جيش اليمن.. وليمة القاعدة والحوثيين
18 سبتمبر 2015
صنف الجيش اليمني كسادس أقوى جيش عربي، كما يحتل المركز الـ45 بين جيوش العالم بإجمالي عدد منتسبين بلغ 401 ألف مقاتل وعدد قوات الاحتياط 450 ألف مقاتل، لكنه لم يقم بالدور المنوط به في جبهات القتال، وتلقى العديد من الهزائم التي يرى خبراء عسكريون أنها نتيجة الخيانات والارتهان لأشخاص وأحزاب وجماعات.
احتكار الجيش
يقول العقيد في الجيش اليمني، إبراهيم المساوي في حديث لـ"ألترا صوت"، "أن السبب الرئيسي لهزائم الجيش في مواجهة المتطرفين من تنظيم القاعدة أو الحوثيين أو أي طرف يقف في وجه الدولة، جاء نتيجة لاحتكار كل من محافظة عمران وصعدة، وذمار التي تقع في قبضة الحوثيين للجيش"، إذ يمكن إيجاد 54 ضابطًا من حضرموت والجنوب، منذ 1994، و170 ضابطًا من عمران وصعدة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود برتب مختلفة، بينما يتوزع على الجيش والأمن نحو"17" ألف ضابط من ذمار وحدها.
كثير من قيادات الجيش اليمني يؤمنون بحركة طالبان وتشكيلتها القتالية وكانوا يقاتلون في صفوف الحركة سابقًا
وأضاف المساوي "أن عدم النظر إلى كافة أفراد الجيش بعين واحدة والتميز بينهم، زرع عدم الوطنية بين المجندين، فهناك ألوية من عشرة آلاف جندي يوجد بها راجمة كاتيوشا واحدة. وألوية من 2000 جنديًا بها 200 دبابة"، كون أولئك الـ2000 جندي محسوبون على محافظة ينتمي إليها قائد بارز في الجيش مثل ذمار وعمران وصعدة، وهذا أحد أسباب خسائر الجيش في اليمن وهزائمه.
يرى الملازم في الشرطة الدولية لقوات حفظ السلام، جميل المهنى، في حديث لـ"ألترا صوت"، "أن الجيش اليمني يمتلك أقوى وأشرس المقاتلين، لكن الانتماءات القبلية والحزبية وضعت الجيش محل ارتهان لها، وخير دليل على ذلك الانقسام الحاد في الجيش والحرس الجمهوري.. إلخ، إضافة إلى تخصيص ألوية ومعسكرات وإخضاعها لأهواء نافذ قبلي ما. وتابع "عندما يشاهد الجندي اليمني موكب شيخ قبلي ويدخل مع مرافقيه المسلحين إلى رئاسة الجمهورية أو وزارة سيادية أو يقوم باقتحام مقر حكومي ولاتتم محاسبته، فهنا، يصاب الجندي بالإحباط، ولو تم قياس هذا العامل وتأثيره على تدمير الجيش، ستكون النتائج والخسائر كارثية بلا أدنى شك.
من جانبه يرى الخبير العسكري في قوات الاحتياط، خالد حسن الرضى، أن "الجيش اليمني مخترق من قبل تنظيم القاعدة، وهناك قيادات من الجيش كانت في صفوف التنظيم تقاتل في أفغانستان خلال الثمانينات". وأكد الرضى أن "هناك ألوية وقيادات معسكرات عادوا من أفغانستان عام 1988 مثل اللواء عبد الرب الشدادي، الذي تم تعيينه قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، قبل أن يتقلد مناصب قيادية أخرى في الجيش، بالإضافة إلى العميد عادل القميري قائد محور الجوف، واللواء عبد الغني الشميري، والعميد صادق سرحان جميعهم يؤمنون بحركة طالبان وتشكيلتها القتالية وكانوا يقاتلون في صفوف الحركة سابقاً قبل أن يعودوا إلى اليمن، وهم يعتبرون جيش اليمن النظامي تقليدًا للغرب واليهود.
أول نكبات الوحدة
اندلعت شرارة أول حرب للجيش اليمني مع الحوثيين في صعدة شمال البلاد في 20 حزيران/يونيو 2004، بعد أن فرض حسين الحوثي السيطرة على أغلب مديرية حيدان التي غابت فيها الدولة بصورة شبه كلية، وكان حسين الحوثي يتقاضى الزكوات، ما اضطر محافظ المحافظة، آنذاك، العميد يحيى العمري، إلى تحريك حملتين عسكريتين 20 حزيران/يونيو 2004، واستمرت الحرب 82 يوما لتنتهي بإعلان السلطات مقتل حسين الحوثي وانتهاء العمليات العسكرية في 10 أيلول/سبتمبر2004، لتعود المعارك مرارًا بين الجيش اليمني والحوثيين، عبر سبعة حروب ضروس تشبه في تسلسلها الحروب العالمية الشهيرة، أفضت إلى سقوط محافظة صعدة بيد الحوثيين والتي يتخذون منها معقلًا رئيسيًا.