حوالي نصف مليون نازح وانهيار الخدمات: غزة على وقع كارثة إنسانية
11 ابريل 2025
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية على قطاع غزة، عبر سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف الذي طال مختلف مناطق القطاع، في وقت يتدهور فيه الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة وانهيار كامل للخدمات الأساسية.
وأعلنت مصادر طبية عن سقوط 15 شهيدًا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة.
وفي شمال القطاع، استُشهد ثلاثة فلسطينيين وأُصيب آخرون عقب استهداف مباشر لبوابة مدرسة معاوية بن أبي سفيان في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا. كما أسفر قصف جوي على منزل في جباليا النزلة عن سقوط شهداء وجرحى في حين جددت مدفعية الاحتلال قصفها لحي الشجاعية تزامنًا مع قصف مدفعي حي التفاح شرق مدينة غزة.
أعلنت مصادر طبية عن سقوط 15 شهيدًا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة
وفي وسط القطاع، استهدف الاحتلال مناطق قرب مدرسة المزرعة كما استهدفت طائرة مسيّرة مجموعة من المواطنين شرق دير البلح، فيما سقط شهيد وعدد من الجرحى في قصف على مواصي خانيونس. وشهدت مناطق عدة في دير البلح تصعيدًا متواصلًا بالطائرات المسيرة.
جنوبًا، شهدت خانيونس واحدة من أكثر الضربات دموية بعد استهداف منزل لعائلة الفرا في حي المحطة، ما أدى إلى استشهاد عشرة أشخاص. كما قصفت طائرات الاحتلال حي المنارة وحي قيزان النجار جنوب المدينة ذاتها.
"من قاعة التخرّج التي ضجّت بالتصفيق 🎓 والفرح، إلى مأوى للنّازحين".. تعيش الشّابة آلاء الكفارنة من بيت حانون شمال قطاع #غزة، في إحدى قاعات الجامعة الإسلاميّة، بعد أنّ دمّرها الاحتلال، وتحوّلت مبانيها إلى ملجأ مع استمرار حرب الإبادة.
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 10, 2025
📸 محمود أبو حمدة pic.twitter.com/w6rmAgnnTm
في رفح، استشهد فلسطيني وأُصيب أربعة آخرون في غارة استهدفت تجمعًا للأهالي غرب المدينة. في حين استُهدف مربع سكني غرب المدينة بشكل عنيف ليلًا.
كما نفذت الطائرات الإسرائيلية غارة على منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، في حين تواصل القصف المدفعي على أطراف المدينة، خاصة في محيط حي المواصي.
أوامر إخلاء جديدة وتوسيع لنطاق القصف
صباح اليوم، أصدر جيش الاحتلال أوامر جديدة بإخلاء عدد من الأحياء شرق مدينة غزة، شملت أحياء الشجاعية، التفاح، الزيتون، وحي النور، وسط تحذيرات علنية من قصف وشيك. وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن "على السكان مغادرة تلك المناطق فورًا حفاظًا على حياتهم"، كما يدعي، في مؤشر على توسيع رقعة العمليات العسكرية خلال الأيام المقبلة.
هذا وكشفت الأمم المتحدة أن ضحايا 36 غارة إسرائيلية في غزة كانوا من النساء والأطفال حصرًا.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
تتزامن هذه العمليات العسكرية مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة، ومنع إدخال المواد الغذائية والدوائية والوقود، ما أدى إلى شلل تام في العمل الإنساني.
وفي تقرير جديد، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم أزمة سوء التغذية، مؤكّدًا أن أكثر من 60 ألف طفل في غزة يواجهون خطر مضاعفات صحية مميتة. كما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن إسرائيل تمنع 75% من بعثات الأمم المتحدة من دخول القطاع منذ فرض الحصار الكامل في 2 آذار/مارس الماضي.
وقال غيبريسوس، في مؤتمر صحفي من جنيف، إن الحصار يمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، ويترك ملايين المدنيين بلا ماء نظيف أو مأوى أو رعاية طبية، ما يزيد من خطر الوفاة بسبب الجوع أو الأمراض.
🎥أسير محرر يلتقي ابنته عقب وصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة #دير_البلح وسط قطاع #غزة. pic.twitter.com/bKmtecdHjH
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) April 10, 2025
من جهتها، أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، إلى أن نحو 400 ألف شخص نزحوا خلال الأيام الأخيرة بسبب تصاعد القتال وانهيار وقف إطلاق النار. كما حذّرت من أن النازحين يواجهون أطول فترة انقطاع للمساعدات منذ بدء الحرب، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول الإغاثة.
قرار قضائي إسرائيلي بوقف الكهرباء عن غزة
في موقف يعكس تواطؤ المؤسسة القضائية الإسرائيلية مع سياسات الحصار التي يفرضها الاحتلال على غزة، رفضت
المحكمة العليا الإسرائيلية التماسًا قدمته عائلات محتجزين إسرائيليين لدى حماس، يطالب الحكومة بإعادة تزويد قطاع غزة بالكهرباء. وقال القاضي أليكس شتاين إن المسألة "غير قابلة للمراجعة القضائية"، وتقع ضمن صلاحيات القيادة السياسية وحدها.
ورحب وزير الطاقة إيلي كوهين بالقرار، وكتب على منصة "إكس": "قطع الكهرباء عن غزة قرار صائب أمنيًا وأخلاقيًا"، مدعيًا أن "الضغط المستمر على حماس هو الوسيلة الوحيدة لاستعادة المختطفين ومنع وجودها في اليوم التالي للحرب".
