تحقيق يكشف تصاعد حالات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال
23 نوفمبر 2024
كشف تحقيق لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن تسجيل ستّ حالات انتحار على الأقل في صفوف العسكريين الإسرائيليين خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تدهور أوضاعهم النفسية الناتجة عن المشاركة المطولة في العمليات العسكرية في قطاع غزة وجنوب لبنان.
وأثار التحقيق تساؤلات حول الأعداد الحقيقية لحالات الانتحار ومدى تأثير الحرب على الحالة النفسية للجنود، وفقًا لما أفاد به التلفزيون العربي.
وبيّن التحقيق أن التدهور النفسي دفع آلاف الجنود للتوجه إلى عيادات الصحة النفسية التابعة لجيش الاحتلال، إضافة إلى طلب المساعدة من مختصين نفسيين ميدانيين. وتشير التقديرات إلى أن حوالي ثلث الجنود المتأثرين نفسيًا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وأن عدد المصابين نفسيًا يفوق عدد المصابين جسديًا خلال العمليات القتالية.
كشف تحقيق لصحيفة عبرية عن تسجيل 6 حالات انتحار على الأقل بين صفوف العسكريين الإسرائيليين خلال الأشهر الأخيرة
ورغم وعد جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشر الأرقام الرسمية المتعلقة بحالات الانتحار بحلول نهاية العام، إلا أنه يواجه انتقادات لعدم الإفصاح عن البيانات بشفافية. ويعتقد خبراء أن الأبعاد الحقيقية للأزمة النفسية ستظهر مع عودة الجنود إلى الحياة الطبيعية بعد انتهاء العمليات القتالية.
وفي آذار/مارس الماضي، صرح رئيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي، لوسيان ليئور، بأن نحو 1700 جندي خضعوا لعلاج نفسي. فيما كشفت صحيفة هآرتس في أيار/مايو عن عشر حالات انتحار منذ بدء العدوان على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعضها وقع أثناء المعارك في محيط مستوطنات غلاف غزة.
وأشارت تقارير إلى حالة إحباط شديدة بين الجنود الإسرائيليين، حيث أعرب العديد منهم عن عدم ثقتهم بالقيادة العسكرية. وفي حزيران/يونيو الماضي، أقدم جندي على الانتحار بعد أن طُلب منه العودة إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إنّ الجندي إليران مزراحي أقدم على الانتحار في موقف سيارات عين جدي قرب البحر الميت، بعد إصابته باضطراب ما بعد الصدمة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رصدت شبكة "CNN" الأميركية في تقرير لها الآثار النفسية وانتشار حالات الانتحار بين الجنود العائدين من القتال في غزة، مشيرة إلى أنهم شهدوا "أهوالًا لا يمكن للعالم الخارجي فهمها بشكل كامل". وتقدم رواياتهم لمحات نادرة عن وحشية الحرب، التي يرى منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يريدها "بلا نهاية"، بينما يدفع الجنود الثمن غير المباشر للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتفيد الروايات التي رصدتها الشبكة الأميركية بأن آلاف الجنود الإسرائيليين، الذين شاركوا في العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من عام، يعانون من اضطرابات نفسية شديدة أدت، في حالات عدة، إلى الانتحار. وتقول قيادة جيش الاحتلال إنها تقدم الرعاية لآلاف الجنود الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو الأمراض العقلية الناجمة عن الصدمات التي تعرضوا لها أثناء العدوان. ومع ذلك، يبقى عدد الجنود المنتحرين غير واضح، حيث لم يقدم الجيش أي رقم رسمي.
