين عسكريًا واستخباراتيًا.

قاذفات "بي ـ2" ليست كأي قاذفات، إذ لا توجد منها في مخازن السلاح الأميركي سوى 20 قاذفة، ولذا لا يحركها البنتاغون إلا للضرورات القصوى وباعتدالٍ أيضًا، فضلًا عن ذلك فإنّ لهذه القاذفات خصائص عالية التقنية، فهي مزودة بتقنية التخفي، ومعدّة لحمل أثقل القنابل الأميركية والأسلحة النووية، بما في ذلك "قنبلة جي بي يو-57 التي تزن 30 ألف رطل، والمُصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض

هل ترسل واشنطن رسائلها لطهران عبر قاذفات "بي-2"؟

عندما سُئل وزير الدفاع الأميركي بيث هيغسيت عمّا إذا كان هدف نقل ست قاذفات شبحية من طراز "بي ـ 2" إلى منطقة قريبة من إيران هو توجيه رسالة حاسمة إلى طهران، أجاب قائلًا: "سنترك لهم القرار". وأضاف: "تُعد قاذفات بي ـ 2 ميزة عظيمة، فهي تبعث برسالة واضحة للجميع عندما تقترب منهم"، قبل أن يختتم بالقول: "لقد كان الرئيس ترامب واضحًا: لا ينبغي لإيران امتلاك قنبلة نووية. ونأمل بشدة أن يتم تحقيق هذا الهدف بطريقة سلمية".

وترى إيران أن نشر هذه القاذفات في قاعدة عسكرية قريبة منها يدخل في إطار سياسة الضغط القصوى التي تمارسها واشنطن لتفكيك طموحاتها النووية. إلا أن طهران شدّدت، في تصريحات متكررة، على أنها لن ترضخ لمثل هذه الضغوط، مهددةً بأن أي استهداف عسكري لمنشآتها النووية سيُقابل بردّ قاسٍ، ستكون له تداعيات على كامل المنطقة، في تلميحٍ إلى سيناريو حرب إقليمية شاملة.

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن إيران رفعت من جاهزية دفاعاتها الجوية حول منشآتها النووية والإستراتيجية، كما نفّذت عددًا من المناورات الدفاعية، بعضها منفرد، وبعضها مشترك مع الصين وروسيا. وكشفت خلال الأشهر الأخيرة عن مدنٍ صاروخية تحت الأرض، في استعراض لقدراتها الدفاعية ومستوى الردع الذي تمتلكه.

محادثات متضاربة

وفي تطوّر مفاجئ، أعلن ترامب، وفقًا لوكالة "رويترز"،  أن الولايات المتحدة وإيران تستعدان لبدء محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان. لكنه في الوقت ذاته حذّر من أن "إيران ستكون في خطر كبير إذا فشلت تلك المحادثات".

في المقابل، أكدت طهران أن المحادثات، إن حصلت، ستكون غير مباشرة، ما يعكس حجم الخلاف بين الجانبين حتى في شكل الحوار ذاته.

وعاد ترامب يوم الأربعاء ليكرّر تهديده باستخدام القوة العسكرية إذا لم توافق إيران على إنهاء برنامجها النووي، قائلاً أمام الصحفيين: "لا أطلب الكثير. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، وإذا تطلّب الأمر تدخّلًا عسكريًا، فسنقوم به"، وأضاف: "من البديهي أن تكون إسرائيل رأس الحربة في أي عمل عسكري ضد إيران".

اتهامات غربية وتمسّك إيراني

تتّهم القوى الغربية إيران بالسعي سرًا لتطوير سلاح نووي، مشيرةً إلى ارتفاع وتيرة تخصيب اليورانيوم واقترابه من النسبة اللازمة لصناعة قنبلة نووية. لكن طهران تؤكّد أن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض مدنية، وعلى رأسها إنتاج الطاقة.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة