تداعيات عودة ترامب.. حكومة جاستن ترودو في طريقها لمواجهة مصير حكومة تشولس

بدأت تداعيات عودة ترامب تُحدث مفعولها في كندا، حيث تعرّض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لسلسلة من النكسات، بدأت هذا الأسبوع باستقالة نائبته القوية كريستيا فريلاند، بسبب خلافٍ بينهما على الطريقة المثلى لمواجهة الحرب التجارية التي يلوح بها ترامب عبر فرض رسوم جمركية كبيرة على واردات جميع الدول، بما فيها تلك الحليفة، وذلك بمجرد دخوله البيت الأبيض رئيسًا لعهدة رئاسية ثانية بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير المقبل.

وازدادت حدة الأزمة السياسية التي يواجهها ترودو تفاقمًا بخسارته جانبًا كبيرًا من دعم الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه، إلى الحد الذي دفع بعض الأعضاء إلى إعلان انشقاقه عن الحزب، كما كشفت آخر استطلاعات رأي في البلاد أنّ ترودو في طريقه إلى خسارة الانتخابات المزمع تنظيمها تشرين الأول/أكتوبر من العام المقبل 2025، حيث يتخلف بفارق 20 نقطة عن منافسه المحافظ بيير بوالييفر الذي طالب بالذهاب لانتخابات مبكرة قبل نهاية العام الجاري 2024، بما أنّ البرلمان لن يعقد أي جلسة قبل نهاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل.

ويطالب بيار بوالييفر بإجراء تصويت خلال الأيام المتبقية من العام الجاري بهدف تنظيم انتخابات مبكرة، إذ إن جلسات البرلمان لن تعود للانعقاد حتى 27 يناير/كانون الثاني المقبل.

خسر جاستن ترودو الكثير من شعبيته حسب آخر استطلاعات للرأي

ويتّهم المحافظون في كندا وقطاع واسع من الحزب الليبرالي رئيس الوزراء الشاب جاستن ترودو "بعدم القيام بما يكفي لمواجهة تهديدات ترامب بفرض رسوم كبيرة على الواردات الكندية تصل إلى حدود 25%"، يضاف إلى ذلك أن ترودو حسب منتقديه تجنب الرد على سخرية ترامب منه، عندما وصفه سابقًا بـ"حاكم الولاية الأميركية الـ51" في استخفاف صريح بالسيادة الكندية.

وممّا بررت به فريلاند استقالتها، وهي أحد حلفاء ترودو الرئيسيين، قولها إنّ رئيس الوزرراء يتبنّى حيلًا سياسية مكلفة، وذلك بدلًا من مواجهة الرئيس الأميركي مباشرة، فضلًا عن ذلك يغلّب ترودو مصلحته الشخصية على مصلحة الكنديين" وفق تعبيرها.

يشار إلى أنّ فريلاند التي كانت نائبةً لترودو شغلت سابقًا منصب وزيرة المالية في الحكومة، ويرى المتابعون أنّها باستقالتها قد أدخلت حكومة ترودو الليبرالية في "حالةٍ من الفوضى، كفيلة بتعجيل وتيرة المطالبات باستقالة رئيس الوزراء وحكومته من قبل حلفائه وأعضاء بحزبه قبل مطالبة المعارضة بذلك".

وانتهزت المعارضة حالة "الفوضى" التي تمر بها حكومة ترودو، حيث طالبت 3 أحزاب كندية معارضة بتنحي ترودو عن رئاسة الوزراء، وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها.

ويُذكّر هذا السيناريو، بما وقع في ألمانيا، حيث تعرض ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس للتفكك على خلفية استقالة وزير المالية، حيث اضطرّ شولتس للّجوء إلى البرلمان الذي سحب الثقة من الحكومة، ليقرر على إثر ذلك الذهاب لانتخابات مبكرة من المقرر إجراؤها شباط/فبراير المقبل.

وبالعودة للوضع الكندي صرّح النائب عن الحزب الليبرالي الحاكم شاندرا آريا، قائلًا "إن عشرات من زملائه يريدون تنحي رئيس الوزراء"، كما أفادت وسائل إعلام كندية أنّ "50 من أصل 75 نائبًا ليبراليا من أنتاريو سحبوا دعمهم لترودو خلال اجتماع لمناقشة مستقبله"، واعتبر النائب عن الحزب الليبرالي شاندرا آريا بأن "غالبية الأعضاء يرون أن الوقت قد حان لتنحي رئيس الوزراء".

وفي ذات السياق صرّح النائب عن كيبيك، أنتوني هاوسفاذر، لمحطة سي بي سي قائلًا: "سنكون في وضع مستحيل إذا بقي ترودو في رئاسة الوزراء".

كما أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، وهو حليف يساري سابق لترودو "أنه لم يعد يدعم الحكومة".

تجدر الإشارة إلى أن جاستن ترودو قام الأسبوع المنصرم بإجراء تعديل وزاري كبير طال ثلث الوزارات، دون أن يلقي بالًا بالأزمة السياسية التي تهدد بالإطاحة به وبحكومته.

وكان ترودو تولى منصب رئيس الوزراء في كندا عام 2015، واستطاع أن يقود حزبه للانتصار في استحقاقين انتخابيين عامي 2019 و2021، قبل أن تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة عن تراجع في شعبيته.