جهود مكثفة في القاهرة لتوحيد الموقف الفلسطيني حول إدارة غزة بعد الحرب
22 ديسمبر 2024
بالتوازي مع مفاوضات وقف إطلاق النار التي تجري في الدوحة، تستضيف القاهرة اجتماعات للفصائل الفلسطينية التي تتباحث بشأن لجنة الإسناد المجتمعي المقترحة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، مع الإشارة إلى ما أُثير مؤخرًا من رفضٍ مفاجئ لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، لمخرجات اللقاءات السابقة بين وفديْ حماس وفتح، الأمر الذي استدعى تدخلًا مصريًا على أعلى المستويات.
ويبدو أنّ التحرك المصري أسفر عن "ضرورة تعزيز المناقشات بين الفرقاء الفلسطينيين"، حيث اجتمع رئيس جهاز المخابرات المصري، حسن رشاد، مع قادة حركات "حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". ويشار إلى أنّ هذه اللقاءات الفلسطينية تزامنت أيضًا مع وصول وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة، أمس السبت، لاستكمال "المناقشات حول اتفاق التهدئة" المرتقب.
وفي التفاصيل، أفاد موقع "العربي الجديد"، نقلًا عن مصادره، أن اجتماع رئيس المخابرات العامة المصري مع قيادات الحركات الثلاث (حماس والجهاد والجبهة الشعبية) جاء "عقب مباحثات مصرية رفيعة المستوى جرت مؤخرًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال وجوده في القاهرة لحضور قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، وذلك لإقناعه بالعدول عن موقفه الرافض تشكيلَ لجنة الإسناد المجتمعي"، كما نقل الموقع عن مصادر مصرية تأكيدها أنّ "هناك تطورًا إيجابيًا بشأن موقف رئيس السلطة محمود عبّاس، وهو ما سيُترجَم في إجراءات عملية خلال الأيام المقبلة".
تخوض الفصائل الفلسطينية مناقشات للتوافق على صيغة لإدارة غزة ما بعد الحرب
حسم النقاط الخلافية
ركّزت مباحثات الوسيط المصري مع الحركات الفلسطينية الناشطة في غزة، على حسم النقاط الخاصة بالجوانب والالتزامات الأمنية في قطاع غزة أثناء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، إضافةً إلى "حسم ملف تبادل الأسرى الذي يحظى بالأهمية الأكبر لدى الولايات المتحدة، حيث تحتفظ الفصائل الثلاثة بأسرى إسرائيليين من فئات مختلفة".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد قالت، في بيان، إنّ الحركات المجتمعة في القاهرة "بحثت تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وخطوات تشكيل لجنة إدارة القطاع"، وأضاف بيان الحركة أن اللقاء "تضمّن بحثًا معمقا لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة".
وحول احتمال التوصل لاتفاقٍ يُفضي إلى وقف إطلاق النار، قال بيان "حماس" إنّ الفرصة لتوقيع اتفاق "باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة".
وبشأن مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، قال البيان إنّ الجميع: "أعربوا عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة".
كما أضاف بيان الحركة أن قادة "الفصائل الثلاث اتفقوا على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالحرب ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك عقد لقاء آخر في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب".
يشار إلى أنه وفي مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، استضافت القاهرة وفدًا عن حركة فتح وآخر عن حركة حماس، من أجل التباحث حول مقترحٍ مصري "لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب"، وأسفرت النقاشات عن إعلان حركة حماس موافقتها الكاملة على المقترح المصري، قبل أن يطالع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موقفًا متشددًا إزاء المقترح، بدعوى رفض أي دور لحماس في الإشراف على اللجنة المعنية بإدارة القطاع، لكنّ مصادر في الضفة الغربية، ربطت موقف عباس المتشدد بتخوفاتٍ لديه من تهميشه في الاتفاق لصالح رئيس الحكومة الذي ينص الاتفاق على تبعية اللجنة له.
النقاط الخلافية في اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب
تزايدت في الأيام الأخيرة الماضية التصريحات المبشّرة بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة وإسرائيل، إلّا أنّ مصادر مطلعة على مسار المفاوضات تحدثت عن وجود عدة نقاط خلافية قد تعطّل الاتفاق المرتقب. وفي هذا الصدد نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر خاصة قولها "إن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إلى العاصمة القطرية الدوحة جاءت في إطار الدفع نحو تقريب وجهات النظر والضغط من أجل حسم الخلافات".
وذكرت المصادر أنّ في مقدمة النقاط الخلافية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني "تمسك حماس بوضع جملة صريحة تنص بشكل مباشر على (إنهاء الحرب) مع نهاية استحقاقات المرحلة الثالثة من الاتفاق، فيما يرفض الطرف الإسرائيلي حتى الآن تلك الصيغة مقترحًا عبارة (إنهاء العملية العسكرية)، وهي الصيغة التي ترفضها حماس"، حسب موقع "العربي الجديد".
يشار إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال ليل السبت ـ الأحد إنه لن يُنهي الحرب إلا بزوال حماس وضمان عدم سيطرتها على غزة مستقبلًا.