1. رياضة

جوهرة أفريقيا ساديو ماني.. قصّة كفاحٍ أوصلته من العدم إلى النجوميّة

10 ابريل 2020
نال ساديو ماني لقب هدّاف البريمرليغ الموسم الماضي (Getty)
الترا صوتالترا صوت

  ألترا صوت - فريق التحرير                                      

يدين الملايين من عشّاق كرة القدم في أفريقيا والعالم، إلى تاريخ العاشر من نيسان عام 1992، وفيه أنجبت القارّة السمراء أحد أفضل مواهبها الكرويّة عبر التاريخ، ونتحدّث هنا عن النجم السنغالي ساديو ماني، والذي اختصرت قصّة كفاحه ما يعانيه الملايين من أطفال أفريقيا وشبابها، ولم تُنسه أضواء اللعب في أوروبا وضجيج البريميرليغ قريته الفقيرة، فكان مثالًا للاعب الذي يفخر بإنسانيّته وتواضعه، أكثر من أي شيء آخر، نستعرض في ذكرى ميلاد ساديو ماني قصّة تحدّي الطفل الذي فقد أباه مبكّرًا، ونعرّج على مسيرته الكرويّة المفعمة بالإنجازات.

وُلد ساديو ماني عام 1992 في بلدة صغيرة اسمها سيدهيو جنوب السنغال، لا يتجاوز عدد سكانها الـ20 ألف نسمة، ينتمي لعائلة فقيرة أسوة بباقي سكّان البلدة، وتبعًا لتصريحات النجم السنغالي، فقد منعه والده من لعب كرة القدم وهو طفل، كونها تلهيه عن دراسته، لكنّ الضربة الكبرى أتت حينما كان ساديو يلعب الكرة، "كنت في السابعة من عمري، كنا على وشك بدء اللعب في الملعب وعندها اقترب مني ابن عمي وقال: ساديو، والدك تُوُفّي، فأجبته: أوه حقًا؟ إنك تمزح... لم أستطع فهم ذلك حقًا".

أصبح ساديو ماني يتيمًا وعمره سبعة أعوام فقط، فضّل بعد ذلك الهرب إلى داكار والتمسّك بآماله في لعب الكرة وإنقاذ أسرته من واقعها

قبل وفاة والد ساديو، كان يعاني من المرض لأسابيع، يضيف المهاجم السنغالي، "جلبنا له بعض الأدوية التقليدية وأبقته مستقرًا لثلاثة أو أربعة أشهر، عاد المرض لكن هذه المرة لم يكفه الدواء، ولأنه لم يكن هناك مستشفى في قريتي، كان عليهم أخذه إلى القرية المجاورة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إنقاذ حياته، لكن الأمر لم يسر كذلك". ‎

كان على ساديو ماني الطفل مساعدة أمّه وأسرته بعد وفاة والده، أصرّت العائلة على مواصلة تعليمه، وفشل ساديو في إقناعها بمواصلة لعب الكرة، فاختار الهرب مع أحد أصدقائه وهو بعمر الـ15 عامًا، علّه يجد في كرة القدم طوق النجاة الذي ينقذ أسرته من أوضاعها المتردّية، "كان الأمر صعبًا، لم يكن لدي أي شخص يدفعني لتحقيق حلمي، لكنني لم أتوقف أبدًا عن محاولة الوصول إليه، كنت شجاعًا حقًا بأن أترك عائلتي في القرية وأذهب إلى داكار"، وأضاف أفضل هدّاف البريميرليغ، "كنت أعلم أن بإمكاني النجاح، بدأت عائلتي تتفهم الأمر، وعرفت أنني لا أريد أي شيء آخر، كانوا يعلمون أنه ليس لديهم خيار، لذلك ساعدوني".

اقرأ/ي أيضًا: قادة البريميرليغ ينشؤون صندوقًا خيريًا لمواجهة كورونا

بدأ ساديو ماني مسيرته الكروية في أكاديمية محلّية، ورحل بعد ذلك إلى فرنسا، وانضمّ إلى نادي ميتز النشط في دوري الدرجة الثانية، وهناك كان لاعبًا فقيرًا، فطلب من أحد المصوّرين أن يلتقط له صورة بقميص ميتز الذي انضم له، كي يرسلها إلى والدته في السنغال، كونه لا يملك هاتفًا محمولًا، سأله بعد ذلك المصوّر إن كان له بريدًا الكترونيًا كي يرسلها له، أجاب ساديو بالنفي، بل سأل المصوّر قبل أخذ اللقطة إن كانت الصورة ستكلّفه المال، وحينما أجاب الأخير بالنفي أكّد ساديو على طلبه بالتقاطها، وصلت الصورة أخيرًا إلى الوالدة، حينما أرسلها الصحفي المصوّر إلى إدارة ميتز، فأرسلتها إلى الوالدة التي علمت أن ابنها أصبح محترفًا في جنّة اللاعبين الأفريقيين.

