تصعيد وعرقلة.. هل يتنصل نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
16 يناير 2025
أرجأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسة اجتماع المجلس الأمني المصغر "الكابينت" والحكومة للمصادقة على اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، في خطوة تعكس العراقيل التي يضعها الجانب الإسرائيلي، مما يثير التساؤلات حول إمكانية إنجاز الاتفاق.
وذكر ديوان نتنياهو أن حركة حماس تراجعت عن جزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها، وأن اجتماع الحكومة سيعقد بعد إعلان الوسطاء موافقة الحركة على جميع التفاهمات.
كذب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، ما قاله ديوان نتنياهو بأن حركة حماس انسحبت من تفاهمات في اتفاق وقف إطلاق النار
وأشار الديوان إلى أن نتنياهو تحدث مع فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة بشأن مطالب "حماس" المتعلقة بفرض أسماء سيتم الإفراج عنها، وإلغاء ما وصفه بـ"صلاحية إسرائيل في فرض الفيتو على هوية بعضهم". وبحسب الديوان، وجّه نتنياهو فريق التفاوض برفض هذا الطلب بشكل قاطع والإصرار على التفاهمات التي تم التوصل إليها بالفعل.
📌 أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مساء الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وقف إطلاق النار في غزة، على أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية عشرة وربع ظهر الأحد المقبل، الموافق 19 كانون الثاني/يناير الجاري.
📌 تمنى… pic.twitter.com/hK58T44z4x
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 16, 2025
بدوره، بعث منسق الحرب والمفقودين، جال هيرش، رسالة لعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، قال فيها إن حماس أضافت في الساعات الأخيرة مطالب تتعارض مع الاتفاق مع الوسطاء.
وأضاف: "حتى هذه اللحظة، لم يتم الانتهاء من تفاصيل الاتفاق بعد، ويواصل فريق التفاوض جهوده للتوصل إلى حل". لذلك، لا يوجد إعلان رسمي حتى الآن عن نجاح المفاوضات وانعقاد مجلس الوزراء. كما طالب العائلات "بالاعتماد على المعلومات من المصادر الرسمية والمرخصة فقط".
لكن الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت كذب ما جاء من ديوان نتنياهو بأن حماس انسحبت من تفاهمات في اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنها "أخبار كاذبة يخترعها نتنياهو بسبب أزمته مع سموتريتش".
بدوره، أكد مراسل الشؤون السياسية في "هيئة البث الرسمية"، الإسرائيلية أن السبب الحقيقي للتأخير في عقد اجتماع الحكومة وإعلان موافقتها على الاتفاق، هي الأزمة مع "حزب الصهيونية الدينية" بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وجهود نتنياهو لضمان استقرار حكومته.
وهو ما ذهب إليه مراسل إذاعة الجيش، يانير كوزاين، الذي قال إن "نتنياهو يحاول تصوير أزمته السياسية مع سموتريتش على أنها أزمة مع حماس"، معتبرًا "هذا الذي لا يحدث لا يُطاق". وأشار كذلك إلى فارق التوقيت مع الولايات المتحدة، مبينًا أن "الأميركيون نائمون الآن ولا يعلمون بما يفعله نتنياهو، وأُقدّر أنهم عندما يستيقظون ويفهمون ما يحدث، وستتحرك الأمور بشكل أسرع"، وفق قوله.
يشار إلى أن "حزب الصهيونية الدينية" لم يحسم قراره بشأن البقاء في الحكومة أو الانسحاب منها، مع تأكيدهم أنهم لن يدعموا الاتفاق في كلا الحالتين.
وقال عضو الكنيست عن "حزب الصهيونية الدينية"، تسفي سوكوت، إن "هناك احتمالًا كبيرًا لانسحابنا من الحكومة"، مبينًا أن "القرار سيصدر اليوم بخصوص الانسحاب أو مواصلة محاربة الاتفاق من داخل الحكومة". ووصف سوكوت الاتفاق بأنه "كارثي واستسلام إسرائيلي لحماس".
وفي رده على المزاعم الإسرائيلية، قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، لـ"التلفزيون العربي"، إنه "لا أساس لمزاعم نتنياهو عن تراجع الحركة عن بنود في اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف: "الاحتلال يريد خلق حالة توتر في وقت حرج". وطالب القيادي في حماس الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة بإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق.
خيام وشوارع قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار pic.twitter.com/C00k6fUc07
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 16, 2025
وأشار إلى أنه لا مجال للسجال أو تهرب نتنياهو من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة محاولة يائسة من نتنياهو لتخريب الاتفاق.
وصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة، بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار، من غاراته الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد البطة، بسقوط أكثر من 40 شهيدًا في قطاع غزة منذ منتصف الليل، لافتًا إلى أن الغارات اشتدت فور الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق.
من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 73 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين منذ لحظة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، الذي شهد الليلة الماضية احتفالات كبيرة بعد الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق في غزة.