يسعى العربي الشرقاوي في لوحاته إلى تخليص الحرف من ارتهانه للزخرفة والسياقات الشعرية والبلاغية، بحيث يكون أكثر قدرةً على التعبير عن ذاته

عند هذه العتبة الداكنة
فقدتُ الكثير منك/ من صفاتك/ ومن كلامك الذي يربتُ فوق قلبٍ يحنّ،/ قلب يئنْ، قلب ساهم/ لا متسع لي لأخرج عن صمتي هذا/ فأنا قطرة في شتاء واسع كهذا

مثل ماءٍ في إناءٍ مثقوب!
أيّ الطرقات أقصر! لست بحاجة الى طريقٍ ممتد يجعلني أرى كل شيء بهذا الوضوح القاتم، لست بحاجة لرؤية المزيد من التشوهات بعين دامعة تجعل الرؤى أكثر غلظةً وتفسيرها أكثر التباسًا

كلما لفظتُ اسمكِ نجوت
لم أذهب بعيدًا/ كنتُ عالقًا بين ضفتين فوق الجسر/ أبحثُ عن صورتي في الماء/ وتطيرُ بي فوقَ ما لم يكن لي/ أفكرُ في قصيدةٍ تحملني عاليًا

أصنع ثقبًا لأعبر منه
أطلق قصائدكَ كي تستريحَ/ كي يتبعثر التعبُ في هذا المدى/ كي لا يبقى منهُ إلا أثر العويل/ ورائحة الألم

طلبت من السائق الرجوع مائة عام
لا يوجد غوغل ماب/ لا خطوط هاتف لأطلب وجبة سريعة أيضًا/ كل ما أريده الآن/ أن ألتقي بكافكا/ وأبحث عن عنوان شارلي شابلن

أريدُ اسمًا جديدًا
أنتِ بحاجة إلى ضحكة/ ضحكة واحدة/ لتعيدي ترتيب فوضى العالم/ وليكون كل شيء على ما يرام

العالم مركبة ستدهسنا جميعًا
هذا العالم سائق بلا رخصة/ يقود بلا فرامل./ هذا العالم كلب حراسة/ يلهث في مقبرة/ كلب حقير/ وجبان

هذا الحزن صديقي
أكنسُ مخاوفي كُل ليلةٍ/ وأبكي مِثلَ رضيعٍ/ يواسي صمتهُ/ ببضعة دمعاتٍ وأنات/ أجوعُ../ فأُقشّرُ الحزنَ بسكينٍ صدئة

نبيعُ أحلامنا بأثمانٍ زهيدة
أي موتٍ أرحم/ لأعيد ترتيب الحياة كما أريد/ ولأفسر الغاية من وجودي/ لرجلٍ عجوز يجلس على طاولة مقابلة/ وقد ملّ من الاحتراق

كلما مرّت قافلة من أمامي أصابها الظمأ
أصابعي صحراء ناحلة/ قلبي حقل صبّار/ وكلما مرّت قافلة من أمامي/ أصابها الظمأ!

بجناحين لا يقدران على حملِ خيبتي
أحتاج عيونكِ/ كي أُعرّي دهشتي من ثياب الندم/ أحتاجها كي أعيد للحب لهفتهُ الأولى