تظاهرات طلابية وحملات إلكترونية في الأردن مناهضة لاتفاقية المياه مع الاحتلال
24 نوفمبر 2021
ألترا صوت- فريق التحرير
بالرغم من مرور يومين على توقيع اتفاقية " الكهرباء مقابل الماء " الثلاثية بين الأردن – الإمارات – إسرائيل برعاية أمريكية، لا تزال مشاعر الرفض والغضب تسيطر على ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، مع انتشار كبيروواسع لوسوم #ماء_العدو_احتلال، #غاز_العدو_احتلال و#التطبيع_خيانة، بالإضافة إلى بروز تحركات احتجاجية في عدد من الجامعات، بالرغم من المحاولات الرسمية الأردنية للتعتيم على الموضوع، وممارسة الضغوط على المحتجين.
الاتفاقية وُقعت في الإمارات على هامش فعاليات إكسبو دبي 2021، من قبل وزير المياه الأردني محمد النجار، ووزيرة الطاقة في حكومة الاحتلال كاريت إلهرار، والموفد الإماراتي لتغير المناخ سلطان الجابر، وهي نتاج لمباحثات سرية بين حكومة البلدان الثلاث، بدأت في شهر أيلول \ سبتمبر الماضي، وصولًا إلى مسودة الاتفاق الموقعة قبل أيام.
الحملات الإلكترونية التي قادها الناشطون المناهضون للتطبيع مع الاحتلال بكافة أشكالها، والرافضون للتفريط بالثروات الطبيعية الأردنية، وإبرام أي اتفاقات مع الاحتلال، وصفت الاتفاقية الموقعة الإثنين بـ"المخزية " ورأت أنها تسيء إلى القضية الفلسطينية وتخدم الاحتلال، بالتزامن مع حركات ووقفات احتجاجية شهدتها الجامعات والساحات الأردنية، أكّد الطلاب من خلالها وقوفهم التام إلى جانب القضية الفلسطينية، وإدانتهم لكل أشكال التطبيع وبالأخص توقيع الاتفقات التجارية مع الاحتلال.
وقد تعرّض بعضهم لمضايقات من قبل إدارات الجامعات، كما حصل مع طلاب جامعة الزيتونة حيث تهجّم عميد شؤون الطلاب خلدون الجياشة على المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للتطبيع، وهدّدهم بالفصل، ليرد الطلبة ويطلقوا وسم #أقيلوا_خلدون_الجياش.
وفي أبرز المواقف، نشر الناشط سمير مشهور مقطع فيديو من الوقفة التضامنية التي نفّذتها القوى الطلابية في جامعة العلوم والتكنولوجيا يوم الأربعاء في الـ 24 من تشرين الثاني \ أكتوبر، رفضًا للتطبيع مع العدو الصهيوني، وقال مشهور إن طلاب الجامعات لا يمكن تهديدهم أو ثنيهم عن التصدي لقضاياهم العربية والقومية.
ونقلت الناشطة هلا العبادي عن وزير المياه الأردني السابق منذر الحدادين، اعتباره القول بأن الأردن فقير بالمياه هو كلام فارغ، مشيرًا إلى أن الأردن يمتلك كميات كبيرة من المياه.
كلام الوزير السابق يدحض الحجّة التي سوّقها النظام الأردني لتمرير الاتفاقية الثلاثية، والقول أنها تهدف إلى سدّ حاجات الأردن المائية.
بدوره نشر رسام الكاريكاتور ناصر جفري، صورة كرتونية لمواطن أردنية لقي حتفه تحت أنابيب الغاز والمياه الإسرائيلية.
وأكّد المغرّد سامر أنهم كشعب أردني ليسوا بحاجة للمياه من العدو الإسرائيلي، وأنهم مستعدون للموت من العطش مقابل ذلك.
وقال الناشط عبادة العلي إن " شباب الجامعات الأردنية يقودون الحراك ضد رهن مستقبل الأردن بيد العدو الصهيوني، هذا الجيل الذي يراهنون على انشغاله بقضايا "معيشية" يثبت أنه في المقدمة سياسيًا، ولولا خنق القضاء العام وكبت الحريات لرأينا المزيد ".
ونشرت الناشطة راما صالح صورًا من تظاهرات شهدها عدد من الجامعات الأردنية، واقتبست بعض الشعارات المستخدمة فيها، مثل " شعب الأردن ما ببيع " و "الشعب الأردني يرفض معاهدة وادي عربة وكافة إقراراتها".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن ماء العدو هو احتلال كذلك غازه، وأن كل تعاون معه جريمة مآلها بيع قضية الأمة وتهديد الأردن بحسب تعبيره. وأضاف الزعاترة : " احسبوها جيدا قبل فوات الأوان، الشعبان الفلسطيني والأردني وكل جماهير الأمّة، لن تتسامح مع من يمهّدون الأجواء للعدو كي ينفّذ مخططاته ويحقق أحلامه".
تجدر الإشارة إلى أن الأردن وقّع اتفاقية " سلام " مع الاحتلال الإسرائيلي في العام 1994 بوساطة أمريكية عُرفت باتفاقية وادي عربة، في عهد الملك الراحل الحسين بن فيصل والد العاهل الحالي عبدالله، على وقع احتجاجات واسعة شهدتها العاصمة عمان، يومها حمل فيها المحتجون الأعلام السوداء وأطلقوا عليها وسم اتفاقية الذلّ والعار.
وخلال أكثرمن ربع قرن، وقّع البلدان العديد من الاتفاقيات التجارية، آخرها كان شراء الأردن لأكثر من 50 مليون متر مكعب من المياه في العام 2021. وقد تمّت مواجهة جميع الاتفاقات السابقة بمعارضة جمهور واسع من الأردنيين، مؤكّدين في كل مناسبة تمسّكهم بقضية فلسطين ورفضهم أي تطبيع مع الاحتلال.
اقرأ/ي أيضًا:
إعلان نوايا بين الأردن والاحتلال والإمارات بشأن مشروع الطاقة مقابل المياه