تصريحات ماسك الداعمة لحزب البديل المتطرف تثير الجدل في ألمانيا
5 يناير 2025
أثارت تصريحات الملياردير الأميركي إيلون ماسك الداعمة لحزب البديل الشعبوي اليميني، جدلًا كبيرًا في ألمانيا، نظرًا لتوقيتها حيث تأتي قُبيل الانتخابات البرلمانية المبكّرة المزمع تنظيمها في شباط/فبراير المقبل على خلفية إخفاق حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس في نيل ثقة البرلمان من جديد.
وتفاعلًا مع مواقف إيلون ماسك وتصريحاته الداعمة لحزب البديل من أجل ألمانيا، ذهب المستشار شولتس ونائبه روبرت هايبك إلى اعتبار دعم ماسك لحزب البديل "تدخلًا غير مقبول في الديمقراطية الألمانية"، وأعرب شولتس وهايبك عن قلقهما البالغ إزاء حشر ماسك أنفه في شؤون ألمانيا الداخلية، لا سيما بهذا الموقف الداعم لحزب معروف بتقاربه مع موسكو.
ويعدّ هذا الانتقاد الصادر من جهات حكومية عليا، مؤشرًا على مدى أهمية التأثيرات التي يمارسها ماسك، حيث يملك الملياردير الأميركي منصّةً كبيرة للتأثير هي "إكس ـ تويتر سابقًا"، كما يريد ماسك، وهو لا يزال تحت نشوة كسْبه رهان الانتخابات الرئاسية التي دعم فيها بقوة ترامب أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، أن يُثبت أنّ تأثيره لا يقتصر على الولايات المتحدة لوحدها، بل يتجاوز ذلك إلى أوروبا.
يريد ماسك، وهو لا يزال تحت نشوة كسْبه رهان الانتخابات الرئاسية التي دعم فيها بقوة ترامب، أن يُثبت أنّ تأثيره لا يقتصر على الولايات المتحدة لوحدها، بل يتجاوز ذلك إلى أوروبا
وفي هذا الصدد ترى وكالة الأنباء الألمانية أنّ إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن "ماسك سيكون له دور رسمي في الإدارة الأمريكية المقبلة، يثير مخاوف جدية من تدخلات خارجية تؤثر على الانتخابات الألمانية"، مؤكّدة أن الجدل في ألمانيا بدأ "يتصاعد حول دعم ماسك لحزب البديل ودوره المحتمل في التأثير على الناخبين الألمان الذين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في 23 شباط/فبراير المقبل لاختيار ممثليهم في البرلمان".
وعليه فإن النّقد الألماني الموجه لماسك يرقى لأن يكون نقدًا لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بوصف ماسك عضوًا في فريقه الحكومي.
وكان المستشار الألماني شولتس قال في مقابلة أجراها السبت 4 يناير/كانون الثاني الجاري: "على الرغم من أنني غير منزعج من هجوم ماسك عليّ وعلى سياسيين ألمان آخرين، إلا أن الأمر الأكثر إثارةً للقلق من تلك الإهانات هو حقيقة أن ماسك يدعم حزبًا يمينيًا متطرفًا جزئيًا مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يدعو إلى التقارب مع روسيا بوتين ويسعى إلى إضعاف العلاقات عبر الأطلسي" وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
شولتس: الأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن ماسك يدعم حزبًا يمينيًا متطرفًا يدعو إلى التقارب مع روسيا بوتين ويسعى إلى إضعاف العلاقات عبر الأطلسي
بدوره وجّه روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر ونائب المستشار في الحكومة الحالية، تحذيرًا شديد اللهجة لماسك، قائلاً، حسب وكالة الأنباء الألمانية، "ابتعد عن ديمقراطيتنا، سيد ماسك"، مشيرًا إلى أن "الجمع بين الثروة الهائلة والسيطرة على المعلومات والشبكات يمثل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الألمانية".
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن إيلون ماسك أثار الجدل مؤخرًا عندما تدخل في السياسة الألمانية بإعرابه عن تأييده الكامل لحزب البديل من أجل ألمانيا في مقال رأيٍ في عدد يوم الأحد الماضي لصحيفة دي فيلت".
ولفتت وكالة الأنباء الألمانية النظر إلى أنّ المرشحة الرئيسية لحزب البديل للانتخابات البرلمانية القادمة أليس فايدل أعلنت عن "حوار مرتقب مع ماسك عبر منصة إكس المملوكة له".
وبحسب ما هو معلن سيتناول الحوار المقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير الجاري "حرية التعبير وأفكار الحزب حول مستقبل ألمانيا".
روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر في ألمانيا: "الجمع بين الثروة الهائلة والسيطرة على المعلومات والشبكات يمثل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية الألمانية"
وكان المتحدث باسم المرشحة فايدل، دانييل تاب، قد أكّد في وقتٍ سابق "وجود اتصالات منتظمة بين فريق ماسك وحزب البديل منذ شهور، على الرغم من عدم عقد لقاء شخصي بين الطرفين حتى الآن"، وفق تعبيره.
هذا ومن المتوقع أن يتم تقديم فايدل رسميًا، مطلع الأسبوع المقبل، بوصفها المرشح الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا في مؤتمر وطني للحزب، قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 23 شباط/فبراير المقبل.