تشديد أميركي على عملية انتقالية شاملة وتحديات تواجه الإدارة الجديدة في سوريا
24 يناير 2025
دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره التركي، هاكان فيدان. جاء ذلك وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية، الخميس 23 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في بيان، أن روبيو أكد على "أهمية تحقيق انتقال شامل في سوريا مع ضمان منع الحكومة السورية الجديدة من أن تصبح مصدرًا للإرهاب الدولي"، وفق تعبيره.
الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي: "رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا مرهون بخطوات حكومة تصريف الأعمال بدمشق"
وأشار البيان إلى أن الاتصال بين الوزيرين تم يوم الأربعاء، لافتًا إلى أن تصريحات روبيو تعكس نفس الموقف الذي عبرت عنه إدارة الرئيس جو بايدن السابقة. وكان وزير الخارجية الأسبق، أنتوني بلينكن، قد استخدم لغة مشابهة خلال زيارته للمنطقة الشهر الماضي، بعد سقوط نظام بشار الأسد في أوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في تصريحات صحفية: إن "رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا مرهون بخطوات حكومة تصريف الأعمال بدمشق".
الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن لديها قوائم موثقة تضم نحو 3,700 طفل مختفٍ قسريًا منذ عام 2011.https://t.co/YAZRa3zTQd
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 24, 2025
نزع السلاح ورفض وجود جماعات مسلحة
إلى ذلك، تحدث القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، عن رؤية إدارته تجاه القضايا المحلية والإقليمية، خلال مقابلة أجراها مع قناة "a-haber" التركية.
وسلط الشرع خلال المقابلة الضوء على المفاوضات الجارية بشأن تسليم سلاح تنظيم وحدات حماية الشعب "YPG" وحزب العمال الكردستاني"PKK"، مشددًا على رفض الإدارة السورية الجديدة بشكل قاطع وجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة.
الشرع: "لا يمكن القبول بوجود مجموعات المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وعلينا ضمان أن تكون جميع القوى المسلحة تحت سلطة الدولة الشرعية"
وأكد الشرع أن "هذه السياسة تمثل حجر الزاوية في خطط الإدارة لإعادة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي السورية". وأضاف: "لا يمكن القبول بوجود مجموعات المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية، وعلينا ضمان أن تكون جميع القوى المسلحة تحت سلطة الدولة الشرعية".
وأشار إلى أن تنظيمَي "YPG" و"PKK" لم يستجيبا بعد لدعوات نزع السلاح، مؤكدًا أن الإدارة لن تتساهل مع محاولات "حزب العمال الكردستاني لاستخدام الأراضي السورية كقاعدة لشن هجمات إرهابية ضد تركيا"، وفق تعبيره.
كما لفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة تعمل بجد لضمان أمن الحدود السورية-التركية، مشيدًا بالدور الذي تلعبه تركيا في دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
أشار الشرع إلى رفض قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، التخلي عن السلاح، قائلًا: "هذا الموقف يعرض وحدة البلاد للخطر ويؤخر جهود إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار"
وواصل الشرع هجومه على حزب العمال الكردستاني، متهمًا إياه باستغلال قضية تنظيم "داعش" لتحقيق مكاسب خاصة، مشيرًا إلى أن "التنظيم يستغل الحرب ضد الإرهاب كغطاء لتعزيز وجوده المسلح داخل سوريا".
كما أشار إلى رفض قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، التخلي عن السلاح، قائلًا: "هذا الموقف يعرض وحدة البلاد للخطر ويؤخر جهود إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار".
لا حرب مع إسرائيل والإشادة بالعلاقات مع تركيا
إقليميًا، أعرب القائد العام للإدارة السورية الجديدة عن رفضه القاطع لأي تقدم إسرائيلي داخل الأراضي السورية، مؤكدًا أن سوريا لن تقبل بالتنازل عن سيادتها لأي جهة. لكنه في نفس الوقت أكد أن إدارته لا تريد حربًا مع إسرائيل.
ودعا الشرع إلى رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن تلك العقوبات كانت تستهدف نظام الأسد لكنها أثرت بشكل أساسي على الشعب السوري، مما زاد من معاناته.
أعرب الشرع عن رفضه القاطع لأي تقدم إسرائيلي داخل الأراضي السورية، مؤكدًا أن سوريا لن تقبل بالتنازل عن سيادتها لأي جهة. لكنه في نفس الوقت أكد أن إدارته لا تريد حربًا مع إسرائيل
وعن أولى زياراته إلى الخارج، كشف أحمد الشرع أن السعودية وتركيا هما الوجهتان الأقرب، دون تحديد موعد دقيق لذلك. وأكد أن العلاقات بين سوريا وتركيا ستظل قوية، مشيرًا إلى أن تركيا لعبت دورًا محوريًا في دعم الشعب السوري، قائلاً: "لن ننسى أبدًا الدعم الكبير الذي قدمته تركيا للسوريين، والرئيس أردوغان سيصنع التاريخ من خلال مواقفه الداعمة".
