1. سياسة
  2. حقوق وحريات

حملة نفوذ داخل غرف الأخبار.. هل نجحت إسرائيل في اختراق الإعلام البريطاني؟

1 يمشي 2025
أُثيرت تساؤلات ملحّة حول حيادية وسائل الإعلام البريطانية في تغطيتها للحرب على غزة (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

في خطوة أثارت ضجة واسعة، كشفت وثائق إسرائيلية حصل عليها موقع "ديكلاسيفايد يو كي" البريطاني، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الجنرال أفيف كوخافي، عقد اجتماعات خاصة مع كبار رؤساء تحرير وسائل الإعلام البريطانية، بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.

شملت هذه الاجتماعات شخصيات بارزة مثل رئيسة تحرير صحيفة "الغارديان" كاثرين فاينر، ومدير المحتوى الإخباري في شبكة "بي بي سي" ريتشارد بورغس، ورئيسة تحرير "فايننشال تايمز" رولا خلف.

كما تضمنت الخطة لقاءات مع الرئيس التنفيذي لشبكة "سكاي نيوز" ديفيد رودس، ووزير الخارجية في حكومة الظل، ديفيد لامي، وكان من المفترض أن تتم هذه الاجتماعات خلال الفترة بين 7 و9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أي بعد استشهاد أكثر من 10 آلاف فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية، في واحدة من أكبر الجرائم العسكرية على القطاع.

الهدف الأساسي من هذه اللقاءات كان محاولة استغلال ما وصفته إسرائيل بـ"تغير موقف الدول الغربية تجاه إسرائيل بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"، وذلك لتعزيز الدعم الإعلامي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة

تشير الوثائق إلى أن زيارة كوخافي إلى بريطانيا لم تكن مجرد لقاءات عادية، بل جاءت بتنسيق كامل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن، كجزء من استراتيجية إعلامية تهدف إلى التأثير على تغطية الحرب في وسائل الإعلام الغربية.

حملة دعائية ممنهجة

الهدف الأساسي من هذه اللقاءات كان محاولة استغلال ما وصفته إسرائيل بـ"تغير موقف الدول الغربية تجاه إسرائيل بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"، وذلك لتعزيز الدعم الإعلامي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

كانت إسرائيل تدرك جيدًا أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، ولهذا سعت من خلال هذه الاجتماعات إلى التأثير على طريقة تغطية الحرب، والتقليل من التركيز على أعداد الضحايا الفلسطينيين، مع إبراز ما تصفه إسرائيل بـ"حقها في الدفاع عن نفسها".

هذا التوجه تم تأكيده من خلال وثائق التخطيط التي أعدها العقيد الإسرائيلي الاحتياطي جاد يشعياهو، الذي أوضح أن لقاءات كوخافي مع كبار الإعلاميين كانت تهدف إلى "تعزيز شرعية إسرائيل خلال العمليات العسكرية في غزة" وفق تعبيره، وأن وسائل الإعلام البريطانية كانت "أحد الأهداف الاستراتيجية" لحملة التأثير الإسرائيلية.

وعمل يشعياهو في "إدارة الأزمات" بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما خدم في القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي. وقد رافق مؤخرًا الجنرال الإسرائيلي عوديد باسيوك، في زيارة سرية إلى لندن، وهو مدرج كمحاضر زائر في جامعة سيتي في لندن.

كما اقتراح يشعياهو أن يلتقي كوخافي مع رئيسة لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية مادلين أليساندري، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى في وزارات الخارجية والدفاع والداخلية البريطانية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاجتماعات قد عُقدت بالفعل أم لا. ومن بين الأهداف الأخرى للزيارة، كان رئيس أركان الجيش البريطاني السابق، الجنرال السير نك كارتر، الذي وقّع في عام 2020 اتفاقية مشتركة مع كوخافي، تهدف إلى "إضفاء الطابع الرسمي وتعزيز التعاون العسكري بين المملكة المتحدة وإسرائيل"، وهي اتفاقية لا تزال تفاصيلها طي الكتمان.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن كوخافي، الذي استلم منصب رئيس هيئة الأركان بين عامي 2019 و2023، سعى إلى تبرير قتل الجيش الإسرائيلي للصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهو الفعل الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه "غير مبرر".

