1. سياسة
  2. سياق متصل

تكاليف الخسارة في أوكرانيا.. هل تستطيع الولايات المتحدة تحمل العواقب؟

31 يناير 2025
عمال الإنقاذ يفتشون داخل مبنى دمرته الصواريخ في زاباروجيا (منصة إكس)
الترا صوتالترا صوت

في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، يناقش الكاتب والمحلل السياسي جورج ويل التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على اختيار الولايات المتحدة الهزيمة في أوكرانيا.

ويرى أن هذا الصراع، على عكس التدخلات السابقة في فيتنام والعراق وأفغانستان، لا يتعلق بمحاولة "زرع الديمقراطية" في بيئة غير مناسبة، بل هو "اختبار حقيقي لمصداقية الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة تهديدات الأنظمة الاستبدادية، وخاصة التهديد الروسي"، بحسب ما يقول الكاتب.

يرى ويل أن الخطر الحقيقي لا يكمن في تضخيم قدرة الولايات المتحدة، بل في التشاؤم المفرط بشأن ما يمكن تحقيقه، والاعتقاد الخاطئ بأن تكلفة الخسارة ستكون منخفضة

بين الواقعية السياسية والخطر الحقيقي للهزيمة

يعتبر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجب أن تكون "واقعية" تجاه أوكرانيا، لكنه لا يبدو قلقًا بشأن الغطرسة الأميركية بقدر ما يقلل من تداعيات الهزيمة، وفقًا لما يقوله جورج ويل.

ويرى ويل أن الخطر الحقيقي لا يكمن في تضخيم قدرة الولايات المتحدة، بل في التشاؤم المفرط بشأن ما يمكن تحقيقه، والاعتقاد الخاطئ بأن تكلفة الخسارة ستكون منخفضة.

قبل أن يصبح نائبًا للرئيس، صرح جي دي فانس بأنه "لا يهتم بما يحدث في أوكرانيا". في المقابل، يرى رئيس الاستخبارات البريطانية، ريتشارد مور، أن تكلفة عدم دعم أوكرانيا ستكون "أعلى بشكل لا نهائي" مقارنة بتكلفة دعمها.

أما تقرير معهد "أميركان إنتربرايز" (AEI) الذي أعده إلين ماكوسكر، وفريدريك كاغان، وريتشارد سيمز بعنوان "الدولارات والمنطق: مصلحة أميركا في انتصار أوكرانيا"، فيفسر أسباب ذلك.

التداعيات الاقتصادية والعسكرية لهزيمة أوكرانيا

يشير التقرير الذي استشهد به جورج ويل في مقاله إلى أنه إذا تمكن فلاديمير بوتين من الانتصار في أوكرانيا وبدأ في تهديد أوروبا الشرقية والوسطى، فإن الولايات المتحدة ستحتاج إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بمقدار 808 مليار دولار خلال خمس سنوات، وهو ما يمثل سبعة أضعاف التكلفة المتوقعة لمنع انهيار الجيش الأوكراني بحلول عام 2026.

كما يتوقع التقرير أنه في حال خسرت أوكرانيا الحرب، فستواجه الولايات المتحدة وحلف الناتو وضعًا خطيرًا يتمثل في وجود أكثر من 900 ألف جندي روسي على جبهة جديدة تمتد لمسافة 2600 ميل بين حلف الناتو وروسيا، إلى جانب الحاجة إلى إعادة نشر قوات أميركية وأوروبية على نطاق واسع لتعويض التهديد الجديد.

وستمنح هزيمة أوكرانيا لروسيا الفرصة لتجنيد الجنود الأوكرانيين الذين قاتلوا سابقًا ضدها، مما سيعزز من قدراتها العسكرية. كما أن إعادة بناء القدرات الدفاعية لحلف الناتو ستشكل عبئًا ماليًا هائلًا، نظرًا لعدم استعداده لحرب تقليدية كبرى في أوروبا منذ عقود، وهو ما يستلزم زيادة عدد القوات الأميركية، مما يفاقم الأعباء المالية والعسكرية.

