تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتصعيد عسكري إسرائيلي في جنوب لبنان
28 يمشي 2025
تواصل إسرائيل عدوانها العسكري على قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، مكثفة قصفها الجوي والمدفعي على المناطق السكنية، ما أسفر عن سقوط مزيد من الشهداء ودمار واسع، فيما يشهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلًا في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات، بينما سقط أربعة شهداء آخرين إثر قصف منزل لعائلة عوض في شارع كشكو جنوب شرق المدينة. كما استهدفت طائرات الاحتلال منطقة دوار المشروع شرق مدينة رفح، ما أسفر عن شهيد وعدد من الجرحى.
استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلًا في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات، بينما سقط أربعة شهداء آخرين إثر قصف منزل لعائلة عوض في شارع كشكو جنوب شرق المدينة
قصف مكثف في وسط وجنوبي القطاع
لم يقتصر التصعيد العسكري الإسرائيلي على الغارات الجوية، إذ شنت المدفعية الإسرائيلية قصفًا مكثفًا على شمال شرق مخيم النصيرات وسط القطاع، في حين أطلقت الدبابات نيرانها غرب رفح وشرق خان يونس. في شمال غزة، نفذت قوات الاحتلال عمليات تفجير لمبانٍ سكنية في بيت لاهيا، بينما تعرضت مناطق وسط وجنوب القطاع لغارتين جويتين إسرائيليتين، إضافة إلى غارة أخرى استهدفت مخيم المغازي وسط القطاع.
فيديو | الدفاع المدني ينتشل أطفالًا من تحت أنقاض منزل قصفه الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. pic.twitter.com/JHAIkeR3d1
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 28, 2025
الهلال الأحمر يكشف عن إعدام طواقم طبية ودفاع مدني في رفح
وصلت طواقم الهلال الأحمر، بعد تنسيق مع الأمم المتحدة، إلى منطقة اختفاء الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني التي فُقدت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المفاجئة في تل السلطان برفح. وكشفت عمليات البحث أن جيش الاحتلال أعدم أفراد الطواقم ميدانيًا ودفنهم في محيط المنطقة.
وأفاد مصادر صحفية بأن جهود البحث أسفرت عن انتشال جثمان قائد مهمة الدفاع المدني في رفح، الشهيد أنور العطار، فيما لا يزال مصير 14 آخرين مجهولًا. وكانت جمعية الهلال الأحمر قد أعلنت في وقت سابق فقدان الاتصال بطواقمها بعد أن طوقتهم القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم إنقاذ ضحايا قصف جوي ومدفعي على رفح.
من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان سابق، أن الجيش الإسرائيلي اختطف 15 مسعفًا ومنقذًا من الدفاع المدني خلال تأدية عملهم الإنساني في رفح، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل للضغط على تل أبيب للإفراج عنهم فورًا.
🎥 طفلة تبكي والدها الشهيد بعد قصف إسرائيلي على غزة. pic.twitter.com/NzIKEPhmWy
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 27, 2025
استهداف المنظمات الإغاثية
وفي تطور خطير، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحد مواقع منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في غزة أثناء توزيع الوجبات، ما أدى إلى استشهاد أحد المتطوعين وإصابة ستة آخرين، ليرتفع عدد قتلى المنظمة في القطاع إلى 12 شخصًا منذ بدء العدوان.
وأعربت المنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، عن حزنها العميق لفقدان أحد متطوعيها، مؤكدة أنها مستمرة في تقديم المساعدات رغم استهداف موظفيها.
هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، ففي نيسان/أبريل 2024، تعرضت قافلة تابعة للمنظمة لقصف إسرائيلي في دير البلح، مما أسفر عن مقتل سبعة موظفين يحملون جنسيات مختلفة، بينهم أميركيون وأوروبيون.
لجنة الإسناد المجتمعي
وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف القيادات السياسية، اتخذت حركة حماس قرارًا بعدم تعيين بديل لعصام الدعاليس، رئيس متابعة العمل الحكومي في غزة، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية استهدفت خيمته في اليوم الأول من استئناف العدوان، فجر 18 آذار/مارس 2025.
ووفقًا لمصدر قيادي في الحركة، فإن القرار يهدف إلى تجنب حدوث فراغ إداري، حيث سيتم التركيز فقط على إدارة الخدمات الأساسية خلال فترة الحرب، في انتظار تسلم لجنة الإسناد المجتمعي لمهامها وفق ما تم الاتفاق عليه مسبقًا.
الحصار الإسرائيلي يفاقم المعاناة
على الصعيد الإنساني، يزداد الوضع في قطاع غزة سوءًا، في ظل انقطاع تام للمساعدات الإنسانية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وفق ما أكده المفوض العام لوكالة الأونروا، الذي وصفها بأنها أطول فترة تبقى فيها غزة بلا إمدادات منذ بدء الحرب.
كما حذرت الأونروا من كارثة بيئية تهدد حياة السكان نتيجة تراكم النفايات في أنحاء القطاع، مما يفاقم معاناة الأهالي في ظل انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية.
🎥 "راحت حلا".. أب فلسطيني ينهار بعد استشهاد طفلته جراء قصف الاحتلال على قطاع غزة. pic.twitter.com/HBuC1Lzqve
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 25, 2025
من جهته، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزونات الغذاء المتبقية في قطاع غزة تُقدَّر بنحو 5700 طن، وهي كمية تكفي لدعم عملياته لمدة لا تتجاوز أسبوعين.
وأوضح البرنامج أن توسع العمليات العسكرية في القطاع يعوق بشدة جهود إيصال المساعدات الغذائية، ويعرّض حياة العاملين في مجال الإغاثة للخطر.
كما أكد أن سكان غزة يواجهون خطر الجوع الحاد وسوء التغذية مجددًا، في ظل تناقص الإمدادات الغذائية واستمرار إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
استهدافات إسرائيلية متواصلة
في موازاة العدوان على غزة، يشهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد صاروخين أُطلقا من لبنان باتجاه كريات شمونة، مشيرًا إلى أن أحدهما تم اعتراضه، بينما سقط الثاني داخل الأراضي اللبنانية.
وردًّا على ذلك، قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدات يحمر وكفر صير والطبية وزوطر وعيتا الشعب وأطراف الناقورة، فيما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية قنابل على على وادي كفرصير ومقهى ومنزل في بلدة حولا، ما أدى إلى نشوب حرائق.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن بلدة الخيام تعرضت لقصف مدفعي وفوسفوري إسرائيلي، وسط عمليات تمشيط مكثفة من قبل جيش الاحتلال، حيث سُمع دوي إطلاق نار كثيف في البلدات المجاورة. وذكرت الوكالة أن مدارس عدة رسمية وخاصة أغلقت في منطقة صور بعد تهديد إسرائيل برد عسكري.
فيديو | لبنان: حريق في المدرسة الرسمية في مدينة الخيام بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلي قبل قليل. pic.twitter.com/dKsUzFEBjc
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 28, 2025
تصعيد كلامي وتحذيرات إسرائيلية
التصعيد الإسرائيلي في لبنان ترافق مع تصريحات هجومية من قبل المسؤولين الإسرائيليين، حيث هدد وزير الأمن يسرائيل كاتس بأن "سكان كريات شمونة والجليل لن ينعموا بالأمان إن لم يكن هناك هدوء في بيروت"، محملًا الحكومة اللبنانية مسؤولية أي هجمات تنطلق من أراضيها.
كما دعا رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة إلى إلغاء اتفاق 1701، مشيرًا إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ من لبنان يذكّر ببداية ما وصفها بـ"كارثة 7 أكتوبر"، محذرًا من تكرار السيناريو في الشمال.