ازدواجية المعايير

في ظل هذا الكشف، ظهرت تساؤلات ملحّة حول حيادية وسائل الإعلام البريطانية ومدى تأثرها بهذه اللقاءات. صحفي سابق في شبكة "بي بي سي"، تحدث للموقع البريطاني، مؤكدًا أنه لا يذكر أي مراسلات داخلية حول الاجتماع، وهو أمر غير معتاد في "بي بي سي" عند استضافة شخصيات رفيعة المستوى. وأعرب عن استغرابه من أن المؤسسة لم تعقد اجتماعات مماثلة مع ممثلين عن الجانب الفلسطيني، متسائلًا عن ازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها مع الطرفين.

وأشار الصحفي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن زيارة كوخافي لم تكن مجرد خطوة غير مسبوقة فحسب، بل إن الأمر الصادم أيضًا هو أن أحد كبار المحررين في "بي بي سي" اختار التعامل بهذه الطريقة مع شخصية عسكرية أجنبية، خاصة عندما تكون تلك الشخصية من دولة متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقال: "هذا التصرف يضرب في صميم استقلالية ونزاهة بي بي سي التي تدّعي الحفاظ عليها، وأعتقد أنه ألحق ضررًا بالغًا لا يمكن إصلاحه في مستوى ثقة الجمهور بالمؤسسة".

ردود الفعل حول هذه اللقاءات لم تتوقف عند الصحفيين، بل امتدت إلى شخصيات أكاديمية وإعلامية شككت في نزاهة وسائل الإعلام البريطانية. أستاذ الإعلام في جامعة غولدسميث، ديس فريدمان، وصف هذه اللقاءات بأنها "تهدد استقلالية الصحافة وتثير تساؤلات خطيرة حول التلاعب بالمحتوى الإعلامي لصالح طرف معين"، معتبرًا أن هذه الاجتماعات السرية تعكس مدى التأثير الإسرائيلي على الإعلام البريطاني.

فضيحة ارتباط صحفيين مع الاستخبارات الأميركية

في هذا السياق، جاءت هذه الفضيحة بعد تحقيق آخر نُشر بموقع "Drop Site News" في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، كشف عن تورط محرر الشرق الأوسط في موقع "بي بي سي" الرقمي، رافي بيرغ، في إدارة التغطية الإخبارية لضمان إبراز إسرائيل بشكل إيجابي. وأظهرت التسريبات أن بيرغ كان يعمل سابقًا لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، بل إنه تفاخر بذلك خلال محادثات مسربة، مؤكدًا أنه كان "سعيدًا عندما أُخبر بأنه يعمل بشكل غير مباشر لصالح الوكالة".

هذا الكشف يثير أزمة ثقة عميقة بين الجمهور ووسائل الإعلام الغربية، خصوصًا في ظل الانتقادات المتزايدة لطريقة تغطية الحرب في غزة. فقد أصبح واضحًا أن الرواية الإسرائيلية تحظى بحضور واسع في الإعلام البريطاني، بينما يتم تهميش الرواية الفلسطينية أو التعامل معها بانتقائية واضحة.

هذه الفضيحة قد تكون محطة من ملف أكبر يتعلق بتأثير اللوبيات السياسية على المؤسسات الإعلامية التي يفترض أن تحافظ على حيادها واستقلاليتها.

كلمات مفتاحية

في حملة قمع مؤيدي فلسطين.. اعتقال محمود خليل تمّ بلا مذكرة وبانتهاك قانوني

أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي أن الطالب محمود خليل، أحد أبرز قادة احتجاجات جامعة كولومبيا المناصرة لغزة، تم اعتقاله دون مذكرة توقيف قضائية، في انتهاكٍ صريح للإجراءات القانونية

الأمم المتحدة: أحكام "قضية التآمر" في تونس نكسة للعدالة ومسار الديمقراطية

اعتبرت الأمم المتحدة أن الأحكام الصادرة بحق المتهمين في ما يعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة" في تونس، تمثل انتكاسة خطيرة لمسار العدالة وسيادة القانون

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تُشرعن التهجير الجماعي في غزة

إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ المرحلة النهائية من جريمتها وهدفها الأصلي؛ وهو الطرد الجماعي للفلسطينيين خارج قطاع غزة

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة