1. سياسة
  2. سياق متصل

حواجز عسكرية وإغلاقات خانقة: الفلسطينيون في الضفة يواجهون حصارًا مشددًا

10 فبراير 2025
حاجز لجيش الاحتلال في الضفة الغربية (منصة إكس)
الترا صوتالترا صوت

منذ الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تشهد مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا ملحوظًا في الإجراءات الإسرائيلية التي أدت إلى فرض قيود غير مسبوقة على حياة الفلسطينيين هناك.

فقد عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي وجوده العسكري، وكثف من عمليات الاعتقال والمداهمات، وأغلق العديد من الطرق والمعابر الرئيسية، مما فاقم معاناة الفلسطينيين وجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة.

بالتوازي مع إطلاق إسرائيل حربها الشاملة على قطاع غزة، فرضت تدابير أمنية صارمة في الضفة الغربية، زادت من تعقيد حياة السكان

تعزيز الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق: حصار خانق على المدن الفلسطينية

بالتوازي مع إطلاق إسرائيل حربها الشاملة على قطاع غزة، فرضت تدابير أمنية صارمة في الضفة الغربية، زادت من تعقيد حياة السكان. تمثلت هذه التدابير في نشر المزيد من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي تعيق التنقل بين المدن والقرى، فضلًا عن الإغلاقات الكاملة لبعض الطرق الرئيسية التي يعتمد عليها الفلسطينيون في حياتهم اليومية.

بحسب شهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي عزز تواجده عند مداخل المدن الفلسطينية الكبرى مثل رام الله، ونابلس، والخليل، وبيت لحم، مما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية خانقة، وتأخيرات غير مسبوقة للعمال والطلاب والمرضى.

في مدينة جنين، إحدى أكثر المناطق تضررًا من الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، تم إغلاق معظم المداخل الرئيسية، ما اضطر السكان إلى استخدام طرق ترابية وعرة للوصول إلى أماكن عملهم ومدارسهم.

أحد المواطنين من نابلس قال لوكالة "أسوشيتد برس": "كنا نواجه صعوبات يومية حتى قبل التصعيد الأخير، لكن الآن أصبحت الأمور لا تُطاق. الذهاب إلى العمل أو حتى زيارة الأقارب أصبح أمرًا معقدًا للغاية، وقد يستغرق التنقل بين مدينتين متجاورتين ساعات طويلة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشددة".

تأثير القيود على الاقتصاد الفلسطيني.. شلل في التجارة وأزمات معيشية

أدت القيود الإسرائيلية إلى تباطؤ الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، حيث تأثرت الأسواق التجارية بحظر حركة البضائع وفرض قيود على دخول المواد الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة أساسًا.

وفقًا لتقارير اقتصادية، فإن الإغلاق المفاجئ للطرق التجارية بين الضفة الغربية والقدس أدى إلى خسائر تقدر بملايين الدولارات يوميًا، حيث تعاني الشركات الفلسطينية من نقص في الإمدادات وقيود مشددة على عمليات التصدير والاستيراد.

يعمل آلاف الفلسطينيين في إسرائيل أو في المستوطنات الإسرائيلية، ومع تشديد إجراءات العبور، بات العديد منهم غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم، مما زاد من معدلات البطالة والفقر في المدن الفلسطينية.

يقول أحد العمال الفلسطينيين لـ"اسوشيتد برس": "يتم احتجازنا لساعات على الحواجز قبل السماح لنا بالدخول، وفي كثير من الأحيان نعود إلى منازلنا دون أن نتمكن من الوصول إلى العمل. نحن نعيش يومًا بيوم، وإذا لم أعمل، فلن أستطيع إعالة أسرتي".

الأزمة الإنسانية: قطاع الصحة والتعليم في خطر

لم تقتصر التداعيات على الاقتصاد، بل امتدت إلى القطاعين الصحي والتعليمي، حيث واجهت المستشفيات الفلسطينية صعوبات كبيرة في استقبال المرضى بسبب تأخير سيارات الإسعاف على الحواجز الإسرائيلية.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى من الضفة الغربية إلى المستشفيات في القدس تتأخر لساعات، مما يهدد حياة المرضى ذوي الحالات الحرجة، لا سيما المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

أما بالنسبة لقطاع التعليم، فقد تأثر بشدة نتيجة القيود المفروضة على حركة المعلمين والطلاب، حيث أُغلقت بعض المدارس في المناطق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية بدعوى "التهديدات الأمنية"، فيما عجز العديد من الطلاب عن الوصول إلى مدارسهم بسبب الحواجز العسكرية.

إحدى المعلمات من بيت لحم قالت: "نصف طلابنا لم يتمكنوا من الحضور إلى الصفوف الدراسية خلال الأسبوع الماضي بسبب الإغلاقات. لا يمكننا أن نستمر في هذا الوضع، فمستقبل الأطفال في خطر".

حملات اعتقال وانتقادات ودعوات لإنهاء العقوبات الجماعية

بالتوازي مع تشديد الحصار على الضفة الغربية، نفذت القوات الإسرائيلية حملات اعتقال ومداهمات مكثفة، استهدفت ناشطين وشبان فلسطينيين بحجة الاشتباه في تورطهم في أنشطة للمقاومة. بحسب نادي الأسير الفلسطيني، فقد تم اعتقال أكثر من 500 فلسطيني منذ انتهاء وقف إطلاق النار، بينهم أطفال ونساء.

أثارت هذه الإجراءات الإسرائيلية انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، حيث وصفت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، هذه الممارسات بأنها "تصعيد ممنهج يهدف إلى كسر الروح المعنوية للفلسطينيين وإضعاف مقاومتهم للاحتلال".

بدورها، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القيود المفروضة بأنها "عقاب جماعي غير قانوني يتعارض مع القانون الدولي الإنساني".

كما دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى تخفيف الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية واحترام حرية التنقل للفلسطينيين، مشددًا على أن "القيود الإسرائيلية تعيق أي جهود لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".

إسرائيل تبرر إجراءاتها وسط تصاعد التوترات

في المقابل، دافع المسؤولون الإسرائيليون عن هذه الإجراءات، معتبرين أنها "ضرورية لضمان أمن المستوطنات" ومنع وقوع هجمات مسلحة.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أدعى أنهم يواجهون تهديدات أمنية مستمرة، وقال: "ومن واجبنا حماية مواطنينا. الإجراءات التي اتخذناها تهدف إلى منع تسلل المسلحين وحماية السكان الإسرائيليين من أي هجمات محتملة"، وفق زعمه.

لكن الفلسطينيين يرون في هذه التبريرات ذريعة لفرض مزيد من السيطرة العسكرية على الضفة الغربية، وتعزيز الاستيطان على حساب حقوقهم في حرية التنقل والعمل والتعليم.

أزمة مستمرة دون حلول واضحة

مع استمرار التصعيد العسكري في الضفة الغربية المحتلة، يبدوا أنها أصبحت ساحة جديدة للصراع، حيث يدفع الفلسطينيون ثمن السياسات الإسرائيلية المشددة التي تعيق حياتهم اليومية وتزيد من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية.

وفي الوقت الذي تطالب فيه منظمات حقوق الإنسان بإنهاء العقوبات الجماعية المفروضة على الفلسطينيين، لا تزال الحكومة الإسرائيلية مصرة على مقاربتها الأمنية، مما يعزز حالة التوتر في المنطقة.

ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى ستستمر معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل غياب أي حلول سياسية واضحة؟

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة