جدل في إسرائيل حول اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
27 نوفمبر 2024
أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث انقسمت الآراء بين الترحيب بالاتفاق كخطوة ضرورية لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية، وانتقاده باعتباره قرارًا "يفتقر إلى ضمانات كافية لتحقيق الأمن".
وحسب موقع "ألترا فلسطين"، ففي خطابها للإسرائيليين، ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز المبررات التي دفعت الحكومة إلى الموافقة على الاتفاق. فأشارت أيلا حسون، مذيعة قناة "كان" الرسمية، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني نقصًا حادًا في الذخائر، وأن الولايات المتحدة تفرض حظرًا على تصدير معدات عسكرية معينة، مثل جرافات D9 التي تُستخدم في العمليات العسكرية.
انقسمت الآراء في إسرائيل بين الترحيب بالاتفاق كخطوة ضرورية لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية، وانتقاده باعتباره قرارًا "يفتقر إلى ضمانات كافية لتحقيق الأمن"
في المقابل، حذر محللون من الثغرات الأمنية في الاتفاق. واعتبر عضو الكنيست، موشيه سعدا، من حزب الليكود أن الاتفاق قد يؤدي إلى ردع إسرائيل بدلًا من ردع حزب الله. وأكد أن التوقيع على هذا الاتفاق دون ضمانات أمنية قوية يعكس تناقضات في سياسات الحكومة الحالية.
علمًا أن قرار وقف إطلاق النار لقي معارضة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، حيث وصف القرار بالخطأ الفادح، وأضاف الزعيم اليميني المتطرف: "إن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة لن يعيد سكان الشمال إلى منازلهم، ولن يردع حزب الله، بل سيضيع في الواقع فرصة تاريخية لضربهم بقوة وإخضاعهم".
ورأى محللون إسرائيليون آخرون أن الاتفاق يمثل الخيار الأقل ضررًا في ظل الظروف الحالية. المعلق السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أشار إلى أن الاتفاق يعكس إرهاق الجيش الإسرائيلي وحاجته إلى إعادة ترتيب صفوفه. وأكد أن العدوان الإسرائيلي على لبنان استنزف موارد جيش الاحتلال بشكل كبير، مما دفع الحكومة للبحث عن مخرج استراتيجي مؤقت، خاصة مع قرب فصل الشتاء وتحديات الجبهة الجنوبية.
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري، ألون بن دافيد، أن الاتفاق يعكس إنجازات عسكرية حققتها إسرائيل ضد حزب الله، بما في ذلك تدمير بنيته التحتية وتقليص قدراته الصاروخية، وفقًا لما نقله موقع "ألترا فلسطين"، لكنه أشار إلى أن القضاء الكامل على حزب الله يتطلب تدخلًا عسكريًا أوسع واحتلالًا للبنان، على حد قوله.