1. سياسة
  2. سياق متصل

تخلي موسكو عن نظام الأسد يلقي بظلال من الشك على مصداقيتها لدى حلفائها الأفارقة

1 يناير 2025
(FP) حلفاء روسيا في إفريقيا
الترا صوتالترا صوت

 

كان تخلي روسيا المفاجئ عن نظام الرئيس السوري الهارب بشار الأسد باعثًا للقلق في عدة عواصم إفريقية، وجدت نفسها في مواجهة سؤال محرج حول مدى مصداقية موسكو كحليف استراتيجي.

ويتعلق الأمر حسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية بمالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى، وهي دول عوّضت فيها روسيا الوجود العسكري الفرنسي، بعد الانقلابات التي نفذها ضباط شبّان في تلك البلدان، لكنّ "الخذلان الروسي لطاغية الشام"، يهدد حسب لوفيغارو، نفوذ موسكو مستقبلًا في إفريقيا.

عواقب صعبة التقدير:

يرى الكاتب الصحفي تانغي بريثيمي أنه من السابق لأوانه تقدير تقدير عواقب تخلي روسيا عن حليفها بشار الأسد، وتفكيك وجودها العسكري في البلد الذي استمرت قواتها فيه حوالي عقد من الزمن، ومع ذلك، لا يمكن نكران أنّ هذا التخلي وهذا الترك الدراماتيكي أثار تساؤلات في العواصم الإفريقية الحليفة لموسكو في القارة السمراء، يتعين على الروس الإجابة عنها سريعًا، وإلّا فإنّ نفوذهم في إفريقيا معرض "لتراجع خطير" حسب تقرير لوفيغارو.

ويرى بريثيمي أنّ أوّل الأسئلة التي تنتظر جوابًا روسيا يتعلق بما أسماه "الجوانب اللوجستية، إذ إن مستقبل المواقع العسكرية الروسية في سوريا، مثل القاعدة البحرية في طرطوس على البحر المتوسط وقاعدة حميميم الجوية، ليس مضمونا على الإطلاق، نظرا لتعامل روسيا مع الحكومة الانتقالية السورية"؟

لم يكن نظام بشار الأسد قادرًا على الصمود دون التدخل الجوي الروسي

فليس خافيًا أنّ القوات الروسية التي انتشرت في سوريا منذ 2015، استخدمت قاعدتي حميميم وطرطوس "لإمداد عملياتها في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وإفريقيا الوسطى، ذلك لأن الطائرات الروسية الكبيرة لا تستطيع إجراء رحلات مباشرة بين روسيا وأفريقيا بسبب محدودية مدى طيرانها".

قد تكون لدى روسيا إجابة عملية على هذا السؤال، فقد بدأت بالفعل عملية تحويل ثقلها العسكري في المنطقة من سوريا إلى قاعدة الخادم شرقي ليبيا، لكنّ حالة الانقسام في ليبيا وعدم استقرارها، يلقي بظلال من الشك على قدرة موسكو على اتخاذها موطنًا لقواتها وإدارة عملياتها في إفريقيا التي يتولاها ميدانيًا ما يسمى "الفيلق الإفريقي التابع لوزارة الدفاع الروسية والذي حلّ محلّ مليشيات فاغنر بعد مقتل قائدها يفغيني بريغوجين في حادث طائرة مثير للشكوك".

ويذهب بريثيمي إلى القول إن "خسارة روسيا لقاعدة طرطوس في سوريا ستعرقل خطوط الإمدادات لوحدات فاغنر والفيلق الإفريقي، ما قد يضعف الوجود العسكري الروسي، ويؤثر على نفوذ ومصداقية روسيا" مع تأكيد بريثيمي على أنّ "المجلس العسكري الحاكم في مالي يعتمد بشكل كبير على هاتين الشركتين العسكريتين الخاصتين في صراعه السياسي والعسكري مع مقاتلي أزواد شمال البلاد"

مضيفًا أنه في "النيجر و بوركينا فاسو، قد تعيق التعقيدات اللوجستية خطط توسيع الانتشار العسكري الروسي، وسيؤثر الأمر كذلك على جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تُعتبر قوات فاغنر جزءًا أساسيا من مقومات البلاد العسكرية، وتحمي الحكومة وتدعمها ضد التهديدات الأمنية" وفق تعبيره.

يشار إلى أنّ عدد المقاتلين الروس بلغ في غرب إفريقيا، وفقًا لمعطيات غير رسمية، 3 آلاف مقاتل، وهو عدد "يحتاج إلى خطوط إمداد لوجستية آمنة ومستدامة، وفي حال تعذر تحقيق ذلك عبر القواعد في سوريا" قد تضطر موسكو، حسب لوفيغارو،  إلى "إعادة نشر قواتها في شرق ليبيا، وهي منطقة أقل ملاءمة من الناحية اللوجستية، إذ يفتقر ميناء بنغازي إلى التسهيلات والبنية التحتية الموجودة في ميناء طرطوس السوري".

ويتوقع بريثيمي، في هذا الصدد، أنّ روسيا قد تتوجه إلى السودان في حال لم تطور البنية التحتية البحرية الليبية، خاصةً أن لديها حلمًا قديمًا بإنشاء "قاعدة بحرية على البحر الأحمر"، لكنّ السلطات السودانية تحت قيادة عبد الفتاح البرهان، رفضت حسب لوفيغارو، "رفضت طلبات موسكو حتى الآن خشية ردة فعل الولايات المتحدة، على الرغم من وعود روسية بتزويد السودان بأنظمة صواريخ إس-400 وتوفير النفط".

مصداقية مهددة:

لا شكّ أن ثمة عدة عوامل تفسر سقوط الأسد، لكن العامل الرئيسي فيها، حسب لوفيغارو، هو غياب التدخل الجوي الروسي الذي سبق أن أنقذ النظام عام 2015، وترى لوفيغارو أن "تقاعس موسكو عن إنقاذ الأسد بتفعيل سلاحها الجوي أثار ردود فعل متباينة وغاضبة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تساءلت الأنظمة العسكرية الحاكمة هناك عن سبب تخلي موسكو عن صديقها: فهل كان الجيش الروسي، المنشغل بحربه في أوكرانيا، غير قادر على تقديم المساعدة؟ أم أنه سئم الأسد ورفضه تقديم أية تنازلات؟".

تعتقد لوفيغارو أنّ الثابت الوحيد في خضم كل هذه التساؤلات هو أنّ السلوك الروسي "زعزع مصداقية ولائها لحلفائها في إفريقيا، خصوصا مع وجود توترات بالفعل، ففي إفريقيا الوسطى أثار تمرد رئيس شركة فاغنر الأمنية يفغيني بريغوجين عام 2023 تساؤلات حول علاقة فاغنر بالكرملين، أما في  باماكو، فقد أدى الهجوم الذي وقع الصيف الماضي شمال مالي، حيث قُتل نحو 60 من الجنود الماليين ومقاتلي فاغنر، إلى توترات شديدة بين الطرفين".

ونقلت لوفيغارو عن دبلوماسي أوروبي، لم تحدد هويته، قوله "يمكننا أن نفهم لماذا تشعر الأنظمة العسكرية في بوركينا فاسو ومالي بالقلق من رؤية الكرملين يتخلى عن حليفه، لأن السبب الرئيسي الذي دفع العسكريين الأفارقة إلى التحالف مع موسكو هو تعزيز سلطتهم اعتمادًا على شريك قوي يضمن أمانهم بلا متطلبات كثيرة، وإذا تغير ذلك، فإن التحالف الساري يعتبر منتهيًا" على حدّ تعبيره.

 

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة