1. سياسة
  2. سياق متصل

جامو وكشمير.. عودة التوتر  بعد هجوم دموي مسلّح

23 ابريل 2025
عودة التوترات إلى إقليم كشمير (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

شهد إقليم جامو وكشمير، أمس الثلاثاء، أسوأ هجوم يستهدف مدنيين في الهند منذ أحداث مومباي عام 2008، حيث أسفر هجوم مسلح في منطقة باهلغام السياحية عن مقتل 26 شخصًا وإصابة 17 آخرين، جميعهم من السياح.

وتبنت الهجوم جماعة مسلحة تُطلق على نفسها اسم "مقاومة كشمير"، وربطت العملية بما وصفته بـ"تغيير ديمغرافي ممنهج" تشرف عليه الحكومة الهندية، عبر توطين عشرات الآلاف من "الغرباء"، بحسب تعبيرها.

وعلى خلفية الهجوم، قطع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية، وعاد صباح الأربعاء إلى نيودلهي لمتابعة التطورات عن كثب، وسط مخاوف من عودة موجة العنف إلى إقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة.

وشهدت المنطقة إغلاقًا تامًا، بينما زادت شركات الطيران من رحلاتها مع تسارع وتيرة مغادرة السياح، في وقتٍ انتشر فيه عناصر الجيش والأمن بكثافة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر الطائفي، خاصة أن جميع الضحايا ينتمون للطائفة الهندوسية.

 أعلنت جماعة مسلحة، تُدعى "مقاومة كشمير"، مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، معربةً عن استيائها من توطين أكثر من 85 ألف "غرباء" في المنطقة، مما أدى إلى "تغيير ديموغرافي".

تحطيم الهدوء النسبي في إقليم جامو وكشمير

حطّم الهجوم الدموي الهدوء النسبي الذي كان يسود إقليم جامو وكشمير في الفترة الأخيرة، بعد أن شهد الإقليم انتعاشًا في قطاع السياحة وتراجعًا في وتيرة العنف المتبادل بين السلطات الهندية والجماعات المسلحة الساعية إلى الاستقلال.

وقع الهجوم يوم الثلاثاء في وادي بيساران بمنطقة باهالغام، داخل الإقليم الفيدرالي المعروف بجماله الطبيعي في سلسلة جبال الهيمالايا. وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، بينهم 25 هنديًا ومواطن نيبالي، وفقًا للشرطة.

ويُعد الهجوم، بحسب وكالة "رويترز"، انتكاسة كبيرة لما اعتبره رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" إنجازًا في إلغاء الوضع شبه المستقل لجامو وكشمير، وإحلال ما وصفوه بالسلام والتنمية في الإقليم ذي الغالبية المسلمة، الذي عانى طويلًا من أعمال العنف الطائفي.

وعلى الفور، قطع مودي زيارته التي استمرت يومين إلى المملكة العربية السعودية، وعاد إلى نيودلهي صباح الأربعاء، فيما ألغت وزيرة المالية نيرمالا سيتارامان زيارتها إلى الولايات المتحدة وبيرو، في ضوء حساسية التطورات.

وعقد مودي اجتماعًا أمنيًا طارئًا في المطار فور وصوله، ضم مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية وكبار المسؤولين، كما تم عقد اجتماع خاص لمجلس الوزراء الأمني، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الدفاع.

جماعة "مقاومة كشمير" تتبنى الهجوم

أعلنت جماعة مسلحة تُدعى "مقاومة كشمير" مسؤوليتها عن الهجوم، في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّرت فيه عن رفضها لتوطين ما يزيد عن 85 ألف شخص وصفوا بأنهم "غرباء"، معتبرة ذلك "تغييرًا ديموغرافيًا خطيرًا".

وفي بيان لاحق صدر الأربعاء، زعمت الجماعة أن "الأفراد المستهدفين لم يكونوا سياحًا عاديين، بل منتسبين إلى أجهزة الأمن الهندية وكانوا مكلفين بجمع معلومات استخباراتية"، مضيفةً أن العملية "يجب أن تكون جرس إنذار لدلهي ولكل من يدعم سياساتها التوسعية". كما توعدت الجماعة بشن "هجمات استراتيجية جديدة لضمان معاقبة كل من يسهم في تقويض المقاومة".

خلفية سياسية وأمنية متشابكة

كانت الهند قد ألغت في عام 2019 الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير، وقسمتها إلى منطقتين اتحاديتين: جامو وكشمير، ولداخ. وأتاحت هذه الخطوة للأجانب الحق في الإقامة، وشراء الأراضي، والحصول على وظائف داخل الإقليم، ما أثار انتقادات واتهامات بمحاولة تغيير التركيبة السكانية للإقليم ذي الأغلبية المسلمة.

ونقلت "رويترز" عن مصادر أمنية قولها إن مئات من عناصر الأمن هرعوا إلى منطقة باهالغام بعد وقت قصير من وقوع الهجوم، حيث شُنّت حملة تمشيط واسعة في الغابات المحيطة. كما جرى استدعاء نحو 100 شخص ممن سبق الاشتباه في تعاطفهم مع الجماعات المتشددة للاستجواب.

وأشار أحد المصادر إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون ملابس تقليدية طويلة، وأن أحدهم كان يضع كاميرا على جسده، ما يعكس احترافية في تنفيذ العملية. وقد تزامن الهجوم مع وجود نحو 1000 سائح و300 من العمال المحليين ومقدمي الخدمات في المنطقة.

تدّعي أجهزة الأمن الهندية أن حركة مقاومة كشمير، هي مجرد واجهة لمنظمات مسلحة مقرها باكستان مثل لشكر طيبة وحزب المجاهدين

باكستان في مرمى الاتهامات الهندية

تدّعي أجهزة الأمن الهندية أن "مقاومة كشمير" ليست سوى واجهة لمنظمات مسلّحة تتخذ من باكستان مقرًا لها، مثل "لشكر طيبة" و"حزب المجاهدين". في المقابل، تنفي باكستان تقديم أي دعم عسكري لتلك الحركات، مؤكدة أن دعمها للكشميريين يقتصر على المناصرة الدبلوماسية والإنسانية.

وفي أول تعليق رسمي على الهجوم الأخير، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، في بيان: "نشعر بالقلق إزاء سقوط ضحايا من السياح. نتقدم بتعازينا لأسر المتوفين ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

وقد ابتُلي إقليم كشمير، الذي تتنازع عليه الهند ذات الغالبية الهندوسية وباكستان ذات الغالبية المسلمة، بدوامة من العنف المسلح منذ انطلاق التمرّد المناهض للهند عام 1989، وهو ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، قبل أن تشهد السنوات الأخيرة انخفاضًا نسبيًا في مستوى العنف.

ويُعدّ وضع كشمير من أبرز القضايا التي ساهمت في تأزيم العلاقات بين الهند وباكستان، وقد أشعل النزاع حوله مواجهات عسكرية خطيرة في عدة مناسبات بين الدولتين النوويتين.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة