1. سياسة
  2. سياق متصل

جريمة خلّفت عشرات الشهداء والجرحى.. أي سيناريو لوقف إطلاق النار بلبنان؟

23 نوفمبر 2024
جانب من الدمار الذي خلفته غارة جيش الاحتلال التي استهدفت وسط بيروت (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

كشفت تقارير غربية أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تشهد حالة من "التفاؤل الحذر"، مشيرًة إلى وجود عدد من القضايا الرئيسية التي لا تزال تحتاج إلى المزيد النقاشات. وفي الوقت ذاته يواصل جيش الاحتلال شن غارات جوية في مختلف الأراضي اللبنانية، ومنها واحدة خلّفت العشرات بين شهيد وجريح في وسط العاصمة اللبنانية، فجر اليوم السبت. وهو ما ينظر إليه على أنه "تصعيد تدريجي" في محاولة لفرض شروط إسرائيلية على لبنان.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن مسؤولين إقليميين وأميركيين "حذروا" من أن "العمل على التفاصيل المهمة" الخاصة بوقف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان "قد يؤدي إلى عرقلة الاتفاق"، ومع ذلك أضافوا أن هناك أسبابًا تدعو لـ"التفاؤل الحذر". وأوضح المسؤولون أن مقترح الاتفاق يدعو إلى هدنة لمدة 60 يومًا، على أن يتم خلاله انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوبي لبنان، في مقابل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه خلال هذه الفترة سيعمل الجيش اللبناني وقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" على تعزيز انتشارهما في المنطقة الحدودية، على أن تضمن آلية إنفاذ جديدة برئاسة الولايات المتحدة بقاء حزب الله وإسرائيل خارج المنطقة، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن القضايا الرئيسية التي لا تزال من دون حل يدور حول التنفيذ.

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان "هدوءًا حذرًا"،  بالتزامن مع "تصعيد تدريجي" للغارات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي اللبنانية

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن الاتفاق المقترح يستند إلى القرار الأممي رقم 1701 الذي صدر بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل في عام 2006، والذي نص على أن القوات العسكرية الوحيدة المسموح بها في جنوب لبنان هي الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل". ووفقًا للمقترح، فإنه سيتم  تشكيل لجنة إشرافية جديدة بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الهدنة، وفي حال استمرت الهدنة خلال فترة الـ60 يومًا، فإن المفاوضين يأملون أن تصبح دائمة، وهو "احتمال إذا حدث، فمن المرجح أن يحدث في ظل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب".

وتنقل الصحيفة الأميركية عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن اتفاق وقف إطلاق النار هو الكفيل بإيقاف الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على شمال الأراضي المحتلة. ويزعم المسؤولون الأميركيون أنهم واثقون من أن إسرائيل تبدو أكثر حرصًا على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان منها في غزة، معللين ذلك بمشاركة إسرائيل في محادثات لبنان، بالإضافة إلى تقييم واقعي للخيارات العسكرية الإسرائيلية.

ويأتي الحديث عن التطورات المرافقة لمقترح وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تشهد قرى الخط الأولى والثاني في جنوب لبنان اشتباكات عنيفة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وتحديدًا في مدينة الخيام، حيثُ تشهد المدينة سلسلة تفجيرات عنيفة للمنازل والبنى التحتية، فيما لا يزال جيش الاحتلال يحاول التقدم إلى مدينة بنت جبيل التي تشهد أيضًا اشتباكات عنيفة في القرى المحيطة بها، وخاصة قريتي مارون الراس وعيناتا، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وعمد جيش الاحتلال خلال الأسابيع الماضية إلى تفجير القرى الجنوبية المحاذية لـ"الخط الأزرق"  الذي يفصل الأراضي اللبنانية عن الأراضي المحتلة. ويرى مدير شبكة "سينابس" للأبحاث، بيتر هارلنغ، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء هذه التفجيرات إلى "إنشاء منطقة عازلة غير قابلة للسكن على طول الحدود".

من جانبه، أوضح رئيس مجلس الجنوب المكلف من السلطات اللبنانية مسح الأضرار، هاشم حيدر، في حديثه للوكالة الفرنسية، أن نسبة الدمار في 18 قرية موزعة على طول الحدود بين البلدين البالغة نحو 120 كم تصل الى 70 بالمئة، مضيفًا أن "عدد الوحدات السكنية المهدمة بلغ 45 ألف وحدة". كما تنقل عن رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، قوله إن "هدف التدمير الإسرائيلي للقرية هو تحويل المنطقة الحدودية إلى أرض محروقة".

وكان جيش الاحتلال قد شن غارة عنيفة، فجر اليوم السبت، استهدفت منطقة البسطا، وسط العاصمة بيروت، وبحسب الوكالة الوطنية، استهدفت الغارة بخمسة صواريخ خارقة للتحصينات مبنى مكونًا من ثماني طوابق، مما أسفر عن سقوط 11 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 23 آخرين بجروح، في حصيلة غير نهائية. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الغارة التي استهدفت المنطقة كانت شبيهة بسلسلة الغارات التي استهدفت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في ضاحية بيروت الجنوبية في أيلول/سبتمبر الماضي.

وتعليقًا على التصعيد العسكري الذي يرافق مفاوضات وقف إطلاق النار، يرى مسؤول القسم السياسي في موقع "المدن" الإلكتروني، منير الربيع، في حديثه لـ"التلفزيون العربي" أن "الظروف ليست ناضجة بالنسبة للإسرائيليين لوقف إطلاق النار"، مضيفًا "أنهم يعتبرون أنهم لا زالوا قادرين على تنفيذ المزيد من العمليات وتوسيعها لفرض أمر واقع عسكري معين".

ويشير الربيع إلى أن "الإسرائيليين يعتمدون أسلوبًا من التصعيد التدريجي، بمعنى أنهم يوسعون العمليات ويكثفونها ويعرضون بعضًا من الشروط يرفضها لبنان، فيواصلون التصعيد"، مؤكدًا أن "هذا أكبر مؤشر على أنهم لا يريدون أي وقف لإطلاق النار في هذه المرحلة، وكل ما يجري محاولة لتمرير الوقت والاستثمار بهذه المفاوضات مقابل تعزيز شروطهم العسكرية".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة