ترامب يثير الجدل .. هل يحقق الوعود التي تهم ناخبيه؟
26 يناير 2025
أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال أسبوعه الأول من ولايته الثانية، موجة من القرارات والإجراءات المثيرة للجدل التي تتوافق مع وعوده الانتخابية.
تضمنت هذه القرارات إعادة تفسير التعديل الرابع عشر لإنهاء منح الجنسية بالولادة، نشر قوات عسكرية على الحدود مع المكسيك للقيام بعمليات ترحيل جماعي، إغلاق مكاتب التنوع والمساواة في المؤسسات الفيدرالية، وإضعاف أنشطة وزارة العدل المتعلقة بإنفاذ حقوق الإنسان.
أحد أكثر قرارات ترامب إثارة للدهشة كان إصدار عفو عن أكثر المتورطين عنفًا في هجوم الكابيتول يوم 6 كانون الثاني/يناير 2021، بالإضافة إلى تخفيف عقوبات بعض الأشخاص الذين قادوا تلك الأحداث
رغم أن هذه التحركات تشكل بداية جريئة لولايته الثانية، إلا أنها أثارت تساؤلات قانونية ودستورية وأشعلت جدلًا واسعًا حول مستقبل الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب.
قرارات مثيرة للجدل منذ اليوم الأول
يشير الصحفي دان بالز في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن أحد أكثر قرارات ترامب إثارة للدهشة كان إصدار عفو عن أكثر المتورطين عنفًا في هجوم الكابيتول يوم 6 كانون الثاني/يناير 2021، بالإضافة إلى تخفيف عقوبات بعض الأشخاص الذين قادوا تلك الأحداث. هذا القرار أثار قلقًا واسعًا حتى داخل حزبه الجمهوري، خاصة أن مستشاريه، بمن فيهم نائب الرئيس جي دي فانس والمرشحة لمنصب المدعي العام بام بوندي، أشاروا سابقًا إلى أنهم لا يؤيدون مثل هذه العفو.
إنهاء الحرب الأوكرانية.. مراوغات #ترامب و #بوتين قد تكلف #كييف ثمنًا قاسيًا.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 17, 2024
اقرأ أكثر في التقرير: https://t.co/Wrnd3yMU7q pic.twitter.com/IK6ZfAeUVi
ولفت بالز إلى أن ترامب أثار الجدل عندما اقترح أثناء زيارته لكارولاينا الشمالية وكاليفورنيا، لإدارة أزمة حرائق الغابات وإعصار "هيلين"، إلغاء وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية (FEMA) وتحويل مسؤولية الإغاثة إلى حكومات الولايات. وزعم أن هذا النهج سيكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة، رغم غياب الأدلة التي تدعم هذا الادعاء.
تأثير أعمق على النظام الفيدرالي
قرارات ترامب لم تكن مجرد إشارات رمزية؛ فقد أثرت بشكل مباشر على عمل الوكالات الفيدرالية، ما أدى إلى تعطيل العديد من الوظائف الأساسية، مثل تمويل البحث العلمي ومراقبة تنفيذ القوانين. يوم الجمعة الماضي، أصدر ترامب قرارًا بإقالة المفتشين العامين المستقلين في معظم الوكالات الكبرى، وهي خطوة وصفها العديد من الخبراء بأنها غير قانونية، تهدف إلى تحويل السلطة التنفيذية إلى أداة تخدم مصالحه الشخصية دون رقابة.
أما في السياسة الخارجية، فقد وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعًا، لكن بحسب بالز هذا يثير مخاوف حول احتمال أن تأتي شروط التسوية لصالح روسيا والرئيس فلاديمير بوتين.
دعم قوي داخل الحزب الجمهوري
ويشير كاتب المقال إلى أنه رغم الانتقادات، يظل ترامب مسيطرًا على الحزب الجمهوري، حيث يتمتع بدعم واسع بين أعضائه الذين يخشون مواجهته. فقد وافق مجلس الشيوخ، بفارق ضئيل، على تعيين بيت هيجسيث وزيرًا للدفاع، رغم افتقاره للخبرة الإدارية ووجود مزاعم بسوء سلوك جنسي ضده.
مع ذلك، لا تزال قرارات ترامب تحظى بشعبية داخل الحزب، خاصة فيما يتعلق بترحيل المهاجرين غير النظاميين، وهي سياسة تلقى قبولًا لدى شريحة كبيرة من الناخبين الجمهوريين.
"بدا حفل تنصيب ترامب للناظرين إليه من الخارج حفلًا عاديًا لانتقال السلطة بين رئيسين للولايات المتحدة الأميركية، لكنّ قراءةً متفحصة لخطاب ترامب، تُبدي حقيقةً أخرى حول مستقبلٍ قاتم للسياسة الأميركية داخليًا وخارجيًا".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 21, 2025
⬅️ تقرؤون في مقال محمد يحي حسني قراءة عن مآلات تولي #ترامب… pic.twitter.com/q1BTb1Ik0M
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
في الوقت نفسه، تواجه وعود ترامب الاقتصادية والتزاماته بخفض الإنفاق الفيدرالي تحديات هائلة. قراراته بفرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة من الصين، المكسيك وكندا قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات وزيادة الأعباء على المستهلكين الأميركيين.
تواجه وعود ترامب الاقتصادية والتزاماته بخفض الإنفاق الفيدرالي تحديات هائلة. قراراته بفرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة من الصين، المكسيك وكندا قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات وزيادة الأعباء على المستهلكين
ترامب وعد أيضًا بخفض أسعار البنزين وزيادة إنتاج الطاقة، رغم أن الولايات المتحدة تسجل حاليًا معدلات إنتاج قياسية. ومع ذلك، يظل من غير المؤكد إذا ما كانت سياساته ستسهم فعلًا في تحسين حياة الأسر التي تكافح لتغطية نفقاتها.
تحديات قانونية متوقعة
أثار العديد من قرارات ترامب جدلًا قانونيًا، مثل محاولته إنهاء منح الجنسية بالولادة، وهو ما وصفه قاضٍ معين في عهد ريغان بأنه "غير دستوري بشكل صارخ". ومن المتوقع أن تواجه قراراته المتعلقة بالإنفاق الفيدرالي والهجرة تحديات قضائية قد تعيق تنفيذها.
من المتوقع أن يطلق ترامب فور استلامه لمهامه أكبر برنامج للترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين في التاريخ الأميركي الحديث.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 20, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/pXJEu36cL8 pic.twitter.com/oH2MSZ9Pos
ترامب بين الصدمة والنتائج الملموسة
رغم أن ترامب نجح في خلق صدمة للنظام السياسي من خلال قراراته المثيرة، إلا أن السؤال الأهم يظل ما إذا كان سيتمكن من تقديم نتائج ملموسة للناخبين الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض. فبينما تُرضي قراراته قاعدته الشعبية الأكثر ولاءً، يبقى التحدي الأكبر في تحسين حياة الأميركيين العاديين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم استقرار الاقتصاد.
في نهاية المطاف، يشير دان بالز إلى أن إدارة ترامب الثانية ستظل محط جدل كبير، حيث سيحدد نجاحه في الوفاء بوعوده الانتخابية مدى تأثيره على مستقبل الولايات المتحدة ودوره في صياغة المشهد السياسي الأميركي.