لكن التكلفة لا تقتصر على الجوانب العسكرية والمالية فقط، إذ يتناول تقرير (AEI) التداعيات الإنسانية المحتملة. فقد كشفت روسيا، في المناطق التي احتلتها، عن ممارسات وحشية شملت القتل الجماعي، النهب، الاغتصاب المنهجي، والتعذيب الوحشي، إلى جانب اختطاف الأطفال الأوكرانيين وترحيلهم قسرًا لإعادة تأهيلهم داخل المجتمع الروسي، كما وثقه تقرير لكلية "ييل للصحة العامة" عقب ضم القرم في عام 2014.

هل روسيا قوة لا تُقاوَم؟ تحليل للوضع الداخلي الروسي

يستشهد جورج ويل في مقاله بتقرير أندريه كوليسنيكوف، من معهد الشؤون الدولية الفنلندي، الذي يشير إلى أن الاقتصاد الروسي يعاني بشدة نتيجة الحرب. فالتضخم تجاوز 9 % مما أجبر البنك المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة إلى 21% لمحاولة  السيطرة على الأزمة.

كما أن الاضطرابات السياسية والعسكرية العالمية كشفت ضعف بوتين، رغم محاولاته ترسيخ سلطته. وقد تجلى ذلك في الانهيار السريع لنظام الأسد في سوريا، رغم كونه أحد أقوى حلفاء روسيا، إضافةً إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الروسي، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى 700 ألف منذ بدء الحرب في 24 شباط/فبراير 2022، مقابل سيطرة موسكو على 20 %فقط من الأراضي الأوكرانية.

وأدت الحرب أيضًا إلى هجرة ما يقرب من مليون روسي، معظمهم من الشباب وأصحاب الكفاءات والخبرات.

ورغم تهديدات بوتين المتكررة بعدم تسليح أوكرانيا بأسلحة متطورة، فإن الدول الغربية تجاوزت "خطوطه الحمراء" باستمرار، حيث حصلت أوكرانيا على: طائرات مقاتلة حديثة ودبابات قتال رئيسية وصواريخ طويلة المدى.

خسارة حرب بالوكالة: ما الذي يعنيه ذلك لبوتين والغرب؟

يؤكد جورج ويل أن خسارة الحرب، حتى وإن كانت حربًا بالوكالة، سترسل رسالة خطيرة إلى بوتين مفادها أن "القدرة على تحمل الألم لدى الغرب ضعيفة للغاية"، وهذا قد يشجعه على: مواصلة أعماله التخريبية في أوروبا، من اغتيالات وهجمات سيبرانية إلى أعمال تخريب كبرى مثل استهداف الكابلات البحرية. وتصعيد هجماته ضد دول البلطيق وبولندا ودول أخرى في الجوار الأوروبي.

كيف ستنتهي الحرب؟ الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة

يؤكد السفير الأميركي السابق لدى روسيا (2012-2014) والباحث في جامعة ستانفورد، مايكل ماكفول، أن بوتين لن يجلس على طاولة المفاوضات بجدية إلا إذا واجه خسائر فادحة تمنعه من التوسع.

ويرى ماكفول أن أي مفاوضات مع روسيا لن تكون ذات معنى إلا إذا امتلكت أوكرانيا قوة ردع حقيقية، والتي لا يمكن أن يوفرها إلا حلف الناتو. لكن في ظل استحالة انضمام أوكرانيا إلى الناتو حاليًا، فإن الخيار البديل هو: تقديم المزيد من الدعم العسكري المكثف لأوكرانيا، لخلق مأزق عسكري مكلف لروسيا. وفرض تكلفة غير محتملة على نظام بوتين تجعله غير قادر على استمرار الحرب.

في ختام مقاله، يؤكد ويل على أن النجاح في أوكرانيا، حتى لو كان غير مرضٍ تمامًا، يظل أقل تكلفة بكثير من الفشل. فالخسارة في أوكرانيا ليست مجرد نتيجة حتمية، بل هي خيار تتخذه الولايات المتحدة.وهو ثمن قد يكون باهظًا جدًا على المدى الطويل.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة