1. سياسة
  2. سياق متصل

حكومة ائتلافية في ألمانيا للتصدي للركود الاقتصادي وتنامي شعبية حزب البديل

9 ابريل 2025
حكومة ائتلافية في ألمانيا (رويترز)
محمد يحي حسنيمحمد يحي حسني

من المنتظر أن يُعلَن في ألمانيا، اليوم الأربعاء، عن توصّل التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى اتفاق يقضي بتشكيل حكومة ائتلافية بينهما، وذلك بعد مرور ستة أسابيع على الانتخابات العامة التي أسفرت عن فوز التحالف المسيحي، بقيادة فريدريش ميرتس، بنسبة 28.6% من الأصوات، متقدّمًا على الحزب الاشتراكي الذي حصل على 16.4% فقط.
وكان حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف المفاجأة الكبرى في تلك الانتخابات، بعد حصوله على 20.8% من الأصوات.

ولا يبدو أن صعود حزب البديل سيتوقّف عند هذا الحدّ، إذ كشف أحدث استطلاع للرأي في ألمانيا عن تعادل شعبيته مع التحالف المسيحي، الفائز في الانتخابات العامة التي أُجريت في شباط/فبراير الماضي، والتي جاءت في توقيت مبكّر عن موعدها الأصلي.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن حرص الحزب الاشتراكي على التوصّل إلى اتفاق مع التحالف المسيحي لتشكيل حكومة ائتلافية يهدف بدرجة أولى إلى احتواء صعود حزب البديل. ومع ذلك، فإن دوافع تشكيل الائتلاف لا تقتصر على هذا العامل وحده؛ إذ يواجه الطرفان ضغطًا متزايدًا بفعل خطر الركود الاقتصادي، وتداعيات الحرب التجارية التي يلوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال سياسة فرض الرسوم الجمركية على الحلفاء والخصوم على حدّ سواء.

لا يبدو أن صعود حزب البديل سيتوقف عند هذا المستوى، فقد كشف أحدث استطلاعٍ في ألمانيا، عن ارتفاع شعبية حزب البديل وحصوله على نتيجة مساوية لنتيجة التحالف المسيحي الفائز في الانتخابات العامة التي أجريت في توقيت سابق لأوانها في شباط/فبراير الماضي.

تجاوز آخر الخلافات

عقد فريدريش ميرتس وفريقه، اليوم الأربعاء، اجتماعًا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بهدف تجاوز آخر نقاط الخلاف العالقة بين الطرفين، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".
ومن المنتظر، وفقًا لمصادر الوكالة، أن يعقد ميرتس مؤتمرًا صحفيًا في وقت لاحق من اليوم، للإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة الائتلافية.

وكانت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، زاسكيا إسكين، قد أكدت في تصريحات سابقة هذا الأسبوع أنه تم بالفعل "تحقيق تقدم كبير في مفاوضات تشكيل الائتلاف، خصوصًا فيما يتعلق بالحزم المالية المخصصة للبنية التحتية والدفاع". لكنها أضافت أن هناك قضايا لا تزال بحاجة إلى الحسم، من بينها: "كيف نحقق استقرارًا لمعاشاتنا التقاعدية؟ كيف نضمن أن يصبح التعليم والرعاية أكثر عدالة وموثوقية؟ وهناك أمور كثيرة أخرى"، على حد قولها.

وعبّرت إسكين عن أملها في أن تفضي المفاوضات إلى نتائج إيجابية، دون تحديد إطار زمني لذلك، مكتفية بالقول: "أنا واثقة للغاية من أننا سنختتم المفاوضات، لكن لا يمكنني إعطاء أي مؤشرات حول الموعد".

وبحسب مصادر "رويترز"، فإن إحدى النقاط التي لا تزال عالقة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتكتل ميرتس المحافظ (الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) تتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية.

الضغوط تحتّم التوصل لاتفاق

تعرّض الشركاء المحتملون في الائتلاف الحاكم لضغوط متعددة سرّعت من وتيرة محادثاتهم، أبرزها اضطرابات الأسواق المالية وتصاعد الحرب التجارية التي أشعلتها الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات الأجنبية، وهو ما يزيد من مخاطر التضخم ويثير المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.

وفي هذا السياق، عبّر وزير المالية الألماني يورغ كوكيس، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن تلك المخاوف في تصريح لإذاعة "دويتشلاند فونك" اليوم الأربعاء، حيث قال إن "خطر الركود يجعل من مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية أمرًا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى"، مضيفًا أن "ألمانيا بحاجة إلى حكومة قادرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة". وأكد أن طرفي التفاوض "اتفقا بالفعل على دعم إقامة منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع انفتاحهما على مزيد من صفقات التجارة العابرة للحدود".

يُذكر أن فريدريش ميرتس سبق أن وصف الولايات المتحدة في عهد ترامب بأنها "حليف غير موثوق"، وكان قد تعهد بعد فوزه في الانتخابات بزيادة الإنفاق الدفاعي في ظل التوتر مع روسيا، كما وعد بدعم الشركات التي تعاني من ارتفاع التكاليف وضعف الطلب المحلي.

وكانت مراكز الدراسات الاقتصادية في ألمانيا قد خفّضت من توقعاتها لنمو الاقتصاد المحلي خلال هذا العام، فبعدما كانت تتحدث في سبتمبر/أيلول الماضي عن نمو بنسبة 0.8%، باتت التوقعات تشير اليوم إلى نمو شبه معدوم لا يتجاوز 0.1%.

ويُشار إلى أن الاقتصاد الألماني، الأكبر في القارة الأوروبية، يعتمد بشكل رئيسي على الصادرات، ما يجعله عرضة للتأثر الشديد بسياسات الحماية التجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي، والتي تهدف إلى معالجة ما يعتبره ترامب "اختلالًا في الميزان التجاري" بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم.

التصدي لصعود حزب البديل

أظهر أحدث استطلاعٍ للرأي في ألمانيا ارتفاعًا في شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، حيث حصل كلٌّ من التحالف المسيحي والحزب البديل على نسبة 24%، وفق نتائج الاستطلاع الأسبوعي الذي يجريه معهد "إنسا". وتشير هذه النتيجة إلى تراجع في شعبية المحافظين مقابل صعود متواصل لليمين المتطرف.

في المقابل، حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نفس النسبة التي حققها في الانتخابات العامة التي أُجريت في شباط/فبراير الماضي، بينما سجّل كل من حزب الخضر وحزب اليسار تراجعًا طفيفًا بنسبة تقارب 1%.

ويعوّل الاشتراكيون على تشكيل حكومة ائتلافية مع التحالف المسيحي لكبح جماح صعود حزب البديل. وفي تعليق لها على نتائج الاستطلاع، قالت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، خلال وجودها في مقر الحزب المسيحي الديمقراطي ببرلين: "ألمانيا التي تواجه أزمات متعدّدة تحتاج إلى دفعة قوية تُسهم في تقليص شعبية اليمين المتطرف مجددًا. ومن أجل ذلك، علينا الآن أن نفي بوعودنا، وأن نضع اتفاقية ائتلافية تحدد أهدافًا يمكننا تحقيقها".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة