تنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ترامب يهدد حماس بالعودة إلى الحرب
6 يمشي 2025
في تصعيد جديد لموقفه من حركة حماس، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديدًا مباشرًا للحركة، مطالبًا إياها بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، وإلا فإنها ستواجه عواقب وخيمة.
جاء ذلك في منشور نشره على منصته الرسمية "تروث سوشيال"، مساء الأربعاء، حيث قال: "شالوم حماس، تعني مرحبًا ووداعًا، ويمكنكم الاختيار"، مضيفًا أنه على الحركة إطلاق سراح الأسرى فورًا وإعادة جميع جثث القتلى، وإلا فإن "الأمر انتهى بالنسبة لكم".
ألمح ترامب إلى ضرورة خروج قادة حماس من غزة، قائلاً: إن "الفرصة لا تزال متاحة لهم للمغادرة، قبل أن يصبح الوقت متأخرًا"
وفي تصريح يحمل تهديدًا واضحًا، وصف ترامب حماس بعبارات قاسية، مشددًا على أنه لن يكون هناك أي عضو من حماس في مأمن إذا لم تنفذ مطالبه. كما أعلن استعداده لتزويد إسرائيل "بكل ما تحتاجه لإنهاء المهمة"، معتبرًا أن هذا هو "التحذير الأخير" للحركة. وألمح ترامب إلى ضرورة خروج قادة حماس من غزة، قائلاً: إن "الفرصة لا تزال متاحة لهم للمغادرة، قبل أن يصبح الوقت متأخرًا".
وتطرق ترامب أيضًا إلى سكان غزة، قائلاً: "ينتظركم مستقبل جميل، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم في عداد الموتى! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن، أو ستدفعون الثمن باهظًا لاحقًا". جاءت هذه التصريحات بعد لقاء ترامب بأسرى إسرائيليين سابقين كانوا محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال اجتماع في البيت الأبيض.
🎥 مزارعون يعودون إلى الشيخ عجلين لإنقاذ أشجار العنب والتين التي دمرها الاحتلال. pic.twitter.com/qRBzn4Bc1a
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 5, 2025
دافع للاحتلال
وفي رده على تهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، في تصريح لوكالة "الأناضول": إن "تهديدات ترامب الأخيرة تعقد المساعي المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أنها تمنح حكومة الاحتلال دافعًا إضافيًا لعدم تنفيذ بنود الاتفاق. وأوضح قاسم أن الاتفاق، الذي كانت واشنطن وسيطة فيه، ينص على إطلاق سراح جميع المحتجزين على ثلاث مراحل، مؤكدًا أن حماس أوفت بالتزاماتها في المرحلة الأولى، بينما تواصل إسرائيل المماطلة والتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية. وأضاف أن المطلوب من الإدارة الأميركية هو ممارسة ضغط فعلي على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
محادثات سرية بين إدارة ترامب وحماس في الدوحة
في تطور آخر، كشفت تقارير إعلامية عن محادثات سرية جرت بين إدارة ترامب وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقش الطرفان صفقة تبادل أسرى مقابل هدنة طويلة الأمد. وأكد البيت الأبيض أن هذه المحادثات كانت تهدف إلى التوصل لاتفاق بشأن "الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والأميركيين المحتجزين في غزة".
وأكدت حماس من جهتها إجراء هذه المحادثات، موضحةً أنها قدمت خلالها مقترحًا لصفقة تبادل شاملة تنتهي بوقف الحرب. كما شددت على أنها ترفض العودة إلى التفاوض من نقطة الصفر كما يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعيةً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للالتزام بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه، أوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن المحادثات التي جرت في الدوحة كانت في "مصلحة الشعب الأميركي، وأن هناك أرواحًا أميركية على المحك، مشيرًا إلى أن مبعوث ترامب كان مخولًا بالحديث مع أي طرف للوصول إلى حل".
📌 أعلنت إدارة دونالد ترامب أنها بدأت مراجعة شاملة للمنح والعقود الفيدرالية الممنوحة لـ #جامعة_كولومبيا، وذلك بسبب مزاعم تفيد بأن الجامعة لم تتخذ إجراءات كافية لمواجهة "معاداة السامية" وسط احتجاجات جامعية واسعة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع #غزة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 5, 2025
📌 تأتي هذه التطورات في… pic.twitter.com/TC5bDV11Fh
تفاصيل الصفقة المقترحة بين حماس وإدارة ترامب
وبحسب ما نقله مصدر فلسطيني مطلع لوكالة "الأناضول"، فإن المحادثات السرية جرت بقيادة مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بوهلر. أوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن هذه المحادثات جرت قبل أسابيع، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا النوع من اللقاءات.
لافتًا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كانت قد حاولت التفاوض على صفقة جزئية تشمل الإفراج عن المحتجزين الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية، لكنها فشلت في تحقيق تقدم بسبب تعنت نتنياهو.
وأضاف أن حماس أكدت للمبعوث الأميركي رغبتها في التوصل إلى صفقة شاملة لوقف الحرب، مع التأكيد على ضرورة الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما لفت المصدر، إلى أن مفاتيح الإفراج عن الأسرى العسكريين تختلف عن تلك الخاصة بالمدنيين، دون التوسع في التفاصيل المتعلقة بالمناقشات.
وكان قيادي في حركة حماس قد كشف أن المحتجزين الذين تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنهم هم جنود أُسروا خلال هجوم السابع من أكتوبر في مواقع عسكرية، وليسوا مدنيين، ويتراوح عددهم بين أربعة وستة محتجزين.
وجاءت هذه المحادثات بعد تصريح سابق لترامب طالب فيه حماس بتقديم بادرة حسن نية عبر إطلاق سراح محتجزين يحملون الجنسية الأميركية. وأكد قيادي في الحركة أن المقترح الذي تم طرحه شمل صفقة شاملة لإنهاء الحرب،
موقف إسرائيل من المحادثات الأميركية مع حماس
من جهته، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي أن إسرائيل كانت على علم بهذه المحادثات، لكنها لم تشارك فيها بشكل مباشر. كما نقلت القناة 14 العبرية، المقربة من نتنياهو، أن إسرائيل لو أرادت منع هذه المفاوضات، لكانت قد فعلت ذلك، مشيرةً إلى أن الاتصالات بين إدارة ترامب وحماس لن تغير من الموقف الحازم للرئيس الأميركي.
قيادي في حماس يكشف أن إدارة ترامب طلبت الإفراج عن 4 إلى 6 أسرى جميعهم جنود أُسروا من مواقع عسكرية وليسوا مدنيينhttps://t.co/LRlCZaE1HS
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 5, 2025
إلا أن بعض المراسلين الصحفيين الإسرائيليين وجهوا انتقادات لنتنياهو بسبب عدم اتخاذه موقفًا صارمًا تجاه هذه المحادثات، معتبرين أن موقفه منها "ضعيف ومقلق"، في حين أعربت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من أي صفقة قد تشمل الإفراج عن جزء من المحتجزين فقط، مطالبةً بالإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة.
ما الذي ينتظر غزة في المرحلة القادمة؟
تكشف هذه التطورات عن مزيد من التعقيدات في المشهد، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق اختراق سياسي عبر المفاوضات مع حماس، بينما تواصل إسرائيل ضغوطها والتهديد بالعودة إلى القتال. وبينما تؤكد إدارة ترامب أنها تعمل لحماية المصالح الأميركية، فإن لغة التهديد التي استخدمها ترامب تعكس نهجًا تصعيديًا قد يؤثر على فرص التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار طويل الأمد في غزة.