تقودها قوى يمينية شعبوية ضد اليسار.. الرئيس الأرجنتيني يدعو لـ"حرب ثقافية"

شن الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، المعروف بتصريحاته الشعبوية، هجومًا حادًا على منتقديه ووسائل الإعلام وخصومه السياسيين، داعيًا إلى تأسيس تحالف دولي يضم قادةً ودولًا ذات توجه يميني.

وخلال خطاب ألقاه في ختام مؤتمر العمل السياسي المحافظ "CPAC" الذي عقد في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس، أعلن ميلي أن "رياح الحرية الجديدة تجتاح العالم"، داعيًا حلفاءه المحليين والدوليين إلى إطلاق "حرب ثقافية" لضمان عدم تمكن اليساريين والاشتراكيين من الوصول إلى السلطة.

وخاطب الرئيس الأرجنتيني الحاضرين، وسط تصفيق حار: "علينا أن نتحد ونؤسس قنوات تعاون حول العالم. يمكننا أن نطلق على أنفسنا اسم الدولية اليمينية "، وأضاف سنأسس "شبكة من الدعم المتبادل تضم جميع المهتمين بنشر أفكار الحرية عالميًا".

أعلن ميلي أن "رياح الحرية الجديدة تجتاح العالم"، داعيًا حلفاءه المحليين والدوليين إلى إطلاق "حرب ثقافية" لضمان عدم تمكن اليساريين والاشتراكيين من الوصول إلى السلطة

وتابع الزعيم اليميني: "إنه واجبنا الأخلاقي أن ندافع عن إرث حضارتنا الغربية"، مؤكدًا أن "الطريقة الوحيدة لمحاربة الاشتراكية هي عبر اليمين"، متهمًا الوسط وأدواته بأنهم كانوا دائمًا وأبدًا في خدمة "اليسار الإجرامي"، وفق تعبيره.

الحرب على اليسار

وقبيل الاحتفال بمرور عام على توليه الرئاسة، انتقد ميلي بشدة خصومه الذين افترضوا مسبقًا أن حكومته ستفشل سياسيًا. وقال ميلي متهكمًا: "يجب أن يكون عشاق الفشار قد امتلأت بطونهم، لأننا لم نمنحهم تلك المتعة"، في إشارة إلى قطاعات من أنصار "البيرونية" إلى فشل حكومته قبل إتمام ولايتها. وأضاف: "نحن ندير أفضل حكومة في التاريخ"، واصفًا منتقديه بأنهم "نياندرتاليون"، هو توصيف يطلق على أشباه البشر.

🇦🇷🌐 | Discurso histórico y revolucionario del presidente Javier Milei en la CPAC Argentina 2024, la conferencia de derecha más importante del mundo que se realizó por primera vez en el país gracias a la influencia del libertario argentino.pic.twitter.com/ZoD11Akp8j

— La Derecha Diario (@laderechadiario) December 4, 2024

وشدد الرئيس الأرجنتيني على أنه لا يمكن رفع الراية البيضاء أمام اليسار، ومحاولة استرضائهم ليست خيارًا، قائلًا: "إنهم لا يتصرفون بنوايا حسنة، بل بدافع الطموح الإجرامي للسلطة. يفضلون أن ينهار البلد بدلًا من أن يزدهر بدونهم".

وأضاف: "لهذا السبب، لا مكان لأولئك الذين يطالبون بالتوافق، لأن ذلك هو بمثابة رفع الراية البيضاء أمام عدو لا يرحم. النار تُقاتل بالنار. وإذا اتهمونا بالعنف، أذكرهم بأننا ردة الفعل على 100 عام من الانتهاكات".

الهجوم على وسائل الإعلام

وشن ميلي هجومًا شديدًا على الإعلام، مشيرًا إلى عبارة أطلقها أحد داعميه البارزين، دانيال باريسيني الملقب بـ"غوردو دان"، خلال حدث إطلاق مجموعة "قوات السماء"، وهي مجموعة داعمة لميلي. وخلال الحدث، وصف باريسيني المجموعة بأنها "الجناح المسلح" لحزب ميلي "لا ليبرتاد أبانزا"، وهو تصريح أثار جدلًا واسعًا في الأرجنتين بالنظر إلى تاريخ البلاد المظلم مع الديكتاتورية وعمليات الإخفاء القسري التي وقفت وراءها مليشيات غير نظامية مرتبطة بالعسكر.

وقال ميلي مستنكرًا: "انظروا إلى بؤس الإعلام. أخذوا العبارة، واقتطعوها، وبدأوا في الحديث عن جناح مسلح، وقاموا بتشبيهنا بأولئك الأوغاد الذين كانوا يقتلون الناس في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات"، علمًا أن صحيفة "التايمز" تقدمت بطلب لحضور الحدث، لكنها مُنعت من الدخول.

حضور بارز

وقد شهد مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي يُعقد لأول مرة بوينس آيرس حضورًا لافتًا. وكان آخر اجتماع للمؤتمر عُقد في فلوريدا بالولايات المتحدة، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وكان ميلي حاضرًا، ليصبح أول زعيم عالمي يلتقي بالرئيس الأميركي المنتخب.

أشاد بانون بميلي قائلًا: "مستقبل أميركا الجنوبية بين يدي ميلي والوطنيون في الأرجنتين"

وكان من بين أبرز الحاضرين المعلق الأميركي المحافظ بن شابيرو، ولارا ترامب زوجة ابن دونالد ترامب، وزعيم حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف سانتياغو أباسكال، والنائب البرازيلي إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.

وأرسل كل من بولسونارو والمستشار السابق لترامب ستيف بانون رسائل فيديو عُرضت على الشاشة. وفي رسالته، أشاد بانون بميلي قائلًا: "مستقبل أميركا الجنوبية بين يدي ميلي والوطنيون في الأرجنتين".

بولسونارو واللاجئون

في رسالته الموجزة، شكر الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الرئيس الأرجنتيي على توفير الملاذ الأمن لأنصاره الذين أدينوا بالهجوم على مؤسسات الدولة في البرازيل عام 2023.

وقال بولسونارو في مقطع مصور: "هذا العمل المتمثل في استقبال هؤلاء الأشخاص المدانين سياسيًا، هؤلاء اللاجئين، لن ينساه البرازيليون الشرفاء".

ومنذ توليه منصبه قبل عام، بدأ الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، تنفيذ إصلاحات جذرية، وقام بفصل آلاف الموظفين المدنيين، وخفض البرامج الاجتماعية بشكل كبير، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر.