خاص| توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة.. تحويل مواقع النظام السابق إلى نقاط عسكرية
24 ديسمبر 2024
أفادت مصادر خاصة لشبكة "الترا صوت" من ريف القنيطرة بأن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلية قامت خلال الأسبوعيين الأخيرين بتجريف وتدمير جميع المواقع العسكرية التي كانت تشغلها قوات النظام السوري السابق، قبل انسحابها من المنطقة عقب هروب الرئيس المخلوع، بشار الأسد، خارج البلاد، حيث عمدت إلى إنشاء موقع لها في مدينة البعث بريف القنيطرة الشمالي داخل المنطقة العازلة التي تفصل الجانب السوري عن الجولان المحتل.
وكان نظام الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، قد أبرم اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل في جنيف السويسرية في 31 مايو/ أيار 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، والتي أنهت بموجبها حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وأفضت الاتفاقية إلى إنشاء خطين فاصلين بينهما المنطقة العازلة.
وفي حديثه لمراسلة شبكة "الترا صوت"، أوضح إبراهيم الشنيور، وهو من سكان منطقة "المعلقة" في ريف القنيطرة، أن القوات الإسرائيلية "دخلت إلى نقطة مراقبة للقوات الروسية تتواجد فيها آليات عسكرية لقوات النظام السابق في منطقة المعلقة في ساعات الفجر الأولى في 14 كانون الأول/ديسمبر الجاري"، مضيفًا أن القوات المتوغلة قامت بـ"تجريف الأراضي، وتخريب شبكة الكهرباء"، فضلًا عن قطع الطرق بين المعلقة والقرى المحيطة بها من جهة الجنوب.
نفذت القوات الإسرائيلية توغلًا بريًا من من مدينة البعث باتجاه ريف القنيطرة الشمالي، وهي من المناطق الحدودية داخل المنطقة العازلة
وأضاف الشنيور في حديثه أن القوات الإسرائيلية: "أطلقت الرصاص الحي على شخص مدني مما أدى إلى إصابته بالكتف، ثم قاموا بالانتقال إلى موقع ثان في منطقة الدرعيات، شمالي المعلقة، حيث خرجت القوات الإسرائيلية من بين منازل المدنيين لترهيبهم"، لافتًا إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بعد ذلك بـ"الانتقال إلى موقع عسكري في منطقة اللوقس"، الذي شهد هو الآخر "تجريفًا وتخريبًا"، إضافة إلى تفجير الذخيرة التي خلفتها ورائها قوات النظام السابق قبل انسحابها، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية أبلغت "المختار أن يقوم السكان بتسليم السلاح الثقيل الذي بحوذتهم، وهو كلام عار عن الصحة".
وأشار الشنيور إلى أن القوات الإسرائيلية كررت دخولها إلى القرى في ريف القنيطرة لأكثر من مرة، موضحًا أن قرية صيدا الجولان كان آخر القرى التي دخلوا إليها، مضيفًا أنه "بعدما قاموا بتجريف وتخريب موقع عسكري في القرية، بدأوا التجول بالآليات العسكرية بين منازل المدنيين، واستولوا على دبابات لقوات النظام السابق، بالإضافة إلى توغلهم في قرية الرفيد التي قاموا بتقطيع أشجارها، فضلًا عن هدم منزلين كليًا كان يستخدمها لتخزين مادة العلف للأبقار".
وأكد الشنيور في حديثه أن ما حصل في القطاع الجنوبي ينطبق على القطاع الشمالي، حيث "دخلت القوات الإسرائيلية في البداية إلى قرية كودنا، وبعد تمركزهم في القرية انتقلوا إلى منطقتي تل الأحمر الشرقي والغربي"، منوهًا إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بـ"سحب جميع أنواع الأسلحة من الأهالي، بما فيها الأسلحة الفردية أو الشخصية"، وبيّه الشنيور أن القوات لإسرائيلية تتنقل بشكل دائم بين قرى الحرية وطرنجة وأوفانية وجباتا الخشب والقحطانية، إضافة إلى فصلهم قرية الحميدية إلى قسمين، وإنشاء نقطة عسكرية تمركزوا داخلها في مرتفعات بلدة حضر.
من جانب آخر، قال مصدر محلي لمراسلة شبكة "الترا صوت" إن القوات الإسرائيلية نفذت توغلًا بريًا من من مدينة البعث باتجاه ريف القنيطرة الشمالي، وهي من المناطق الحدودية داخل المنطقة العازلة، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية قامت بـ"إزالة السواتر الترابية وجرف الأراضي في المواقع العسكرية، بالإضافة إلى إزالة الأحراش التي تمنع الرؤية".
وبخصوص الأحداث التي شهدتها مدينة البعث مؤخرًا، فقد أشار المصدر إلى أن القوات الإسرائيلية تسيطر في الوقت الراهن على مبنى مجلس محافظة القنيطرة مع قصر العدل بعد تحويلهم إلى موقع عسكري، حيثُ يبعد مبنى المحافظة عن الحي السكني والمؤسسات الخدمية نحو 500 مترًا، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية تقوم بـ"إجراء دوريات ليلة بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بحزب الله والجماعات الإيرانية" التي كانت تتواجد سابقًا في المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد زعم في وقت سابق من الشهر الجاري أن دخول القوات الإسرائيلية إلى الجانب السوري من مرتفعات الجولان المحتل كان ردًا على انسحاب قوات النظام السابق من مواقعهم، معلنًا انتهاء العمل باتفاقية "فض الاشتباك" التي وقعت عام 1974 بين النظام السوري وإسرائيل.