وجه الشرع رسالة إلى السوريين المقيمين في الخارج، داعيًا إياهم للعودة إلى وطنهم والمساهمة في إعادة بنائه. وتعهد بوضع دستور جديد يعزز قيم العدالة والمساواة، ويضمن حقوق جميع السوريين. وأكد أن الإدارة السورية الجديدة ملتزمة ببناء مستقبل أفضل لسوريا وشعبها، يعتمد على مبدأ المصالحة الوطنية والتكاتف لإعادة إعمار البلاد.
#سوريا بعد الأسد.. أرقام مروّعة ومجتمع منهك. pic.twitter.com/1LkT7PaGt6
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 5, 2025
تجميد حسابات مرتبطة بنظام الأسد
من جهة أخرى، أصدر مصرف سوريا المركزي، أمس الخميس، تعميمًا إلى المؤسسات المالية والمصرفية العاملة في سوريا، يقضي بتجميد الحسابات المصرفية للشركات والأفراد المرتبطين بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من الإجراءات التي تتخذها الإدارة السورية الجديدة لتقييد التدفقات المالية المرتبطة بالنظام السابق.ونص التعميم، طلب المصرف المركزي من البنوك "تجميد كافة الحسابات المصرفية للشركات والأفراد العائدة للنظام البائد والمرتبطة بها، وإعلامنا بقائمة بالحسابات المجمدة والتفاصيل الخاصة بها خلال ثلاثة أيام عمل من تاريخه".
مجموعة "القاطرجي"
شمل القرار، وفق "رويترز"، شركات وأفرادًا مرتبطين بمجموعة "القاطرجي" التي لعبت دورًا محوريًا في تجارة النفط السوري خلال فترة حكم الأسد. وتعتبر مجموعة "القاطرجي"، التي أدارها براء وحسام قاطرجي، من أبرز الشبكات الاقتصادية المرتبطة بالنظام السابق.
وأشارت تقارير إلى تورط المجموعة في تجارة النفط لصالح النظام، مما جعلها هدفًا لعقوبات أميركية بسبب "تسهيل شحنات البترول والتمويل للنظام السوري"، وفق وزارة الخزانة الأميركية.
وقد لقي براء قاطرجي مصرعه في تموز/يوليو الماضي في غارة، يُعتقد أن إسرائيل نفذتها بالقرب من الحدود اللبنانية، بينما يواصل حسام قاطرجي مواجهة العقوبات الدولية.
جهود لتعقب الأموال
يأتي هذا القرار في إطار جهود الحكومة المؤقتة التي تشكلت بعد الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتتبع التدفقات المالية المرتبطة بالنظام السابق. ووفقًا لمسؤولين، تهدف هذه الإجراءات إلى زيادة الشفافية وتعزيز الرقابة على الأموال التي يعتقد أنها تمثل مصادر تمويل غير مشروعة للنظام البائد.
وقال أحد المصرفيين المطلعين على القرار، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"رويترز": إن "تنفيذ هذا التعميم قد يواجه صعوبات، نظرًا لأن العديد من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام استخدموا شركات واجهة أو حسابات بأسماء أشخاص آخرين لإخفاء أموالهم".
منسق الشؤون الطبية لأطباء بلا حدود في #سوريا: "اليوم، يموت الناس بسبب نقص أدوية لعلاج أمراض يمكن الشفاء منها بسهولة".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 20, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/Nt0nOsUAR4 pic.twitter.com/CB0CStpVEv
تعزيز التدابير المالية
وكانت الإدارة السورية الجديدة قد نفذت في وقت سابق إجراءات تجميد عامة للحسابات المصرفية، إلا أن بعض الأفراد تمكنوا من الطعن في القرارات وسحب أو تحويل أموالهم. ومع ذلك، تشير مصادر إلى أن التدابير الجديدة تهدف إلى أن تكون أكثر صرامة واستهدافًا، لتسهيل جمع المعلومات حول الأموال المرتبطة بالنظام السابق ومحاسبة المتورطين.
تصعيد أمني
على صعيد التطورات الميدانية، قال المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية السورية: إن مديرية أمن حلب تمكنت بالتعاون مع جهاز الاستخبارات من كشف سيارة مفخخة كانت في طريقها إلى مدينة حلب. وبحسب البيان، فإن السيارة كانت قادمة من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وتم رصدها قبل دخولها إلى المناطق الأمنة.
وفي نفس السياق، أعلن عن مقتل شخص وإصابة آخرين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وفقًا للدفاع المدني السوري.