حادثة مقتل إرليخ تكشف بعدًا جديدًا في العلاقة بين جيش الاحتلال والمستوطنين
26 نوفمبر 2024
سلّط موقع بريطاني الضوء على كيفية تحويل جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق القتال في قطاع غزة وجنوب لبنان إلى مواقع يستطلع فيها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة إمكانية العودة إلى القطاع وبناء مستوطنات في جنوب لبنان.
وأشار التقرير الذي نشره موقع "آي نيوز" إلى حادثة مقتل المستوطن والباحث في الآثار، زئيف إرليخ، في جنوب لبنان، بعدما سمح له الجيش الإسرائيلي بالدخول إلى المنطقة دون إذن. ونقل التقرير عن أحد المحللين قوله: "ما يحدث هو جنون واضح، هذه منطقة حرب وليست منطقة جذب سياحي".
ادعت مجموعة من المستوطنين المتطرفين تُدعى "يقظة الشمال" أن إرليخ "تمكن من إعداد خريطة للأماكن اليهودية في لبنان التي يجب التنقيب فيها عندما تصبح المنطقة ملكنا"
قُتل إرليخ، الذي كان يرتدي زيًا عسكريًا، بعدما أطلق عليه مقاتل من حزب الله النار، حيث كان برفقة جنديين آخرين، وسُجِّل كأحد قتلى جيش الاحتلال في المعارك الدائرة في الجنوب، رغم كونه جندي احتياط.
ويُقال إن المستوطن القتيل كان يحاول استطلاع قلعة قديمة في لبنان قد تكون وردت في الإنجيل. ووفقًا لما هو معروف عنه، كان إرليخ مؤرخًا وباحثًا في الآثار نشر العديد من الأبحاث التي ناقش فيها علاقة اليهود بالأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وكان أيضًا عضوًا نشطًا في حركة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة، وعاش في إحدى المستوطنات المنتشرة هناك، والتي لا يعترف بها القانون الدولي.
شخصيات مؤثرة في حكومة نتنياهو تسعى لاستغلال الوضع الراهن لفرض سيطرتها على #غزة وتهجير سكانه الفلسطينيين.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 23, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/jUdPOZf1em pic.twitter.com/V8WhPvTdIi
وادعت مجموعة من المستوطنين المتطرفين يطلق عليها "يقظة الشمال" أن إرليخ "تمكن من إعداد خريطة للأماكن اليهودية في لبنان التي يجب التنقيب فيها عندما تصبح المنطقة ملكنا"، ودعت إلى بناء مستوطنة في المكان الذي قُتل فيه المستوطن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن دخول إرليخ كان دون إذن، وأضاف: "هذه مخالفة للقانون والإجراءات، وسيتم التعامل معها وفقًا لذلك". بدورها، كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان" في تحقيق لها عن سماح الجيش الإسرائيلي لمستوطني الضفة الغربية بدخول قطاع غزة بهدف التخطيط لبناء مستوطنات هناك.
وأفادت الهيئة بأن، دانييلا فايس، من حركة "ناتشالا" للاستيطان، كشفت عن زيارتها لقطاع غزة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بمساعدة من الجيش الإسرائيلي. وذكرت أنها قامت بجولة في معبر نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وأوضحت الوسيلة الإعلامية الإسرائيلية أن "أحد أهداف الرحلة كان تفتيش المناطق التي سيُسمح للمستوطنين بالدخول إليها"، وأضافت: "في البداية، ووفقًا للخطة، سيدخل المستوطنون بطريقة غير رسمية، وسيقيمون في القواعد العسكرية والبُنى التحتية في غزة، ثم تُحوّل هذه المناطق إلى مستوطنات رسمية".
يرى دعاة الاستيطان أن تحقيق هدفهم الكبير بضم الضفة الغربية قد يكون ممكنًا في ظل سجل ترامب الداعم بقوة لـ "إسرائيل"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 16, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/8yTB4ij6Ud pic.twitter.com/CFXMMixnpm
وأكدت فايس الرحلة في مقابلة بالفيديو، التي تحدّثت فيها عن خطط لبناء مستوطنات في غزة، قائلة: "بمجرد أن نتمكن من الدخول، سندخل ولن ننتظر تجهيز المياه أو المولدات".
من جهته، وصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمحلل السياسي في "تشاتام هاوس"، يوسي ميكلبيرج، زيارات المستوطنين بأنها "جنون محض". وقال: "هذه منطقة حرب، وليست منطقة جذب سياحي أو جولة لوكلاء عقارات للبحث عن الاستثمار. لقد وصلت العلاقات بين المستوطنين والجيش إلى مستوى يهدد الأمن". وأضاف: "في حالة إرليخ، قُتل جندي شاب فقط لإشباع ولع شخص بالمواقع الآثرية".
وأشار ميكلبيرج إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت زيارات المستوطنين إلى قطاع غزة وجنوب لبنان مؤشرًا على قرب بناء مستوطنات في تلك الأراضي. لكنه ألمح إلى أن المستوطنين يعتقدون أنهم قادرون على دفع الحكومة الإسرائيلية للموافقة على ذلك، مشيرًا إلى أن "الوقت سيكشف ما إذا كان هذا صحيحًا".