تراجع قوات النظام يربك حلفاءه ويشعل استنفارًا عسكريًا ودبلوماسيًا
2 ديسمبر 2024
حققت فصائل المعارضة تقدمًا كبيرًا على قوات النظام في الشمال السوري، وفرضت سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب بالكامل، ووصلت إلى مدن وبلدات ريف حماة الشمالي.
أربك تقهقر قوات النظام حلفاءه، وجعلهم في حالة استنفار لإنقاذه، والحفاظ على نفوذهم الذي بذلوا فيه سنوات من الجهود المادية والدبلوماسية والعسكرية. فأقالت روسيا المسؤول عن قواتها في سوريا، وأجرت إيران جولات دبلوماسية لحشد الدعم للنظام السوري، بينما دفعت ميليشيات تابعة لها قواتها للتقدم نحو حلب، قبل أن تتعرض بعض هذه القوات لقصف من طيران التحالف الدولي.
روسيا تقيل المسؤول عن قواتها في سوريا
قالت وكالة "رويترز" إن موسكو أقالت الجنرال سيرجي كيسيل، قائد قواتها في سوريا، بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة حلب. ونقلت الوكالة عن تقارير غير مؤكدة أن الجنرال ألكسندر تشايكو خلف كيسيل في قيادة العمليات الروسية في سوريا.
تأتي هذه الخطوة وسط انتقادات لاذعة وجهتها مدونات عسكرية روسية لأداء كيسيل، الذي كان قد قاد سابقًا جيش الدبابات الأول الروسي في منطقة خاركيف الأوكرانية، حيث واجه إخفاقات كبيرة خلال هجوم مضاد شنّته القوات الأوكرانية أواخر عام 2022.
أقالت روسيا المسؤول عن قواتها في سوريا، وأجرت إيران جولات دبلوماسية لجلب الدعم للنظام السوري، فيما حشدت ميليشيات تتبع لإيران قواتها للتقدم تجاه حلب
ووصفت مدونة "فويني أوسفيدوميتل" (المخبر العسكري) أداء كيسيل في سوريا بالفاشل، قائلة: "كان من المفترض أن يكشف عن مواهبه الخفية، لكن شيئًا ما أعاقه مرة أخرى". كما علّقت قناة "ريبار" على تيليغرام، المقرّبة من وزارة الدفاع الروسية، بأن: "سوريا لطالما كانت ساحة لغسل سمعة الجنرالات الذين فشلوا في أداء مهامهم".
تكهنت القناة بأن الجنرال سيرجي سوروفيكين، المعروف بلقب "جنرال أرماجدون" بسبب قسوته في العمليات العسكرية بسوريا، قد يعود لقيادة القوات هناك. وبحسب "رويترز"، يتمتع سوروفيكين بسمعة قوية في الشرق الأوسط، إلا أنه خُفّضت رتبته العام الماضي إثر تقارير عن تورطه المحتمل في تمرد مجموعة فاغنر الروسية.
جولات دبلوماسية مكثفة
بدأت إيران جولات دبلوماسية مكثفة لإنقاذ حليفها بشار الأسد. زار عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، دمشق أمس الأحد، حيث التقى رئيس النظام بشار الأسد وأكد دعم إيران لجيشه، مشددًا على أن طهران لن تميز بين "الكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية"، وفق زعمه. كما أجرى لقاءً مع وزير الخارجية التركي اليوم الإثنين، بحث فيه التطورات في المنطقة و"مكافحة الإرهاب"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وقبل ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن عراقجي سيتوجه قريبًا إلى "عدة دول في المنطقة للتشاور حول القضايا الإقليمية، وخصوصًا التطورات الأخيرة". كما أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بحث خلاله التطورات الأخيرة في سوريا، وشدد على ضرورة التنسيق مع موسكو بشأن سوريا قدر الإمكان، وفق صحيفة "العربي الجديد".
في الوقت نفسه، أجرى رئيس النظام بشار الأسد اتصالات مع قيادات في الإمارات والعراق، بينما أكد الأردن دعمه لوحدة سوريا واستقرارها. من جانبها، عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها من الوضع، داعية إلى خفض التصعيد، مع التأكيد على ضرورة حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.
التحالف الدولي يستهدف "مؤازرات" الميليشيات التابعة لإيران
فجر اليوم الإثنين، نفذت طائرات أميركية تابعة للتحالف الدولي غارة جوية استهدفت قافلة عسكرية مشتركة بين ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقية و"لواء فاطميون" الأفغانية المدعومتين من الحرس الثوري الإيراني. وقع الهجوم على أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير معظم القافلة المكونة من 20 مركبة من نوع "بيك آب".
وبحسب صحيفة "العربي الجديد"، جاءت الغارة بعد حوالي 30 دقيقة من دخول القافلة الأراضي السورية من العراق عبر ممر غير شرعي. كانت وجهة القافلة بادية حلب، حيث تشهد المنطقة توترات ميدانية بعد سيطرة فصائل "ردع العدوان" المعارضة على بلدة خناصر جنوب حلب، واقترابها من مواقع استراتيجية خاضعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية.
تأتي هذه الغارة في سياق سلسلة ضربات أميركية استهدفت مواقع الميليشيات المدعومة من إيران خلال الأيام الماضية. يوم الجمعة الماضي، شنت الطائرات الحربية الأميركية غارات على مواقع "لواء الباقر" في بلدات مراط، خشام، ومظلوم بريف دير الزور الشمالي، وبادية معيزيلة شرق دير الزور، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.