الصورة التي أرسلها نادي ميتز لوالدة ساديو ماني

سجّل ساديو هدفين فقط مع ميتز في موسمين، وبيع إلى ريد بول سالزبورغ النمساوي بصفقة قياسية بلغت 4 ملايين يورو، وتألّق مع الفريق الجديد وقاده في الموسم الثاني لتحقيق الدوري والكأس المحلّيين، لكنّه أصرّ على مغادرة الفريق رغبة منه في اللعب ببطولة أقوى، عرض خدماته على يورغن كلوب مدرّب ليفربول الحالي، والذي كان يدرّب حينها بوروسيا دورتموند، لكنّ المدرّب الألماني وجد لاعبًا يصبغ شعره بخطّ أشقر، فوصفه بمغنّي الراب، ورفض التوقيع معه،  ليخطف ساوثهامتبون توقيعه، ويبدأ النجم السنغالي مغامرة جديدة في أقوى دوري بالعالم.

أداءُ ساديو مع ساوثهامبتون كان معقولًا، نجح في تسجيل عشرة أهداف في موسمه الأوّل، و 15 هدف في موسمه الثاني، لكنّ التوهّج الأبرز كان في مباراته ضدّ أستون فيلا، حينما سجّل ثلاثة أهداف "هاتريك" بدقيقتين و56 ثانية، ليسجّل رقمًا قياسيًا يصعب كسره، حينما سجّل أسرع هاتريك في تاريخ البريميرليغ، وهنا استدرك يورغن كلوب مدرّب دورتموند الأسبق غلطته، وسارع للظفر بتوقيعه كي يلعب في صفوف فريقه الجديد ليفربول، فأصبح ساديو ماني حينها أغلى لاعب أفريقي بالتاريخ، دفع ليفربول 34 مليون جنيه إسترليني كي يظفر بخدماته، ليبدأ ساديو رحلة جديدة في كتابة التاريخ.

تألّق ساديو ماني رفقة محمد صلاح وفيرمينيو والعديد من النجوم في صفوف الريدز، وقادوا فريقهم للمنافسة على جميع الألقاب، فوصلوا لنهائي دوري أبطال أوروبا مرّتين متتاليتين، حازوا على بطولة إحداها، وأصبح ليفربول أقوى فريق في العالم، حينما نال كأس العالم للأندية، وتزامن ذلك مع تألّق كبير للنجم السنغالي، فعلى الصعيد الفردي، لعب مع ليفربول حتّى الآن 161 مباراة، سجّل خلالها 77 هدفًا، ونال لقب هداف البريميرليغ موسم 2018/2019، ولقب أفضل لاعب أفريقي عن عام 2019، كذلك قاد منتخب السنغال لوصافة كأس أمم أفريقيا، ونال مع الريدز دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي.

عُرف عن النجم السنغالي تواضعه الشديد، وتمسّكه بأصوله وعدم إنكاره لها، فيفخر أنّه أفريقي من قرية فقيرة، ولا يُخفي تمسّكه بتعاليم الإسلام، وفاجأ الجميع حينما ظهر في مقطع فيديو، حينها وجده شخص بالمصادفة ينظّف دورة مياه أحد مساجد ليفربول، لم يصدّق ما رآه، فصوّره بكاميرا هاتفه المحمول، وأظهر للعالم ساديو ماني الإنسان، هذا الذي رحل عن أسرته كي ينقذها من واقعها الصعب، وعاد إلى قريته لينتشلها كلّها من ذلك، وبنى فيها مستشفى في إحياء منه لذكرى والده، والذي توفّي بسبب عدم وجود مشفى في القرية.

اقرأ/ي أيضًا:

ساديو ماني الأفضل.. وغلّة وافرة للجزائر في جوائز الكاف

أفضل 5 مهاجمين أفارقة في الدوري الإنجليزي

 

كلمات مفتاحية
image

ذئاب روما تفترس الإنتر ونابولي ينقض على صدارة الكالتشيو

خسر إنتر ميلان آخر 3 مباريات له في مختلف المسابقات، وودع كأس إيطاليا، وأزاحه نابولي من صدارة الكالتشيو

محمد صلاح يقود فريقه لتحقيق الحلم.. ليفربول بطلًا للبريميرليغ

دخل محمد صلاح تاريخ البريميرليغ، وعادل ليفربول الرقم القياسي الذي احتكره مانشستر يونايتد لسنوات، كما كسر هينة مانشستر سيتي على المسابقة في الأعوام الأربعة السابقة

روديغير يعتذر بعد تصرفه العدواني تجاه حكم الكلاسيكو والريال يترقب عقوبة نجومه

اعتذر روديغير عن سلوكه أمام حكم مواجهة الكلاسيكو، فيما ينتظر ريال مدريد عقوبة ثلاثة من نجومه البارزين

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة