جيش الاحتلال يواصل انتهاك سيادة لبنان ويستهدف بغارتين مدينة النبطية
29 يناير 2025
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع لبنان بوساطة أميركية فرنسية، واستهدف بغارتين عبر الطيران المسيّر، أمس الثلاثاء، مدينة النبطية في منطقة جبل عامل جنوبي لبنان، مما أسفر عن سقوط 24 جريحًا، بحسب ما أفادت وزارة الصحة العامة اللبنانية.
وجاء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف النبطية بعد يوم واحد من إعلان البيت الأبيض تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حتى يوم الـ18 من شباط/فبراير المقُبل، والذي كان من المفترض أن ينتهي بمهلة الـ60 يومًا في الـ27 من الشهر الجاري، على أن يتخلل الأيام المقبلة بدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى الجيش الإسرائيلي.
وبحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، فإن جيش الاحتلال استهدف بصاروخ موجه سيارة من طراز "بيك آب" لتحميل الخضار والفاكهة على طريق عام النبطية الفوقا، حيثُ تسبب انفجار الصاروخ بدوي هائل تردد صداه في مختلف المناطق القريبة، فضلًا عن احتراق عدد من السيارات التي كانت في موقع الغارة. وبعد أقل من ساعة على شن الغارة الأولى، جدد جيش الاحتلال عدوانه الجوي عبر استهدافه بصاروخ موجه مركبة على طريق زوطر - النبطية الفوقا.
جاء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف النبطية بعد يوم واحد من إعلان البيت الأبيض تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حتى يوم الـ18 من شباط المقُبل
ونقلت الوكالة الوطنية عن رئيس بلدية النبطية الفوقا، ياسر غندور، قوله إن: "العدو الإسرائيلي نفذ مساء (الثلاثاء) عدوانًا غاشمًا على أهلنا ومناطقنا الآمنة، إمعانًا في خرق اتفاق وقف إطلاق النار من دون مبرر، وهو يستهدف المدنيين والآمنين في منازلهم"، وتابع مضيفًا أن "العدوان على النبطية الفوقا أدى إلى إصابة عدد من المواطنين إصاباتهم متوسطة"، نافيًا في الوقت نفسه "استهداف أي شخصية أو سيارة".
من جانبه، زعم بيان صادر عن جيش الاحتلال أن الغارتين استهدفتا "شاحنة ومركبة أخرى تابعتين لحزب الله"، مضيفًا أن الآليتين "كانتا تنقلان وسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية في جنوب لبنان"، مشيرًا إلى أنه "تم استهداف الشاحنة والمركبة بعد مراقبة الجيش الإسرائيلي خلال قيامهما بنقل الأسلحة"، على حد تعبيره.
وفي سياق الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، أفادت الوكالة الوطنية في خبرين منفصلين بأن جيش الاحتلال نفذ عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في بلدة كفركلا ومحيط تلة حمامص. كما قامت آلية لجيش الاحتلال بإطلاق النار في الهواء ترهيبًا للسكان بعد تقدمها في مرجعيون، وتُعد هذه المناطق من قرى الحافة الأمامية المحاذية للحدود مع شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
"عاد اللبنانيون إلى قراهم الخالية من معالم الحياة، مشوا فوق طرقات باتت غير معبّدة، شمّوا هواء بلادهم ولمسوا ترابها، سبح بعضهم في بحر الناقورة المحاذية للحدود الإسرائيلية رغم برد كانون، جلسوا فوق ركام بيوتهم التي هدمها الاحتلال، وانتشل الكثير منهم الشهداء من تحت الركام".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 27, 2025
تقرير… pic.twitter.com/0uJjAJzVMO
وعقب شن جيش الاحتلال الغارتين على منطقة النبطية، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اتصالًا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، جاسبر جيفرز، حيثُ طالب باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وقال ميقاتي: "إن هذا العدوان يشكل انتهاكًا إضافيًا للسيادة اللبنانية وخرقًا فاضحًا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
ميقاتي: "هذا العدوان يشكل انتهاكًا إضافيًا للسيادة اللبنانية وخرقًا فاضحًا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701"
وكان تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب قد أشار إلى أن "التحدي المركزي الفوري" الذي يواجهه جيش الاحتلال يتمثل في "الحفاظ على الإنجازات العسكرية بعد الحرب، وأولها منع استقرار حزب الله مجددًا في جنوب لبنان"، وتوقّع التقرير أن يكون هناك "خلافات في الرأي بين إسرائيل والقيادة الجديدة في لبنان حول تطبيق الاتفاق، استنادًا إلى التقديرات أن الجيش اللبناني سيواجه صعوبة في تطبيق مهمته وإخراج حزب الله من جنوب لبنان".
ووفقًا لما جاء في التقرير، فإن حزب الله "سيحاول تحدي الجيش الإسرائيلي بطرق أخرى، لكن إسرائيل ستواجه صعوبة، حتى بعد إنهاء انسحابها من جنوب لبنان، بالحفاظ على وقف إطلاق النار إثر التغيير في طبيعة عملياتها". ولفت التقرير إلى أنه "بسبب الدور المركزي للأميركيين في تطبيق الاتفاق، من الجائز أن تكون هناك خلافات مع إدارة (الرئيس دونالد) ترامب أيضًا، رغم أن الجنرال الأميركي في اللجنة الخماسية لإنفاذ تطبيق الاتفاق يبدي حتى الآن تفهمًا للمطالب الإسرائيلية".