جيش الاحتلال يقضي على مقومات الحياة الأساسية في شمال غزة
27 ديسمبر 2024
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته العسكرية التي تستهدف شمال قطاع غزة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهذه المرة الثالثة التي يستهدف فيها جيش الاحتلال المنطقة المكتظة بالسكان منذ بدء حرب الإبادة التي تستهدف جميع أشكال الحياة في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكان تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الخميس، قد أشار إلى أن جيش الاحتلال أضعف بشدة نظام الضمانات الذي يهدف إلى حماية المدنيين في قطاع غزة، وذلك من خلال استخدامه أساليب معيبة للعثور على الأهداف وتقييم المخاطر التي تهدد حياة المدنيين، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها في فصائل المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي حديثه لوكالة "الأناضول" أوضح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أمس الخميس، أن جرائم جيش الاحتلال في شمال غزة "تتركز في الأحياء السكنية والأبراج والمربعات السكنية بشكل واضح، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة".
تستهدف حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في شمال غزة الأحياء السكنية والأبراج والمربعات السكنية بشكل واضح، حيثُ بلغ عدد الضحايا من المدنيين أكثر من 4800 شهيدًا خلال أخر 80 يومًا
وتابع الثوابتة مضيفًا في حديثه أن "عدد الضحايا بلغ على مدار 80 يومًا من العدوان المتواصل ضد محافظة شمال قطاع غزة أكثر من 4 آلاف و800 شهيد ومفقود، وأكثر من 12 ألفا و500 مصاب، وأكثر من 1900 معتقل".
وأكد الثوابتة على أن "هذا العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف البشر والحجر، ويدمر البنية التحتية، ويقضي على مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، والمنازل، والمرافق الحيوية"، واصفًا هذا "التصعيد الإجرامي" بأنه "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزًا عن اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لوقف هذه المجازر المستمرة بحق المدنيين العزل".
وشدد الثوابتة في حديثه لـ"الأناضول" على أن "الصمت الدولي والتقاعس عن تحمل المسؤولية إزاء هذه الجرائم، أصبح دعما ضمنيا للمحتل، وتشجيعا له على مواصلة عدوانه"، مجددًا مطالبته "المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجميع الأطراف ذات الصلة، بالتحرك العاجل والفوري لإيقاف هذه الحرب الشعواء، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية".
🎥 "الحمدلله بنتي عايشة".. فرحة أب بنجاة ابنته من قصف الاحتلال الإسرائيلي على #غزة. pic.twitter.com/wvai6SDJBC
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 27, 2024
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد قالت في مقال نُشر، الأربعاء الماضي، إن هناك "إجماعًا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس قريبًا، فسيكون من الضروري إعادة النظر مع المستوى السياسي في المهام التي يقوم بها الجيش في القطاع"، بحسب ما نقل موقع "الترا فلسطين".
وأضافت الصحيفة العبرية أن المؤسسة الأمنية تعتبر أن الغرض من "النشاط العملياتي" الحالي هو ممارسة الضغط على حماس للقبول بالاتفاق، لكن "في حال عدم قبول الحركة للاتفاق، فإن على الجيش التفكير في إجراءات أخرى في قطاع غزة من أجل زيادة الضغط على حركة حماس"، بما في ذلك "فحص ما إذا كانت العمليات في شمال قطاع غزة تشكل بالفعل الضغط المطلوب على حماس".
ووفقًا لما جاء في "هآرتس" فإن جيش الاحتلال لديه اعتقاد أنه "كلما طال أمد القتال، كلما زاد عدد الحالات التي يتم فيها انتهاك قيم الجيش الإسرائيلي التي تآكلت القتال في غزة"، لافتة إلى جيش الاحتلال "أجرى محادثات واجتماعات حول هذا الموضوع"، محذرًا أن "هذه المشكلة آخذة في الاتساع".